لن تصدق أنها موجودة! تعرف على أغرب عشر مطارات في العالم..
بالنسبة للبعض فركوب الطائرة والإقلاع والهبوط أمور روتينية جداً وغير مثيرة للاهتمام، بينما بالنسبة لآخرين فالطيران تجربة غريبة وفي الكثير من الأحيان مرعبة حتى.
وعلى الرغم من أن الطيران هو أكثر وسائل النقل أماناً اليوم مع احتمالية صغيرة للغاية بحصول حادث أو عطل يؤدي لإصابات أو إلى الوفاة (على الرغم من غرابة الفكرة، فالطيران أكثر أماناً من قيادة السيارة)، ففكرة الطيران بحد ذاتها قد تكون مصدر توتر وقلق خصوصاً مع الأخبار التي تركز عل حوادث الطائرات وتضخم بذلك من النسبة الحقيقية لها.
في حال كنت ممن يخشون الطيران أو يعانون من بعض القلق أو الخوف من حادث تحطم ما، فمن المهم أن تختار وجهتك بعناية جداً، فالمطارات ليست جميعاً متشابهة، وبعضها في الواقع أكثر أماناً وأسهل للإقلاع والهبوط من الآخر.
على أي حال فالأفضل أن تبتعد عن أن تقصد المطارات التالية في القائمة هنا إن كنت تعاني من أي قلق من الطيران، فقراءتك عنها لن تساعد أبداً في جعلك مطمئناً.
بسبب ضيق المساحة والحاجة لمطار دولي للإبقاء على الاتصال المباشر مع المملكة المتحدة؛ صمم مطار جبل طارق بحيث يتقاطع المدرج الوحيد للمطار مع أكثر الطرق ازدحاماً في المدينة.
منطقة جبل طارق أصلاً هي واحدة من أغرب المناطق من حيث حدودها، فجانبَا المضيق محكومان من قبل إسبانيا وبريطانيا لكن إسبانيا تحكم الجزء الواقع على الجانب الأفريقي (من جهة المغرب) بينما الجانب الذي من المفترض أن يكون إسبانياً محكوم في الواقع من قبل المملكة المتحدة وسكانه بريطانيون يتحدثون اللغة الإنجليزية ويستخدمون الجنيه الإسترليني في تعاملاتهم، مع كون تعدادهم لا يصل إلى 35 ألف نسمة ضمن مساحة صغيرة أصغر من 7 كيلومترات مربعة فقط، لذا فوجود مطار ضمن هذه المساحة أمر صعب جداً خصوصاً بالنسبة لجغرافيتها.
المساحة الضيقة للمنطقة وغياب المناطق المسطحة (كونها في النهاية لم تسمى جبل طارق عن عبث) أجبر المصممين على بناء المطار بشكل غريب بحيث يمر شارع هو الأكثر ازدحاماً في المدينة منه، وعند إقلاع أو هبوط كل طائرة يتم إيقاف السير في الشارع المعروف باسم (جادة ونستون تشرشل) والذي يصل المدينة مع إسبانيا ريثما يتم الإقلاع أو الهبوط.
يبدو هذا الأمر بالطبع كوصفة مثالية لكارثة، لكن الأمر الإيجابي ربما هو أن المطار قليل الازدحام للغاية ولا تمر به سوى 30 رحلة في الأسبوع وسطياً جميعها من أو إلى المملكة المتحدة. [مصدر]
بالنسبة لليابانيين، عدم وجود المساحة ليس مبرراً كافياً، فعندما يحتاجونها لا يمانعون صنعها على شكل جزر جديدة في البحر (بعد مطار كانساي بنيت عدة مطارات على جزر صناعية).
بالنسبة لليابان فمطار (كانساي) الدولي هو الثاني من حيث الأهمية في البلاد بأكملها، لكن على عكس المطارات المعتادة فقد بني هذا المطار بطريقة مختلفة ناتجة عن ضيق المساحة، فعوضاً عن أن يبنى على اليابسة تم صنع جزيرة صناعية خاصة به ضمن البحر بطول 4 كيلومترات وعرض 2.5 كيلومتر مع جسر يصله بالبر الأساسي إلى مدينة (أوساكا) اليابانية بطول 3 كيلومترات، حيث أن الغاية الأساسية لبناء المطار كانت تخفيف الضغط وتقليل الازدحام في مطار (أوساكا) الدولي على البر.
