منوعات

ستنمحي من خريطة العالم.. 44 مدينة ساحلية على مستوى العالم قد تغرق

ستنمحي من خريطة العالم.. 44 مدينة ساحلية على مستوى العالم قد تغرق

لاشك أن تدخل الإنسان في الطبيعة سواء أكان مباشرا أم بشكل غير مباشر ينعكس سلباً على التغيرات المناخية والجغرافية وحتى الجيولوجية لكوكبنا.

فكانت إحدى نتائجه السيئة والتي يعلمها الجميع هي ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض وفق ظاهرة الاحتباس الحراري التي لوحظت خلال السنوات القليلة الماضية من خلال الفيضانات الجارفة والجفاف المفاجئان في مناطق مختلفة من دول العالم وارتفاع مناسيب البحار بشكل ملحوظ بشكل يهدد المدن الساحلية.

ولكن الأسوأ والذي لا يعلمه الا القليلون هو احتمال غرق ٤٤ مدينة مكتظة بالسكان على سواحل مختلفة لدول العالم وفق تقرير حديث نشر على موقع فيز دوت بسبب تهديدات حقيقية بهبوط الأرض نتيجة لأعمال حفر آبار الغاز والنفط وتأثير أوزان المباني الضخمة التي تؤثر بضغوط هائلة على الأرض.

فمن خلال تعاون مشترك، استخدم باحثون في جامعة “نانيانغ” التكنولوجية في سنغافورة ومختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا والمعهد الفدرالي للتكنولوجيا في زيورخ وجامعة نيوميكسيكو في أميركا؛ رادارا فضائيا لقياس درجة هبوط الأرض في 48 مدينة ساحلية حول العالم؛ من بينها ليما في البيرو، ولاغوس في نيجيريا، والإسكندرية في مصر، وإسطنبول في تركيا، وبانكوك في تايلاند، ولندن في بريطانيا.

هذه الدراسة قد تساعد في الحد من الآثار المحتملة للفيضانات الساحلية في العقود القادمة (شترستوك)

يقول المؤلف الرئيسي في الدراسة “شيريل تاي” -الأستاذ في جامعة نانيانغ التكنولوجية- في البيان الصحفي “إن هذه الدراسة قد تساعد في الحد من الآثار المحتملة للفيضانات الساحلية في العقود القادمة، وذلك من خلال تحديد مقدار وسرعة انحسار المدن الساحلية المكتظة بالسكان، إذ نتوقع أن تنحسر العديد من الأراضي بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر وهبوط الأرض معا”.

وقد وقع اختيار الباحثين على هذه المدن بناء على عاملين أساسيين؛ الأول تعداد السكان بها، فكان الحد الأدنى لعدد السكان هو 5 ملايين في عام 2020، والثاني أن تكون تلك المدن ساحلية أو بعيدة عن البحر بمسافة لا تتعدى 50 كيلومترا.

قيمة ملاحظات الأقمار الصناعية

وقد حلل الباحثون بيانات الرادار الفضائي الذي يعتمد على أقمار ناسا الفضائية في قياس تضاريس الأرض من عام 2014 إلى 2020 وقد نشروا نتائجهم في مجلة “نيتشر ساستنبيلتي” (Nature Sustainability).

يقول إيريك ليندسي -أحد الباحثين المشاركين في الدراسة من جامعة نيوميكسيوكو- في البيان الصحفي “إن هذه الدراسة تسلط الضوء على قيمة ملاحظات الأقمار الصناعية عالية الدقة في فهم مشكلة هبوط الأراضي بصورة أوضح”.

أغلب المدن الـ48 التي شملتها الدراسة تعاني تقريبا من درجة معينة من الهبوط الأرضي (شترستوك)

وقد وجد الباحثون أن أغلب المدن الـ48 التي شملتها الدراسة تعاني تقريبا من درجة معينة من الهبوط الأرضي. و وجدوا أن 44 مدينة منها قد تهبط بها بعض المناطق بمعدل أسرع من معدلات ارتفاع سطح البحر، وأغلب هذه المدن تقع في جنوب شرق آسيا. وهناك 4 مدن فقط معرضة لخطر أقل نسبيا من باقي المدن وهي سول (كوريا الجنوبية) وطوكيو (اليابان) و واشنطن (الولايات المتحدة) وناغويا (اليابان).

وسابقا، أظهرت نتائج الأبحاث أن المتوسط العالمي لارتفاع مستوى سطح البحر هو 3.7 مليمترات في السنة. و وفق بيانات هذه الدراسة فإن معدل الهبوط الأرضي لبعض الأجزاء من المدن قد يتخطى 20 مليمترا في السنة، ومن هذه المدن؛ تيانجين (الصين)، ومدينة “هو تشي منه” (فيتنام)، وشيتاغونغ (بنغلاديش)، ويانغون (ميانمار)، وجاكرتا (إندونيسيا)، وأحمد آباد (الهند).

الهبوط الأرضي أسرع أثرا

ويرى “شيريل” أن الغرق السريع للأراضي في المدن الآسيوية سببه غالبا ارتفاع الطلب على استخراج المياه الجوفية، لتلبية احتياجات المياه لعدد السكان المتزايد، وذلك لأن المدن الساحلية بها أصبحت مركزا للنمو”.

بحلول عام 2030 سيختفي كيلومتران مربعان من مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل (شترستوك)

وقد أظهرت البيانات أن تأثير الهبوط الأرضي على غرق هذه المدن الساحلية أسرع من تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر، وأن ارتفاع مستويات سطح البحر مع هبوط الأراضي يمكن أن يتسببا في مشاكل كبيرة للمدن الساحلية في السنوات المقبلة، ويتوقع الباحثون أنه بحلول عام 2030 سيختفي كيلومتران مربعان من مدينة ريو دي جانيرو (البرازيل) إذا لم تتخذ السلطات بعض التدابير لكبح ارتفاع البحر.

نهاية يجب على جميع الدول اتخاذ إجراءات من أجل معالجة حل مشكلة الهبوط الأرضي عن طريق تنظيم عمليات استخراج المياه الجوفية وأن تضعها البلدان كأولوية قصوى في المناطق الساحلية” وذلك لأن هذه المشكلة هي مشكلة عالمية هذا ماقاله إيريك خاتما به حديثه.

مشاركة الخبر