فضيحة تهز بلديات تركيا: رؤساء مدن كبرى في قبضة العدالة القصة الكاملة لأكبر فضيحة في تركيا لعام 2025

فضيحة تهز بلديات تركيا: رؤساء مدن كبرى في قبضة العدالة القصة الكاملة لأكبر فضيحة في تركيا لعام 2025
قالت وسائل الإعلام التركية اليوم، إن حملة أمنية ضخمة شملت عدة مدن تركية وعلى رأسها إسطنبول، أُطلقت ضمن ثلاث تحقيقات منفصلة تتعلق بالفساد والرشوة وتشكيل تنظيمات إجرامية داخل بلديات كبرى، وأسفرت عن توقيف عدد من الشخصيات البارزة من رؤساء البلديات والموظفين ورجال الأعمال، في مقدمتهم رئيس بلدية أضنة زيدان كارالار، ورئيس بلدية أديامان عبد الرحمن توتدرة.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فإن التحقيقات التي أشرفت عليها النيابة العامة في إسطنبول شملت ثلاث ملفات منفصلة: تحقيق في بلدية إسطنبول الكبرى، وآخر ضد ما يُسمى بتنظيم “عزيز إحسان أكتاش”، وثالث يتعلق ببلدية بيوك شكمجه. وضمن إطار هذه العمليات، تستهدف السلطات القضائية 15 مشتبهاً بهم في قضايا تتعلق بـ”قيادة تنظيم إجرامي”، و”الرشوة”، و”الاحتيال”، و”التلاعب بالمناقصات”، و”الاستفادة غير القانونية من الأموال العامة”.
11 موقوفاً و4 مطلوبين للعدالة
في عمليات أمنية متزامنة نفذتها الشرطة، تم توقيف كل من رئيس بلدية أضنة الكبرى زيدان كارالار، ورئيس بلدية أديامان عبد الرحمن توتدرة، ونائب رئيس بلدية أديامان جيهان كايهان، والقائم بأعمال رئيس بلدية بيوك شكمجه أحمد شاهين، وسائقه، بالإضافة إلى رجال أعمال معروفين منهم: حير الدين مرمر، وبوراك كانغال، ورابيل أرتان، وكاظم جوكهان ينقليش، والمحامي أونور بيوك حتيبوغلو، وموظف في بلدية سيهان يُدعى أوزجان زنجر. وتواصل الشرطة حالياً البحث عن أربعة مشتبهين فارّين.

مطالبات غير قانونية من الشركات مقابل تسهيلات بلدية
التحقيقات أظهرت أن رئيس بلدية أضنة زيدان كارالار، خلال توليه رئاسة بلدية سيهان سابقاً، طلب منافع مالية من مسؤولي الشركات المتعاقدة مع البلدية، وأحالهم إلى مدير النظافة أوزجان زنجر. كما وُجهت اتهامات مماثلة لرئيس بلدية أديامان عبد الرحمن توتدرة، حيث اتضح أنه طلب منافع مالية غير قانونية وأحال مسؤولي الشركات إلى نائبه جيهان كايهان، الذي تلقى الأموال فعلاً في تواريخ متفرقة.
اتهامات ضد رئيس بلدية بشكتاش السابق وبلدية بيوك شكمجه
وفي السياق ذاته، كشفت التحقيقات أن رئيس بلدية بشكتاش السابق ريزا أكبولاط استخدم عائدات غير مشروعة لشراء ممتلكات باسمه. كما توصلت النيابة إلى أدلة تُثبت تورط القائم بأعمال رئيس بلدية بيوك شكمجه أحمد شاهين وسائقه في تلقي أموال من شركات خاصة، بدفع وضغط من شخص يدعى فاتح كيليش، والذي كان له دور رئيسي في الضغط على الشركات أثناء المناقصات المتعلقة ببلدية إسطنبول الكبرى.
تورط محامٍ ومساعٍ لعرقلة التحقيق
من جهة أخرى، كشفت إفادات وشهادات بأن المحامي أونور بيوك حتيبوغلو عقد اجتماعات قبل وبعد العملية الأمنية مع قيادات التنظيم المزعوم، وساهم في إبقاء المتهمين تحت السيطرة لمنعهم من الإدلاء باعترافات قد تُفكك هيكل التنظيم.
رشى على شكل فيلات مقابل تراخيص بناء
وفي تحقيق منفصل ببلدية بيوك شكمجه، وُجهت اتهامات لرئيس البلدية حسن آكغون بالحصول على عقارات (منها أربع فيلات) من شركات بناء مقابل تسهيل منحهم تراخيص وأذونات إسكان. وتبين أن بعض هذه العقارات سُجلت باسم أقاربه، وبعضها الآخر تم تسديد أثمانها للشركات بشكل غير رسمي.
رئيس بلدية أنطاليا ضمن فضيحة جديدة: شراء منزل فاخر لطليقة الابن
امتدت التحقيقات أيضاً إلى مدينة أنطاليا، حيث أصدرت النيابة العامة قراراً بتوقيف رئيس بلديتها محيتين بوجك، إلى جانب طليقة ابنه زينب كيريم أوغلو، في حين تبيّن أن ابنه مصطفى جوخان بوجك خارج البلاد.
بحسب إفادات رجل الأعمال يوسف ياد أوغلو، طُلب منه تمويل حملة انتخابية بمبلغ 25 مليون ليرة تركية قبل الانتخابات المحلية لعام 2024، ولما تعذّر دفع هذا المبلغ، تم الاتفاق على إصدار فاتورة وهمية بقيمة 8.5 مليون ليرة مقابل تغليف سيارات الحملة الانتخابية، وهي الفاتورة التي تم تسديدها عبر شركات تابعة لياد أوغلو، وفقاً لما أكدته تقارير MASAK وتحويلات بنكية موثّقة.
عقار بقيمة 30 مليون ليرة لطليقة الابن
وفي واقعة أخرى، كشف التحقيق أن جوخان بوجك اشترى منزلاً فاخراً بقيمة 30 مليون ليرة تركية باسم زوجته السابقة، تم تمويله على ثلاث دفعات من قبل يوسف ياد أوغلو، وهي المعلومات التي دعمتها البيانات المصرفية وسجلات الاتصالات.
وقد باشرت النيابة العامة في أنطاليا بتاريخ 5 تموز/يوليو 2025 بإجراءات قضائية رسمية تتضمن تنفيذ مداهمات وقرارات حجز وتوقيف بحق الأسماء الثلاثة المذكورة ضمن ملفين منفصلين يتعلقان بتهم الرشوة.
المصدر: تركيا عاجل