كان المطار الأصلي في (أوساكا) مزدحماً جداً لكن موقعه المحاط بأماكن سكنية جعل توسيعه أمراً غير ممكن، كما أن الطبيعة الجبلية عموماً لليابان حدت من وود مساحة ممكنة لمطار جديد، لذا فقد بدأ المشروع عام 1987 لبناء جدار بحري وتأسيس جزيرة صناعية تحمل فوقها مطاراً جديداً للمنطقة.
احتاج المشروع إلى 21 مليون متر مكعب من الصخور والتربة التي استخرجت من ثلاث جبال، واحتاج إنشاء الجزيرة لعمل 10,000 عامل مع 10 ملايين ساعة عمل إجمالية لإتمام الجزيرة.
كلف المطار بالمحصلة حوالي 20 مليار دولار وتم إكماله وإدراجه في الخدمة في عام 1994 مع مدرجين أساسيين، لكن سرعان ما ظهرت المشكلة الأساسية والتي هي الغوص التدريجي للمطار في أرضية خليج (أوساكا) بسبب التربة الرخوة تحت البحر والتي لا تستطيع تحمل منشأة بهذه الضخامة فوقها.
عبر السنوات الأولى من عمر المطار وبالوصول إلى عام 1999 كانت الجزيرة قد غرقت حوالي 8.2 متر ضمن قاع الخليج مما شكل تحديات كبرى مع الشروخ والتموجات في المدارج والمنشآت التابعة للمطار، لكن مع الوقت تناقص معدل غرق المطار ليصبح حوالي 7 سنتيمتر سنوياً بحلول عام 2008 لكن لا تزال التوقعات تشير إلى أنه بحلول عام 2067 ستكون الجزيرتان التان بني عليهما المطار قد أصبحتا بمستوى البحر أو أدنى منه. [مصدر]
حوالي نصف طول المدرج الرئيسي لمطار (ماديرا) محمول على 180 عموداً كبيراً بشكل مشابه للجسور الخاصة بالسيارات – صورة: Rui Marote
تم افتتاح هذا المطار عام 1964 في منطقة Funchal قرب أرخبيل ماديرا البرتغالي لكن منذ البداية كان المطار يعاني من كون مدرجه قصيراً جداً حيث أن طوله الكلي لم يكن يتجاوز 1600 متر مما جعل الهبوط أمراً شديد الصعوبة حتى بالنسبة لأكثر الطيارين خبرة، ومع إضافة من البحر من جهة والجبال المحيطة بالمنطقة من الجهة المقابلة جعل الأمور أكثر تعقيداً للطيارين الذين يجب ان يتوجهوا بطائراتهم ناحية الجبال في البداية ومن ثم ينعطفون إلى اليمين بشكل حاد قبل الاصطدام ليتمكنوا من توجيه طائراتهم للهبوط بأمان على المدرج.
عدا عن كل ما سبق، فموقع المطار بين الجبل والمحيط مع الهواء الدافئ من المحيط والبارد من الجبل يجعله مكاناً مثالياً للدوامات الهوائية التي تصعب الهبوط كما أن العواصف المطرية والضباب كانت أخطاراً دائمة في المطار.
في عام 1977 حاولت طائرة Boeing 727 الهبوط في المطار خلال يوم ماطر بشدة، لكن الرؤية الضعيفة والرياح جعلت الهبوط على المدرج بشكل سليم غير ممكناً، وبعد محاولة الهبوط لم تتمكن الطائرة من التوقف لتسقط عن ارتفاع يتجاوز 60 متراً إلى الأرضية القريبة من المطار مما أدى إلى مقتل 131 شخصاً على متنها ودفع إلى محاولة تكبير المدرجات.
بعد ثمانية سنوات من حادثة التحطم تم تمديد المدرج لـ200 متر إضافية ومن ثم إعادة تمديده مجدداً عام 2000 فوق الشاطئ المجاور للمطار، لكن بدلاً من استخدام الأتربة والصخور لملأ الأرضية الجديدة للمدرج تقرر إنشاء المدرج باستخدام أعمدة إسمنتية كبيرة، حيث تم إنشاء الجزء المحمول من المدرج فوق سلسلة من 180 عموداً اسمنتياً كل منها بارتفاع 70 متراً، وبذلك بات نصف طول المدرج تقريباً معلقاً في فوق أعمدة مما أدى لفوز المطار بجائزة المنشآت الاستثنائية عام 2004. [مصدر]
مطار الأميرة جوليانا والشاطئ المجاور له باتا وجهتين سياحيتين أساسيتين في الجزيرة الكاريبية ومكاناً مثالياً لالتقاط الصور التذكارية مع الطائرات.
