ليس تقليداً كما يشاع ونلبسها دون معرفة السبب ..لماذا نلبس الساعة في اليد اليسرى ولا نلبسها في اليد اليمنى؟
توارثت الأجيال على مدى العصور تقاليد وعادات تجعلنا نتساءل حول أساسها ومصدرها, ومنها لبس الساعة في اليد اليسرى.
حيث انتشرت مؤخرًا العديد من الأقاويل الغريبة حول سر لبس الساعة في اليد اليسرى وأن من وضعوها في اليد اليمنى لم يكن سوى لإغاظة الأمة العربية والإسلامية.
لذلك يقوم الكثير من الناس بلبس الساعة في اليد اليمنى نكاية فيمن فعلوا هذا على أساس صحة هذا الحديث مما استدعى منا وقفة هامة لتوضيح لبس الساعة في اليد اليسرى.
ولماذا يتم ارتداؤها في اليسرى وليس في اليمنى وهل للموضوع أبعاد عقائدية بالفعل مثلما يرى المتشددون والمتطرفون؟
هذا ما سنجيب عنه بالتفصيل في السطور التالية:
كيفية معرفة الوقت قديمًا
كانت معرفة الوقت في البداية تتم عن طريق بعض الأمور البسيطة فقد حاول المصريين القدماء معرفة الوقت من خلال المسلة وهي العمود الذي ينتهي بنهاية مدببة بالأعلى يجعلهم يعرفون هم في أي وقت من اليوم عن طريق قياس الظل الذي يصنعه هذا العمود وهو ما سمي بالساعة الشمسية.
وقد قسم المصريون القدماء بواسطة هذه الطريقة لمعرفة الوقت اليوم إلى 12 جزءًا، وعندما كانت هذه الطريقة مناسبة للنهار فقط ولكن غير مناسبة لليل لجأوا للساعة المائية وهي عبارة عن وعاء بثقوب صغيرة من الأسفل يتم وضعه في البحر ويتم تقسيمه لأثنى عشر جزءًا وعن المدة التي يستغرقها الوعاء للامتلاء ومن ثم يتم تعيين الوقت.
وفي الحضارة السومرية اخترعوا الساعة الرملية وهي وعاء زجاجي من قسم لوعاءين زجاجيين مملوئين بالرمال يفصلهما ممر ضيق ومن خلال امتلاء الإناء السفلي بالرمال يتم معرفة الوقت إلى حين فراغ الوعاء العلوي تمامًا فيتم قلب الساعة لإعادة الكرة من جديد وهناك الكثير والكثير من الساعات التي تم اختراعها فيما بعد مثل الساعات الشمعية والميكانيكية والبندولية وغيرها.
الساعة الحديثة
بعد الاعتماد على الساعات الشمسية والمائية والرملية والميكانيكية وغيرها لتعيين الوقت تم اختراع الساعة بالنابض في القرن الخامس عشر وفي القرن التاسع عشر تم اختراع الساعة المحمولة وكانت تبدو كإحدى حُلي النساء لذلك أحجم الرجال عن امتناعه.
وفي بدايات القرن العشرين طلب طيار يدعى سانتوس دومونت من لويس كاراتييه صانع الساعات صنع ساعة يلبسها في يده حتى تكون مختلفة عن ساعة الجيب المحمولة والتي تشبه أغراض النساء وقد كان حيث تبدو الساعات الملبوسة في اليد أكثر عملية, حيث يتمكن من لبس الساعة في اليد وفي نفس الوقت تتميز عن أغراض النساء وتتيح استخدام اليد اليمنى ومعرفة الوقت عن طريق لبس الساعة في اليد اليسرى أيضًا.
لبس الساعة في اليد اليسرى
لبس الساعة في اليد اليسرى تم الاصطلاح عليه من قبل الأشخاص الذين صنعوا الساعات، حيث أتيح لمرتديي الساعات العمل باليد اليمنى كما شاءوا وفي نفس الوقت معرفة الوقت عن طريق الساعة في اليد اليسرى.
وقد زادت أهمية الساعات هذه في الحـ.ـرب العالمية الأولى حيث تمكن جنود المشاة والقوات الجوية وغيرها من تنفيذ العمليات وإطلاق النيران دون الحاجة إلى التوقف من أجل معرفة الوقت من وقت لبس الساعة في اليد اليسرى.
كما أن هناك سبب آخر وراء لبس الساعة في اليد اليسرى حيث أن اليد اليمنى هي دائمًا المختصة بالعمل العنيف والطرق والعمل اليدوي وغيرها، مما يعرض الساعة في حالة ارتدائها في اليد اليمنى إلى الكسر والتلف خصوصًا أن عمليات الطرق المستمرة قد تؤدي إلى تحرك الأجزاء الداخلية في الساعة مما يؤدي إلى تلفها.
لبس الساعة في اليد اليمنى
لا ريب أن الأشخاص الذين يودون ارتداء الساعة في اليد اليمنى لا يمكن لأحد أن يمنعهم من هذا ولكن يجب أن يتجنبوا الطَرق العنيف والقيام بأعمال يدوية كبيرة حتى لا يعرضوا الساعات للتلف أو للعطل ومن الأفضل من يخاف على ساعته أن يرتديها في اليسرى.
ختاماً.. ليس هناك أي مؤامرة كما عرفنا في لبس الساعة في اليد اليسرى المسألة لها علاقة بالعملية ولتصبح الساعة أكثر فاعلية لدى من يلبسها ليس إلا.