تركيا تحاصر إسرائيل في سوريا: نفوذ متصاعد وتراجع تل أبيب أمام المعادلة الجديدة

تركيا تحاصر إسرائيل في سوريا: نفوذ متصاعد وتراجع تل أبيب أمام المعادلة الجديدة

باتت إسرائيل التي قتلت أكثر من 50 ألف فلسطيني في مأزق حقيقي ضمن الساحة السورية، إذ تواجه اليوم نفوذاً تركياً متنامياً يعجز صانع القرار في تل أبيب عن مجاراته أو التصدي له.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فإن الحكومة الإسرائيلية باتت تنظر إلى الحضور التركي المتزايد في سوريا على أنه “مقلق للغاية”، إلا أنها لا تملك أي أدوات فعالة لمواجهته، الأمر الذي جعلها في موقف ضعف واضح.

وفي تحليل موسع نشرته صحيفة The Times of Israel الإسرائيلية ووقعته الصحفية “نوريط يوحانان”، جاء أن “إسرائيل باتت مجبرة على التعايش مع النفوذ التركي المتزايد في سوريا”، مشيرة إلى أن تركيا تخطو خطوات استراتيجية حاسمة استعداداً للمرحلة التي ستلي نظام بشار الأسد، في حين أن إسرائيل تبدو معزولة عن هذا المشهد الإقليمي المتحول.

وأوضح التقرير أن أنقرة كانت قد وضعت استراتيجيتها في سوريا منذ وقت طويل، وتُعطي لهذا الملف أهمية تفوق اهتمام تل أبيب، التي تتعامل مع الوضع السوري من زاوية أمنية فقط، وهو ما أدى إلى تراجعها مقابل التقدم التركي.

ترامب يدعم أردوغان ويوجه رسالة واضحة لتل أبيب

وفي تطور لافت، كشف التقرير أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبّر بشكل صريح عن دعمه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض بتاريخ 7 أبريل/نيسان، وهو ما انعكس سلباً على قدرة إسرائيل على التحرك في الملف السوري.

وأكدت الصحيفة أن ترامب أوضح لنتنياهو ضرورة أن تتقدم إسرائيل بـ”مطالب عقلانية” إذا أرادت الحفاظ على دعم واشنطن، وهو ما أضعف موقف تل أبيب في ظل توازنات القوى الجديدة.

تركيا تفرض واقعاً جديداً في سوريا وتقصي إسرائيل من المشهد

وبحسب الإعلام الإسرائيلي، فإن الدعم الذي قدمته تركيا للمعارضة السورية على مدار السنوات الماضية شكّل ذاكرة قوية في المنطقة، وأصبح من المستحيل تصور مستقبل سياسي في دمشق بعد سقوط نظام الأسد دون وجود تركي فاعل.

وأكدت الصحيفة أن أنقرة تتحرك بإصرار سواء على الأرض أو في الساحة السياسية لتكون القوة المؤثرة والحاسمة في صياغة مستقبل سوريا، بينما تبقى إسرائيل عاجزة ومقيّدة أمام هذه المعادلة الجديدة.

المصدر: تركيا عاجل