على الجانب الهولندي من جزيرة (سانت مارتن) في البحر الكاريبي يقع شاطئ شهير جداً باسم (شاطئ ماهو) Maho Beach، والسبب الأساسي لشهرة هذا الشاطئ المميز هو اختلافه عن أي شاطئ آخر في العالم حيث تستطيع أن تشاهد هبوط وإقلاع الطائرات عن الشاطئ كونها تحلق على ارتفاعات منخفضة للغاية تصل حتى 30 متراً فقط فوق الأرض، حيث يشكل الشاطئ المصدر الوحيد للصور الشهيرة التي تتضمن أشخاصاً بزي السباحة (كما الصورة أعلاه) يلوحون قرب طائرة كبيرة جداً، وتظهر على ارتفاع يجعلها تبدو وكأنها تتحطم أو تقوم بهبوط اضطراري.
السبب في الارتفاع المنخفض للطائرات بسيط للغاية، فالمطار مبني على شاطئ الكاريبي والمدرج العاشر له قريب جداً من المياه من ناحية وقصير نوعاً ما بحيث أن الطائرات تحاول الهبوط عليه في أقرب نقطة ممكنة لتحقيق هبوط سليم، وهذا يعني الهبوط بالقرب من الشاطئ والانحدار للأسفل في وقت مبكر مما يتسبب بالصور المثيرة والمميزة مع الشاطئ من ناحية، وكثيرً ما يؤدي لتطاير الرمال والحاجيات وحتى سقوط الأشخاص على الشاطئ بسبب التيار الهوائي القوي الخارج من المحركات النفاثة للطائرات.
في الواقع، هذا المطار الغريب هو واحدة من أهم نقاط الجذب السياحي في الجزيرة وحول شاطئ ماهو إلى واحد من أشهر من الشواطئ للسياح الراغبين بالمغامرة والتقاط صور تذكارية لا يمكن مضاهاتها.
بالطبع فالجزرة تستغل شهرة الشاطئ والمطار إلى حد بعيد، فالمطاعم والمقاهي القريبة توزع جداول الرحلات للمطار على مرتاديها (في حال أرادوا مشاهدتها عن قرب) وحتى أن إحدى الحانات الشاطئية تأخذ الموضوع إلى مستوى أعلى بكونها تبث المحادثات بين الطيارين وأبراج المراقبة ي المطار على مكبرات صوت للزوار. [مصدر]
على عكس الحال بالنسبة لمطار جبل طارق، فهنا لا يوجد زحام شديد أو غياب للمساحة لإنشاء المطار، لكن لسبب ما تقاطع مجرى المطار مع سكة حديدية نشطة.
في بداية هذه القائمة ذكرنا مطار جبل طارق وتصميمه الغريب الذي يتضمن شارعاً مزدحماً يقطع المدرج الوحيد في المطار، مما يجبر السير على أن يتوقف ويسير حسب الحركة الجوية، لكن مطار جبل طارق ليس الوحيد بهذا الشأن فمطار (غسبورن) الواقع في الجزيرة الشمالية من نيوزيلندا يمتلك حالة مشابهة من حيث المبدأ لكن مع اختلافات طفيفة، مثل كون ما يقطع المدرج هنا هو خط سكك حديدية وليس شارعاً وكون المطار محلياً وليس دولياً كما مطار جبل طارق.
يمتد المطار على مساحة 160 هكتاراً ويتضمن أربعة مدارج ثلاثة منها عشبية تستخدم للطائرات الصغيرة والمخصصة للرحلات القصيرة أو رش المبيدات الزراعية، بينما المدرج الأساسي إسفلتي ويستقبل الرحلات الأكبر التي يصل عددها لأكثر من 60 رحلة أسبوعياً وأكثر من 150,000 مسافر سنوياً، حيث يعمل المطار بين السادسة والنصف صباحاً حتى الثامنة والنصف مساءً ويتوقف في الليل حيث تستطيع القطارات العبور دون مقاطعة حينها.
كون القطارات تستطيع العبور في الليل لا يعني غياب الحالات حيث توجد قطارات وطائرات تريد العبور في الوقت نفسه، وهذا ما يشكل تحدياً لإدارة المطار ويجعلها تؤجل مرور أحد القطارات أو الطائرات ريثما يخلو المدرج من الحركة.
