أحمد الشرع يزور إدلب أول زيارة للشرع بعد تحرير سوريا

أحمد الشرع يزور إدلب أول زيارة للشرع بعد تحرير سوريا

أحمد الشرع يزور إدلب أول زيارة للشرع بعد تحرير سوريا

في يوم السبت الموافق 15 فبراير 2025، قام الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع بزيارة مفاجئة إلى محافظة إدلب شمال سوريا، في أول جولة داخلية له منذ توليه منصب الرئاسة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. هذه الزيارة، التي شملت تجواله في شوارع المدينة وزيارة مخيمات النازحين، تحمل دلالات سياسية واجتماعية عميقة، خاصة في ظل الدور التاريخي الذي لعبته إدلب كمعقل للمعارضة السورية.

إدلب: من معقل المعارضة إلى رمز الوحدة الوطنية

إدلب، التي كانت لسنوات طويلة خارج سيطرة النظام السوري، تعتبر واحدة من أكثر المناطق تأثراً بالصراع الدائر في سوريا. فقد كانت مركزاً رئيسياً للمعارضة المسلحة، حيث أسس أحمد الشرع تنظيم جبهة النصرة عام 2012 بدعم من تنظيم القاعدة، قبل أن يعلن قطع علاقته مع الأخير عام 2016 ويؤسس هيئة تحرير الشام16. هذه الخلفية تجعل زيارة الشرع إلى إدلب حدثاً رمزياً، حيث يعود إلى المنطقة التي انطلق منها لقيادة المعارضة ضد نظام الأسد، ولكن هذه المرة بصفته رئيساً للبلاد.

أحمد الشرع يزور إدلب أول زيارة للشرع بعد تحرير سوريا

بدأت زيارة الشرع بوصوله إلى وسط مدينة إدلب، حيث تجول في شوارعها وقاد سيارته بنفسه متجهاً إلى “المخيم الأزرق” في معرة مصرين، الذي يضم آلاف النازحين الذين فقدوا منازلهم بسبب الحرب712. خلال الزيارة، استمع الشرع إلى مطالب السكان، التي تركزت على تحسين الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والتعليم، ووعد بحل هذه المشكلات في أقرب وقت ممكن12.

ردود الفعل على زيارة أحمد الشرع إلى إدلب

لاقت زيارة أحمد الشرع ترحيباً واسعاً من قبل سكان إدلب، الذين وصفوه بـ”الشيخ” ولوحوا له بالسلام أثناء تجواله في الشوارع13. هذه الزيارة تعد الأولى لرئيس سوري إلى إدلب منذ عام 1971، عندما زارها الرئيس السابق حافظ الأسد ولقي استقبالاً عدائياً من الأهالي4. وبالتالي، فإن هذه الزيارة تعكس تحولاً في العلاقة بين الدولة والسكان المحليين، الذين عبروا عن أملهم في أن تكون هذه الخطوة بداية لعصر جديد من الاستقرار والتنمية.

أحمد الشرع يزور إدلب
أحمد الشرع يزور إدلب

الدلالات السياسية للزيارة

زيارة الشرع إلى إدلب ليست مجرد حدث محلي، بل تحمل رسائل سياسية قوية. فهي تأتي في إطار جهود الحكومة الانتقالية لإعادة توحيد البلاد بعد سنوات من الحرب الأهلية. كما أنها تهدف إلى تعزيز شرعية الشرع كرئيس لكل السوريين، وليس فقط للمناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة. بالإضافة إلى ذلك، تعكس الزيارة التزام الحكومة الجديدة بمعالجة قضايا النازحين وإعادة إعمار المناطق المتضررة912.

التحديات المستقبلية

رغم الأجواء الإيجابية التي رافقت زيارة أحمد الشرع، إلا أن التحديات التي تواجه إعادة إعمار إدلب وإعادة دمجها في النسيج الوطني السوري لا تزال كبيرة. فالمحافظة تعاني من بنية تحتية مدمرة وخدمات عامة متدهورة، بالإضافة إلى وجود آلاف النازحين الذين يحتاجون إلى دعم عاجل. كما أن تحقيق المصالحة الوطنية يتطلب جهوداً كبيرة لمعالجة الانقسامات العميقة التي خلفتها سنوات الحرب412.

زيارة أحمد الشرع إلى إدلب تمثل خطوة رمزية نحو إعادة بناء سوريا بعد سنوات من الدمار. فهي تعكس رغبة الحكومة الانتقالية في طي صفحة الماضي وبدء مرحلة جديدة من الوحدة الوطنية والإصلاح. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود سيعتمد على قدرة الحكومة على الوفاء بوعودها وتحقيق تقدم ملموس في معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد.

المصدر: تركيا عاجل

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد