الليرة السورية تتزين بالأخضر بعد سقوط الأسد.. هل تعود إلى سابق عهدها

شهدت الليرة السورية تقلبات حادة بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، حيث فقدت قيمتها بشكل غير مسبوق مقابل الدولار الأمريكي. فقد هوت بنسبة 42% خلال يوم واحد، لتصل إلى 22 ألف ليرة مقابل الدولار، مسجلةً أسوأ انخفاض في تاريخها.
أسباب تراجع الليرة السورية
جاء هذا التدهور نتيجة حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي أعقبت سقوط النظام، إلى جانب ارتفاع الطلب على الدولار وهروب رؤوس الأموال. كما لعب تدفق السوريين العائدين من دول الجوار حاملين عملات أجنبية دورًا كبيرًا في تغيير معادلة العرض والطلب في السوق.
بوادر التعافي الجزئي
بعد الانهيار الأولي، بدأت الليرة السورية بإظهار مؤشرات تعافٍ تدريجي، إذ ارتفعت قيمتها إلى 16 ألف ليرة مقابل الدولار في الأسواق المحلية، قبل أن تستقر عند 13 ألف ليرة في المعاملات التجارية. وبحسب ما رصد موقع تركيا عاجل، فإن هذه التقلبات تعكس محاولات الأسواق المحلية التكيف مع المشهد الاقتصادي الجديد في سوريا.
واستمرت الليرة السورية بالتحسن حتى سيطر اللون الأخضر على مؤشراتها وتزينت به حتى اليوم.
مستقبل الليرة: تغييرات هيكلية أم حلول مؤقتة؟
مع تفاقم الأزمة النقدية، ظهرت دعوات لإصلاح النظام المالي السوري، تضمنت اقتراحات لإصدار عملة جديدة برموز تعكس المرحلة الجديدة، وإزالة الأصفار من العملة الحالية لتسهيل التعاملات وتقليل الأرقام الكبيرة. لكن خبراء الاقتصاد يؤكدون أن هذه الخطوات لن تكون فعالة دون تنفيذ إصلاحات اقتصادية شاملة تهدف إلى تحقيق استقرار طويل الأمد.
هل يصبح تداول العملات الأجنبية هو الحل؟
يُطرح تداول العملات الأجنبية كإجراء مؤقت لتخفيف الضغط على الليرة السورية، لا سيما في ظل التدفق المتوقع للعملات الأجنبية من السوريين المغتربين وعمليات إعادة الإعمار. ومع ذلك، يبقى نجاح هذا الإجراء مرهونًا بمدى استقرار المشهد السياسي والاقتصادي خلال المرحلة المقبلة.
أخيرا، يعتمد مستقبل الليرة السورية على مجموعة من العوامل، أبرزها الاستقرار السياسي، الإصلاحات الاقتصادية، والدعم الدولي. فمع تحسن المناخ الاقتصادي وعودة الثقة إلى الأسواق، قد تتمكن الليرة السورية من استعادة جزء من قيمتها، إلا أن أي انتكاسة سياسية قد تعيدها إلى دوامة الانهيار.
المصدر: تركيا عاجل