في الواقع هذا المطار ليس الوحيد من حيث مرور سكة قطارات في مدرجه، فمطار (وينيارد) على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة (تسمانيا) كان يعاني من نفس الحالة، لكن السكة التي كانت تعبره كانت قليلة الاستخدام إلى حد بعيد وفي عام 2005 تم إيقافها عن العمل تماماً. [مصدر]
مع هاوية تؤدي إلى سقوط يتجاوز 600 متر للأسفل فمطار (تنزنغ هيلاري) يبدو أشبه بكارثة بانتظار الحدوث خصوصاً مع موقعه المرتفع جداً في نيبال.
يقع مطار (لوكلا) -كما كان اسمه سابقاً قبل أن يتم تغيير اسمه تكريماً لأول متسلقي قمة جبل إفرست- في منطقة (لوكلا) في نيبال، والمسافرون الأساسيون على متن الرحلات القادمة منه أو الذاهبة إليه هم متسلقو الجبال الذين يريدون تسلق أعلى قمة في العالم، أو المهتمون باستكشاف المنطقة المحيطة بالقمة الشهيرة ضمن هضبة التيبت التي تتضمن سلسلة جبال الهملايا.
يتميز المطار بكونه خطيراً للغاية وواحداً من أخطر المطارات في العالم حتى، مع عدة حوادث تقع من وقت لآخر حدث آخرها عام 2010، السبب الأهم للحوادث هو الرياح الشديدة الناتجة عن ارتفاع المطار وقربه من الجبال المتجمدة طوال الوقت من ناحية، بالإضافة للغطاء الكثيف من الغيوم والثلوج والأمطار الغزيرة عدا عن كون المطار يقع على حافة جرف كبير بعمق يزيد عن 600 متر مما يجعل أي خطأ في الإقلاع أو الهبوط مقامرة كبرى حيث لا يمكن النجاة من سقوط طائرة من ارتفاع كهذا.
لا يمتلك مطار (بارا) الدولي مدرجاً، بل أن الطائرات تهبط على رمال الشاطئ نفسه الذي يزوره الأشخاص للترفيه عن أنفسهم، وهو مستمر حتى اليوم منذ أكثر من 80 عاماً على إنشائه.
ماذا تحتاج لتبني مطاراً يعتبر دولياً من قبل منظمة النقل الجوي العالمية؟ برج مراقبة وتواصل مع الطائرات، وهيئة ناظمة للرحلات وبالطبع فأنت تحتاج مدرجاً لتهب الطيارات عليه، هذا ما يخطر بالبال لغير العارف بالأمور، كون المنطقي هو أن أي مطار يحتاج لمدرج وما بالك إن كان مطاراً ”دولياً“، لكن الأمور بالنسبة لمطار (بارا) مختلفة على ما يبدو، فالمطار لا يتضمن مدرجاً بل أن الطائرات تقلع وتهبط على شاطئ البحر تماماً في منطقة عادة ما يقصدها الناس للسباحة والاستجمام حتى!
المطار معترف به كمطار دولي على الرغم من افتقاده للمقوم الأساسي ليعتبر مطاراً بالنسبة للكثير من الأشخاص، وبشكل غريب فالمطار يشارك مكانه مع العديد من محبي السباحة أو التخييم أو المسير على الشاطئ، حيث تهبط الطائرات على نفس الرمال التي يستخدمها الناس العاديون نهاراً ومن الممكن أن يستخدموها ليلاً، ولو أن تحذيرات عدة قد وضعت على أمل منع ما يبدو كحادثة بانتظار أن تحدث بأن تصدم إحدى الطائرات شخصاً ما قرر التخييم أو السابحة في الوقت الخاطئ.
الهبوط على الجليد أمر خطير جداً حتى للطائرات الصغيرة بسبب الخوف من الانزلاق أو عدم القدرة على إعادة الإقلاع، لذا فالمدرج الجليدي في القارة القطبية خطر جداً خصوصاً مع كون الكثير من الطائرات التي تأتي إليه تكون طائرات كبيرة.
من المعروف أن مدرجات الطائرات تصنع عادة من الإسفلت أو ربما من البيتون (الإسمنت)، وفي حالة المطارات الصغيرة جداً والزراعية فالمدارج الترابية موجودة كذلك، لكن بالنسبة لهذا المدرج الذي يعد واحدة من 3 مدرجات رئيسية في القارة القطبية الجنوبية لنقل المعدات والمؤن لمركز McMurdo البحثي الأمريكي؛ فالأمور مختلفة في هذا المدرج، وكما يوحي الاسم فهو لا يحتوي أي إسفلت أو إسمنت بل أنه مكون من الجليد والثلج مما يجعله واحداً من الأخطر في العالم.
