أخبار تركيا

حقيقة بدء الحكومة التركية بترحيل السوريين عن أراضيها … تعرف على التفاصيل

حقيقة بدء الحكومة التركية بترحيل السوريين عن أراضيها

عاد الحديث من جديد حول إمكانية ترحيل السوريين المتواجدين على الأراضي التركية ليغزو أوساط السوريين في تركيا، بالتزامن مع العاصفة التي ضربت الاقتصاد التركي وجعلت من الليرة التركية تشهد هبوطاً كبيراً أمام العملات الأجنبة الأخرى وعلى رأسها الدولار الأمريكي، وهو ما سهل انتشار تلك الأخبار بشكل أسرع من كل مرة.

الحديث عن ترحيل السوريين لم يكن الأول هذه المرة، فكما جرت العادة وبين فترة وأخرى تنتشر مثل هذه الأخبار في مواقف معينة، حيث انتشرت هذه الأخبار إبان الانقلاب الفاشل منتصف تموز 2016، لتعود وتنتشر من جديد العام الماضي بعد رسائل ساهم بنشرها فئة من السوريين بعينها تدعي أنها من (شركة توركسل) وأبلغت السوريين حينها بأنهم على وشك الترحيل من البلاد وأن عليهم توضيب أمتعتهم استعداداً لذلك تلاها محاولة أخرى خلال فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 حزيران/يونيو من العام الجاري.

اتصالات وهمية تبلغ السوريين بترحيلهم
ويقول اللاجئ السوري المقيم في ولاية أنطاكيا التركية “مصطفى العبدو” في حديث لـ “أورينت نت”، “قبل أسبوع تلقيت اتصالاً هاتفياً من رقم (أرضي) وعرف عن نفسه بأنه موظف في البلدية وأبلغني بأنه يجري الاستعداد لنقل السوريين إلى سوريا وبخاصة (عفرين وجرابلس) وأن الذين يتلقون هذه الاتصالات هم من تم اختيارهم من ضمن الدفعة الأولى التي ستغادر إلى سوريا”، مشيراً إلى أنه صعق لمثل هذا الخبر وحاول أن يستفهم أكثر من الشخص المتصل ولكن الأخير لم يوضح أي معلومات بل اكتفى بالقول (لازم تجهزو حالكم مشان وقت الترحيل تكونو منتهيين من كل الأمور).

يضيف: “كان الخبر بمثابة الصدمة لدي وقد تلقيته في ساعات المساء الأخيرة ولم يكن أمامي متسع من الوقت لمعرفة حقيقة هذه المعلومات، وانتظرت على جمر حتى صباح اليوم التالي حيث توجهت إلى مديرية الهجرة وشرحت لهم الموضوع فأخبروني أنه لا يوجد مثل هذا الأمر حالياً ولا توجد أي معلومات عما أقول، وعندما أخبرتهم بأن من اتصل ادعى أنه من البلدية، بدؤوا بالضحك وأخبروني بأن الجهة الوحيدة المخولة بهذا الأمر هي الأمنيات وإدارة الهجرة بعد قرار من وزارة الخارجية حصراً أما جميع الجهات الأخرى فهي غير مخولة للاتصال بأي سوري أو اتخاذ أي إجراء من هذا النوع”.

موظفون حكوميون: لا يجب الاستماع للإشاعات في كل مرة
ونفى موظفون حكوميون صحة هذه المعلومات كاملة داعين السوريين لعدم التأثر ونشر مثل هذه الإشاعات وعدم تصديق أي أخبار ما لم تكن مرفقة بقرار رسمي يتم إبلاغه لدوائر الأمن والهجرة في الولايات، وقد أكد أحد موظفي دائرة الهجرة في ولاية أنطاكيا/هاتاي في اتصال هاتفي لـ “أورينت نت” عبر الرقم المخصص للاستفسارات والشكاوى باللغة العربية /157/، إنه “يتوجب على السوريين عدم اتباع الأخبار (المرمية) هنا وهناك، ففي حال صدرت مثل هذه القرارات سيتم إذاعتها عبر وسائل الإعلام التركية أولاً المقروءة والمسموعة والمكتوبة، ما معنى أن نصدق اتصالاً وردنا من شخص ما وادعى أنه ممثل إحدى الجهات الرسمية في تركيا لإثارة قليل من الفوضى، أنا مثلاً أدعي أنني رئيس الجمهورية وأجري اتصالاً مع أي شخص، هل يصدقني؟!.. بالتأكيد لا”.

أخبار ترحيل السوريين جاءت بعد أيام فقط من إصدار الحكومة التركية قراراً يقضي بنقل خمسة مخيمات ودمجها بمخيمات حدودية تقع على مقربة من سوريا، حيث شمل القرار مخيمات “نيزيب – إصلاحية – قار قاميش – أديامان – ميديات” التي سيتم نقلها إلى مراكز إيواء مخصصة لقاطنيها وموزعة في ولايات (هاتاي- غازي عنتاب- كلس- شانلي أورفا)، وهو ما هيأ الظروف لجعل تلك الإشاعات تلقى صداها لدى فئة كبيرة من السوريين.

تجييش قومي وفئة محددة من السوريين هي المستهدفة
رغم أن الأخبار انتشرت بداية على أن جميع السوريين هم المستهدفون بقرار الترحيل، إلا أن الأمور بدأت تأخذ منعطفاً (قومياً) بعض الشيء، فبعد التوضيحات من قبل الدوائر الحكومية عادت الإشاعات على شكل آخر لتقول أن المستهدفين بالترحيل هم (السوريون الأكراد) الذين ستتم إعادتهم إلى سوريا، وقد تحدث اللاجئ السوري المقيم في اسطنبول “أحمد كردي” في حديث لـ “أورينت نت”، عن انتشار أخبار في الصفحات والمجموعات التابعة لاسطنبول مفادها وجود خطوات تحضيرية لترحيل (السوريين الأكراد) من تركيا إلى عفرين، التي باتت مكاناً آمناً بعد سيطرة الجيش التركي وفصائل معارضة سورية مدعومة من قبله عليها ما أحدث ضجة أكبر من سابقتها قبل أن تنفي إدارة الهجرة مجدداً هذا الكلام على غرار غيره من الإشاعات.

الجدير بالذكر أن الإشاعات المتعلقة بالسوريين في تركيا لا تكاد تنتهي، وفي كل مرة تتسبب تلك الإشاعات بخلق بلبلة كبيرة في أوساط السوريين لحين نفيها من مصادر حكومية، وقد سبق أن برر مسؤولون أتراك رد الفعل الطبيعي على الإشاعات من قبل السوريين، معتبرين أن خوفهم على مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم وأطفالهم الذين فروا بهم من سوريا وبدؤوا يبحثون هنا في تركيا عن حياة كريمة لهم وخوفهم من الترحيل هو دافع غريزي مشروع لا يمكن لومهم عليه.