جاء من ايران! تركيا تطلب من ائتلاف المعارضة السورية مغادرة أراضيها
جاء من ايران! تركيا تطلب من ائتلاف المعارضة السورية مغادرة أراضيها
يبدو أن المواقف التركية تجاه القضية السورية لم ترق لإيران، لذلك وخلال الفترة الأخيرة بدأت ايران بنشر أخبار كاذبة وشائعات من أجل تأجيج المواقف بين تركيا والمعارضة السورية.
فبعد الحديث الإيراني الكاذب عن قرب لقاء بين بشار الأسد وأردوغان، خرجت ايران بشائعة جديدة عبر وكالة تسنيم الايرانية وهي أن تركيا طلبت من ائتلاف المعارضة السورية مغادرة أراضيها.
يمكنكم متابعة الأخبار التي تهمكم في تركيا وأسعار الدولار والذهب محدثة كل لحظة عبر تطبيق تركيا عاجل.
تصريح من المعارضة السورية في تركيا
بعد أنباء طلب تركيا من الائتلاف السوري مغادرة أراضيها نفت المعارضة السورية ما زعمته وكالة تسنيم الايرانية، عن أن تركيا طالبت الائتلاف الوطني السوري المعارض بـ الخروج من الاراضي التركية ، في اطار مساعيها لاعادة النظر في علاقاتها مع دمشق.
وأكد رئيس الائتلاف سالم المسلط أنه لا صحة للخبر ، مشدداً على أنه لم يحدث ذلك نهائياً.
كذلك، نفى رئيس هيئة التفاوض بدر جاموس تلك المعلومات، مشدداً على ان هذه المعلومات غير صحيحة نهائياً ، مؤكداً أن العلاقة مع تركيا اكثر من ممتازة.
بدوره، وصف عضو هيئة التفاوض واللجنة الدستورية طارق الكردي الخبر بأنه أكذوبة سخيفة.
وتخالف المعلومات المنشورة في الوكالة الايرانية ما أعلنه وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو يوم الاربعاء بعد اجتماعه مع المسلط وجاموس ورئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، إذ أكد إننا نقدر وندعم مساهمة المعارضة في العملية السياسية في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
تقرير وكالة تسنيم الإيرانية
ونشرت وكالة تسنيم الايرانية مساء الأحد تقريراً نقلت فيه عن مصادر قولها إنه خلال اللقاء الذي جرى الاسبوع الماضي بين أحد المسؤولين الاتراك مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض سالم المسلط، قال المسؤول التركي إن أنقرة عازمة تماماً على اعادة العلاقات مع دمشق، ويجب على المعارضة السورية أن تتكيف مع هذا الواقع.
وأضافت الوكالة الايرانية أن المسؤول التركي أبلغ المسلط أنه يجب على المعارضة أن تسعى للعثور على بلد بديل (للهجرة) ووقف جميع أنشطتها السياسية والإعلامية داخل تركيا.
وزعمت مصادر الوكالة أن المعارضة السورية وافقت في هذا اللقاء على طلب أنقرة بمغادرة الاراضي التركية ، وأضافت: اقترح المسلط الهجرة الى المملكة العربية السعودية، الا ان رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، اقترح الأردن، على الرغم من انه اعترف بأن أنشطتهم ستكون محدودة أيضاً في الأردن.
غير أن هذه المعطيات تنفيها المعارضة، كونها مخالفة للتعهدات التركية.
وكانت مصادر سورية معارضة أكدت بعد لقاء جاووش أوغلو بممثلي المعارضة السورية أن أنقرة لن تتخلى عن المعارضة السورية، وأنها متمسكة بوجودها في سوريا.
تغير الموقف التركي تجاه القضية السورية
تباينت آراء المحللين والمراقبين إزاء دوافع تركيا لتغيير بعض مواقفها تجاه الملف السوري، حيث أرجع البعض ذلك إلى التغيّر الجذري في السياسة الخارجية والعودة إلى مبدأ “تصفير المشاكل”، فيما عزاه البعض الآخر إلى عوامل اقتصادية وأخرى خاصة بالانتخابات المقبلة والتي توصف بأنها “تاريخية” لعدة أسباب.
وأثار وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في 11 أغسطس/آب الجاري عاصفة من الجدل، عندما كشف عن محادثة قصيرة أجراها مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، داعيا إلى “مصالحة بين النظام والمعارضة بطريقة ما”.