يحمل الهبوط على هذا المدرج نواحي خطورة عديدة على الطائرات القادمة، فالأمر لا يتوقف على انزلاق العجلات وكون المهارة الشديدة ضرورية للغاية، بل أن انغراس العجلات في الطبقة الثلجية والجليدية الهشة أمر ممكن جداً نظراً للوزن الكبير للطائرات مقارنة بمساحة عجلاتها وهذا ما قد يمنعها من إعادة الإقلاع مجدداً، كما أن التشققات التي تحصل بشكل دوري كثيراً ما تمنع الهبوط وتجبر الطائرات على اللجوء لاستخدام المدرجين البديلين الأكثر أماناً (ولو أنهما يبقيان خطيرين نسبياً بسبب الظروف الجوية القاسية).
بالنسبة لمعظم المطارات حول العالم فمدرج بطول كيلومترين كاف لمعظم الحاجات ولا فائدة من إطالته أكثر من ذلك، لكن على ارتفاع يزيد عن 4000 متر الأمور تختلف وحتى طول 5.5 كيلومتر يعد عادياً.
هذا المطار الواقع على هضبة التيبت المعروفة بارتفاعها هو الأعلى في العالم من حيث الارتفاع عن سطح البحر مع ارتفاع يتجاوز 4300 متر، مما يجعل موقعه أعلى من العديد من قمم الجبال حول العالم، ومع أن المطار يتضمن مدرجا من الأطول في العالم حيث يمتد لمسافة تتخطى 5 كيلومترات ونصف (أكثر من ضعفي الطول المعتاد لمدرجات المطارات) فهذه المسافة الكبيرة لا توفر أي أمان إضافي في الواقع ولا تصنف كمسافة زائدة أبداً والسبب في الأمر هو المبدأ الأساسي لدفع الطائرات.
لتتمكن الطائرات من الطيران والإقلاع أو حتى الهبوط فهي تحتاج لتيار هوائي قوي كفاية تحت أجنحتها سواء لرفعها عن الأرض في حالة الإقلاع أو تخفيض سرعتها في حالة الهبوط، وهنا يأتي دور الارتفاع الكبير للمطار في المعادلة، فكثافة الهواء على هكذا ارتفاع شاهق صغيرة جداً بحيث تكون قوة الدفع اللازمة للإقلاع أو الفرملة أصعب بكثير لتحقيقها مما يجعل وجود هكذا مدرج طويل جداً أمراً ضرورياً، وعلى الرغم من طوله فهو غير آمن حقاً أو أنه ليس بأمان المطارات الواقعة على ارتفاعات منخفضة وقريبة من مستوى سطح البحر.
مع مدرج أطول بقليل من مدرجات حاملات الطائرات ومنحدرات شديدة من جهتي المدرج فالهبوط في هذا المطار مهمة صعبة جداً، أما بالنسبة للطائرات الكبيرة فهي مهمة مستحيلة.
يقع هذا المطار على جزية كاريبية صغيرة باسم (سابا) معروفة بالمناظر الخلابة التي تتضمنها وكونها وجهة سياحية شهيرة للكثرين، لكن الجزيرة التي باتت تعني مؤخراً من انخفاض أعداد السياح القادمين إليها تعاني من صعوبة كبيرة لوصول السياح بسبب مطارها الصغير جداً والخطير للغاية بالطبع، فالمطار يقع على حافة الجزيرة مع جبال من ناحية والمحيط الأطلسي من الجهة الأخرى، وكل من حافتي المدرج تنتهيان بمنحدرات حادة جداً تقود إلى الصخور الشاطئية التي تعني التحطم وانعدام احتمال نجاة أحد حتى.
ليزداد الطين بلة فالمطار يمتلك واحداً من أقصر المدارج في العالم حيث لا يتجاوز طول المدرج 400 متر فقط مما يجعله أطول بقليل فقط من السفن الحربية الحاملة للطائرات، هذا المدرج القصير والموقع الصعب جداً مع المناخ الذي كثيراً ما يكون ماطراً وعاصفاً يجعلان هذا المطار أشبه بفخ للطائرات الكبيرة التي تتجنبه دوماً، وحتى أنه مهمة صعبة للطائرات الصغيرة التي يحتاج طياروها عادة لخبرة كبيرة وحذر شديد لتجنب أي حادث قد يتحول إلى كارثة.