أخبار تركيا

لا يمكنني خوض الانتخابات لوحدي! الرئيس أردوغان يقصف جبهة المعارضة بتصريحات نارية..

لا يمكنني خوض الانتخابات لوحدي! الرئيس أردوغان يقصف جبهة المعارضة بتصريحات نارية..

صرح رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، علي باباجان، بالطريقة التي ستحكم بها الطاولة السداسية تركيا حال فوزها بالانتخابات، قائلا:

“في القرارات المهمة، سيستشير الرئيس الأحزاب الستة ويحصل على موافقتها، وبعدها سيستطيع استخدام صلاحياته”.

ليأتي الرد لاحقا من الرئيس أروغان حيث قال، ” يحاولون فرض وصايتهم، هل تعرفون ما اسم وصاية الطاولة السداسية؟ إنها وصاية سياسية”.

“تركيا في الماضي عاشت صعوبات ودفعت بدلا كبيرا لأنها لم تتحمل أن يكون هناك اثنان في الحكم (في إشارة للنظام البرلماني)، لكن هؤلاء ليسوا اثنين، بل ستة يسعون خلف الحكم”.

وقبل قليل عاد الرئيس أردوغان ليطلق تصريحات نارية قصف بها جبهة المعارضة التركية، حيث قال ” لا يمكن خوض الانتخابات بشخص واحد، فقد بقى عليها 4 أو 5 أشهر ولا نعلم من هو المرشح الذي سنواجهه”.

“تغرق السفينة عندما يقودها 6 ربان، وتصل لوجهتها عندما يقودها ربان واحد، ففي الظاهر هناك 6 أشخاص، لكن الله أعلم بعدد الراغبين في حكم البلاد”.

“يبحث الشعب عن رئيس يحكم البلاد، بينما ما يشغل هؤلاء هو أن يتحكموا في هذا الرئيس”.

“التصويت لمرشح يتحرك بجهاز تحكم عن بعد ما هو إلا استخفاف بعقول الشعب”.

يذكر أن الطاولة السداسية هي تحالف سياسي يضم 6 أحزاب تركية معارضة من خلفيات مختلفة، تأسس في فبراير/شباط 2022 على وقع التحضيرات لانتخابات 2023 الحاسمة.

يهدف تحالف “الطاولة السداسية” إلى العودة بالبلاد من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني، ويرفع شعار “النظام البرلماني المعزز”.

النشأة والتأسيس
يعد تحالف “الأحزاب الستة” أو ما أصبح يعرف إعلاميا بـ”طاولة الستة” أو “الطاولة السداسية” امتدادا لتحالف الأمة المعارض.

ويضم تحالف الأمة حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد القومي حديث النشأة، وخاض الحزبان انتخابات 2018 المحلية ثم انتخابات 2019 الرئاسية والبرلمانية تحت راية التحالف المذكور.

وشارك حزب السعادة المحافظ في الانتخابات بالتنسيق والتعاون مع “تحالف الأمة”، دون الإعلان عن الانضمام رسميا إليه.

وفي 13 فبراير/شباط 2022 اجتمع قادة الأحزاب الثلاثة، وهم زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، وزعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، ورئيس حزب السعادة تمل كرم الله أوغلو مع قادة 3 أحزاب أخرى هم رئيس حزب الديمقراطية والتقدم (ديفا) علي باباجان، ورئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، وكلاهما منشقان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأخيرا رئيس الحزب الديمقراطي غول تكين أويصال.

ونتج عن هذا الاجتماع بيان سياسي أعلن فيه القادة السياسيون الستة اتفاقهم على السعي إلى إنشاء نظام برلماني معزز في البلاد.

وأصبحت الصورة التي جمعتهم عقب الاجتماع حديث الصحافة ونقطة فارقة في المشهد السياسي التركي، إذ تعبر عن ولادة أول تحالف واسع الطيف للمعارضة التركية رغم ما سبق هذا الاجتماع من صعوبات.

تحالف “الطاولة السداسية” تأسس في فبراير/شباط 2022 (الفرنسية)
التوجه الأيديولوجي والسياسي
تنتمي الأحزاب الستة إلى أيديولوجيات متباينة، ما بين العلمانية الأتاتوركية والقومية من جهة، والتيار اليميني المحافظ الذي يشارك حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (العدالة والتنمية) خطوطه الفكرية الرئيسية من جهة أخرى.

والجامع المشترك بين الأحزاب الستة أنها تتبنى خطابا “ديمقراطيا وسطيا” يتجنب الإقصاء أو التطرف تجاه فئة محددة من الشعب، كما تجمعها معارضة الرئيس أردوغان والسعي إلى الإطاحة به خلال الانتخابات المقبلة.

أبرز المحطات
لم يكن تأسيس “طاولة الستة” أمرا سهلا، فقد تحدثت تقارير صحفية عن خلافات كبيرة شابت الاجتماع الأول.

واقتصرت مخرجات اجتماع 13 فبراير/شباط 2022 على عنوان عريض وتأجيل صياغة النص الكامل للاتفاق الذي توصل إليه المشاركون إلى 28 من الشهر نفسه، مما جعل احتمال تحول محادثات “الطاولة السداسية” إلى تحالف يتجسد على أرض الواقع أمرا مستبعدا.

لكن الأحزاب الستة التزمت بالإعلان عن تفاصيل اتفاقها السياسي في 28 فبراير/شباط 2022، ثم تواترت اجتماعاتها وتبلورت المشتركات بينها تدريجيا، مما أعاد التحالف إلى مربع الجدية.

وتضمن بيان 28 فبراير/شباط تفاصيل الرؤية الموحدة للأحزاب لنظام حكم جديد في البلاد، وتطبيق ذلك في حال تمكُّن المعارضة من الوصول إلى الحكم عبر انتخابات 2023.

وفي 28 مارس/آذار 2022 أقر زعماء الأحزاب الستة إنشاء لجان من أجل تطبيق رؤيتهم المشتركة في الانتقال من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني المعزز في حال فوزها بالانتخابات.

أعضاء تحالف “الطاولة السداسية” اتفقوا على تقديم مرشح توافقي لدورة الانتخابات القادمة لرئاسة البلاد (رويترز)
وشكلت مسألة التوافق على مرشح مشترك لطاولة الستة لمواجهة أردوغان في انتخابات 2023 الرئاسية موضع جدل في معظم الوقت، إذ أعلن أغلب قادة الأحزاب المعارضة احتمال ترشحه، ولم يخف كليجدار أوغلو ذلك، وإن كان الجميع قد ربط ترشحه بعدم التوافق بين “الستة” على مرشح مشترك.

وحسم التحالف المعارض الموقف في 23 أغسطس/آب 2022 عندما أعلن في بيان عقب الجولة الأولى من اجتماع قادته في ضيافة كرم الله أوغلو أن قادة الطاولة السداسية أكدوا أنهم سيواصلون العمل بشكل مشترك قبل وخلال وبعد الانتخابات، مشددين على أن “مرشحهم المشترك” سيكون الرئيس الـ13 لتركيا.

وفُهم من البيان أن قادة الأحزاب الستة اتفقوا على أن يخوضوا انتخابات الرئاسة بمرشح مشترك في مواجهة أردوغان عام 2023، دون الإفصاح عن اسمه.

مشاركة الخبر