وأثارت المحادثة التي أجراها جاويش أوغلو -على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز قبل 10 أشهر في بلغراد- شكوكا بشأن رغبة تركيا في التخلي عن نهجها الداعم للمعارضة والمطالبة بتحقيق انتقال سياسي في سوريا.
ولم يطل الجدل الذي أثارته هذه التصريحات، فقد قطع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشك باليقين عندما صرّح -في رحلة عودته من مدينة لفيف الأوكرانية يوم الجمعة الماضي- بأن بلاده لا تهدف إلى هزيمة بشار الأسد في سوريا، إذ قال “يتعين الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا من أجل إفساد مخططات ضد المنطقة”.
وأضاف أردوغان أن بلاده “ليست لديها أطماع في سوريا، وتُولي أهمية لوحدة أراضيها، وعلى النظام إدراك ذلك”، وأردف “لا يمكن التخلي عن الحوار بين الدول، ويمكن أن يتم في أي وقت، ويجب أن يتم”.
وفي حين سبقت تصريحات المسؤولين الأتراك تقارير صحفية زعم بعضها أن لقاء يجري التحضير له بين أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد في قمة منظمة شانغهاي، نفى وزير الخارجية التركي التخطيط لهذا اللقاء، مؤكدا أن الأسد غير مدعو إلى القمة، لكنه شدد على أنه “ليست لتركيا شروط مسبقة للحوار مع دمشق”.
وكشف الصحفي التركي -المقرب من دوائر صنع القرار- عبد القادر سلفي عن أنه سأل إن كان أردوغان سيلتقي بالأسد، مضيفا أن الإجابة كانت: “في الوقت الحالي، لا يوجد اتصال متوقع على المستوى السياسي”، واستدرك قائلا: “انتبهوا، قيل: في الوقت الحالي، لم يُقل: لا”.
التقارب مع النظام السوري
ويرى محللون أن مكاسب تركيا من التقارب مع النظام السوري على صعيد ملف اللاجئين ودعم الاقتصاد، ومن خلال تمتين العلاقات مع روسيا، تُعد من أبرز أهدافها الكامنة خلف سياستها الجديدة، بغض النظر عن إمكانية استعادة العلاقات فعليا بين الطرفين.
وفي هذا الصدد، يعبّر محمود الحمزة عن اعتقاده بأن “تركيا لم تدخل بشكل جدي في موضوع المصالحة، علما بأنهم يبحثون هذا الأمر، وقد تكون هناك مفاوضات سرية، لكن لا توجد نتائج جدية”، بحسب ما نقله تقرير لـ “الجزيرة نت.”
ولفت الخبير السياسي إلى أن وراء المساعي التركية عوامل داخلية مثل التحضير للانتخابات وما يتعلق بمواجهة دعاية المعارضة. ورجح أن الرئيس التركي “يريد تهدئة الأوضاع في الداخل وإعادة اللاجئين إلى شمال سوريا ومدن أخرى”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قالت وكالة رويترز إن الاقتصاد التركي تلقى دعما من روسيا هذا الصيف، من خلال التدفقات النقدية التي بلغت نحو 5 مليارات دولار، بالإضافة إلى زيادة كبيرة في عدد السياح الروس. في حين تضاعف صافي احتياطات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي 3 مرات تقريبا منذ أوائل يوليو/تموز ووصل إلى 15.7 مليار دولار، حسب المصدر نفسه.
أما المستشار في قضايا الاقتصاد والاستثمار المقيم في تركيا، جلال بكار، فقد أوضح أن الأموال التي نقلت إلى تركيا من روسيا بلغت أكثر من 6.7 مليارات دولار، ما بين تدفق نقدي واستثمارات مباشرة وغير مباشرة، تركزت في القطاع العقاري ثم الطاقة، بالإضافة إلى نقل بعض المصانع الروسية وخطوط الإنتاج.
وأضاف بكار أن هذه المساهمة أدت إلى إنعاش الاقتصاد التركي وصعود مؤشر بورصة إسطنبول. ولفت إلى أن الروس كانوا أكثر المستثمرين في القطاع العقاري خلال يوليو/تموز الماضي بشراء أكثر من 1273 عقارا، واعتبره “رقما ضخما جدا وتاريخيا في شهر واحد”.
وفي حين رأى بكار أن “التفاهمات السياسية الأخيرة هي التي جلبت الاستقرار للاقتصاد التركي”، شدد الأكاديمي والخبير السياسي محمود الحمزة على أن “تركيا بدأت هذا الطريق، لكن الوصول إلى الهدف النهائي ليس قريبا ولا سهلا”.