أين اختفى عالم الزلازل الهولندي! ولماذا توقف عن التنبؤ بالزلازل؟

أين اختفى عالم الزلازل الهولندي! ولماذا توقف عن التنبؤ بالزلازل؟

تعتبر الزلازل من الظواهر الطبيعية المدمرة التي تثير قلق البشرية، ودائمًا ما نسعى إلى التنبؤ بها للتمكن من اتخاذ الإجراءات الوقائية وحماية الحياة البشرية والممتلكات. على الرغم من التقدم العلمي الكبير في مجال علم الزلازل، يظل الأمر صعبًا ومعقدًا، ولكن لا يمكن تجاهل دور العلماء والخبراء في هذا المجال الذين يعملون جاهدين على فهم وتوقع هذه الظاهرة الطبيعية.

أحد تلك الخبراء هو عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، الذي اشتهر بتوقعاته الدقيقة للعديد من الزلازل التي وقعت في مناطق مختلفة حول العالم. ومع ذلك، لفت انتباه الجميع حين قرر هوغربيتس أن يتوقف عن التنبؤ بالزلازل، وذلك بسبب الأحداث الجارية في غزة والتي تطغى على أهمية الإنذارات الزلزالية في ظل مأساة إنسانية حقيقية.

تاريخ هوغربيتس مع التنبؤ بالزلازل يمتد إلى الحدث الكارثي الذي وقع في تركيا في فبراير الماضي، حيث استطاع أن يتنبأ به قبل حدوثه بثلاثة أيام فقط. ومن ثم، استمر في توقع الزلازل الأخرى مثل زلزال المغرب في سبتمبر، الذي أسفر عن فاجعة تفجيرية خطيرة.

لكن مع اندلاع الحرب في غزة وتصاعد الأحداث الإنسانية المأساوية، قرر هوغربيتس تغيير اهتماماته والتفرغ للتعبير عن موقفه تجاه هذه الأحداث. في تغريداته ومشاركاته على وسائل التواصل الاجتماعي، أكد أنه لا يمكن أن يظل مكتفيًا بالتنبؤ بالزلازل بينما تجري مجازر وحروب تؤدي إلى فقدان الأرواح وتدمير البنى التحتية.

في تغريدته الأخيرة قبل توقفه عن النشر، دعا هوغربيتس العالم أجمع إلى التحرك والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة. وأكد أنه في ظل معاناة الناس وقتل الآلاف، لا يمكن لخدمات التنبؤ بالزلازل أن تكون ذات جدوى حقيقية.

ترأس هوغربيتس هيئة “استبيان هندسة النظام الشمسي”، والتي تركز على دراسة العلاقة بين هندسة الأجرام السماوية والأنشطة الزلزالية على الأرض. ورغم أن توقعاته كانت تثير الهلع والقلق حول العالم، إلا أن العلماء يرفضون نظريته، مشددين على أنه لا يوجد دليل علمي يثبت أن حركة الكواكب تؤثر بشكل مباشر على الزلازل.

في النهاية، يظهر قرار هوغربيتس بالتركيز على القضايا الإنسانية كدليل على الوعي العالي للعلماء بأهمية توجيه اهتمامهم وجهودهم نحو مساعدة البشر في مواجهة التحديات الحقيقية والملموسة في حياتهم، وهو موقف يستحق التقدير والاحترام