شهدت العملية العسكرية المرتقبة لتركيا في الشمال السوري تطورات كبيرة يوم الأمس وصباح اليوم الثلاثاء.
فقد أدلى البيت الأبيض مساء الأمس بتصريحات حول العملية العسكرية البرية المرتقبة ، وقال أن تركيا تتعرض لهجمات إرهابية على حدودها وداخل أراضيها، وندعم حقها في الدفاع عن نفسها.
وفي نفس الوقت ، ذكر مسؤولوا البيت الأبيض الأمريكي أن الولايات المتحدة الامريكية لا تريد رؤية تحركات داخل سوريا، فهذا سيؤدي إلى تقويض جهود مكافحة داعش بحسب البيت الأبيض.
من جانبها نقلت قناة الجزيرة القطرية عن مصادر تركية رسمية، أن تركيا اشترطت انسحاب “قوات سوريا الديمقراطية” من منبج وعين العرب وتل رفعت.
وذكرت القناة القطرية أن أنقرة أعطت مهلة لتلبية شروطها، وإلا ستنفذ عملية عسكرية تشمل منبج وعين العرب وتل رفعت.
كما اشترطت أنقرة عودة مؤسسات النظام السوري بدلا من “قوات سوريا الديمقراطية”.
ونقلت القناة أيضا، أن الجانب الروسي يقوم بجهود لتلبية مطالب أنقرة شمالي سوريا بدلا من العملية العسكرية.
وفي خبر عاجل صباح اليوم، ذكرت وسائل إعلام تركية، أن تركيا أعطت مهلة ثلاثة أيام لتنظيم PKK / YPG الإرهابي للانسحاب من مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب وتسليم هذه المناطق.
وقالت وسائل إعلام تركية، انه إذا لم يتم التسليم ، فسيتم إعطاء تعليمات لتنظيف هذه المناطق ضمن العملية العسكرية البرية.
ومن جانب أخر أطلقت روسيا تحذيرا أخيرا لـ “قسد”، ونبهت فيه أن العملية العسكرية التركية قادمة اذا لم يتم تنفيذ شروط أنقرة.
حيث وجه قائد القوات الروسية في سوريا تحذيرا أخيرا لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بشأن العملية العسكرية التركية المرتقبة في مناطق شمالي سوريا خلال اجتماع جمع الطرفين أمس الأحد في الحسكة.
ووصلت إلى مطار القامشلي يوم أمس طائرات حربية تقل قائد القوات الروسية في سوريا، ألكسندر تشايكو برفقة مستشارين وقادة عسكريين روس وسط تحليق للطيران المروحي الروسي في سماء المنطقة.
واجتمع تشايكو مع قائد “قسد”، مظلوم عبدي في مقر إقامة الأخير باستراحة الوزير والتي تعد إحدى القواعد الأميركية في محافظة الحسكة.
وقال مصدر مطلع إن قائد القوات الروسية كان واضحاً مع عبدي وأخبره خلال اللقاء بأن تركيا مصرّة على شن عملية برية شمالي سوريا وأن موسكو غير قادرة على وقف هذه العملية من دون منح تركيا ضمانات أمنية حقيقية”.
وأضاف المصدر أن “روسيا تشترط على “قسد” سحب كامل قواتها ومؤسساتها من منطقة عين العرب ومنبج وتل رفعت وتسليم المنطقة للقوات الروسية وعودة جيش النظام إليها”.
وأكد تشايكو لعبدي أن “العرض الروسي لقسد هو الأخير ولن تستطع روسيا وقف الهجوم في حال بدء العملية التركية”.
وشدد قائد القوات الروسية على أن “عين العرب تعد أبرز الأهداف التركية إلى جانب تل رفعت شمالي حلب”.
وعرضت “قسد” على روسيا زيادة عدد ونقاط القوات الروسية وقوات النظام على طول الشريط الحدودي مع الحفاظ على وجود المؤسسات المدنية والأجهزة الأمنية (الشرطة) التابعة للإدارة الذاتية.
وشددت “قسد” في الاجتماع على التزامها باتفاقية وقف التصعيد مع تركيا وحفظ الاستقرار في المنطقة.
وأفاد المصدر بانتهاء الاجتماع بين الطرفين من دون التوصل لاتفاق مع تأكيد “قسد” رفض خيار الانسحاب من هذه المناطق.
وقال عبدي خلال مؤتمر صحفي عبر برنامج زوم في وقت سابق إن “أميركا وروسيا تعارضان العملية العسكرية التركية وهي مواقف جيدة، لكن المواقف الدولية يجب أن تكون أقوى لأن تركيا مصممة على الهجوم”.
وأفادت مصادر إعلامية محلية بإلغاء الشرطة العسكرية الروسية، الإثنين، دورية مشتركة مع القوات التركية، كان من المقرر تسييرها في ريف عين العرب الشرقي.
وخلال الأسبوع الماضي تراجعت تحركات القوات الروسية والأميركية على طول الشريط الحدودي مع تركيا فيما توقفت الدوريات الأميركية عن التحرك في مناطق الحقول النفطية حتى قبل يومين من استهداف تركيا لمواقع عسكرية لـ”قسد” شمال شرقي سوريا.
ويرى مراقبون بأن توقف الدوريات الأميركية والروسية يأتي من جراء تنسيق هذه الأطراف مع تركيا التي شنت ضربات جوية واسعة على مواقع عسكرية وبنية تحتية شمال شرقي سوريا.