قريبًا: تركيا تعزز مكانتها بحاسوب فائق القوة في عالم التكنولوجيا

قريبًا: تركيا تعزز مكانتها بحاسوب فائق القوة في عالم التكنولوجيا

تنتظر تركيا بفارغ الصبر دخول أحدث وأقوى حواسيبها إلى الخدمة، وهو الحاسوب الفائق الذي يُعتبر التطور التكنولوجي الرائد في البلاد. يتمتع هذا الحاسوب، الذي يضم أكثر من 500 خادم و 56 ألف نواة، بإمكانيات هائلة تجعله يستحق الدخول إلى قائمة “Top500” التي تُصنف أقوى الحواسيب على مستوى العالم. وستستفيد الآلاف من الباحثين والشركات من هذا الإنجاز التكنولوجي الرائد.

المسيرة نحو الصناعة 4.0:

تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود التي قامت بها تركيا في السنوات الأخيرة لاعتمادها لمفهوم الصناعة 4.0. ومن بين هذه الجهود، تأتي إطلاق حاسوب فائق القوة الذي سيسهم في دفع عجلة البحث العلمي وتطوير المنتجات لصالح الشركات.

TRUBA: البنية التحتية الوطنية للعلوم التركية:

من المتوقع أن يتم تشغيل الحاسوب في بداية عام 2024، وهو جزء من مشروع “تركيا الوطنية للعلوم الإلكترونية” (TRUBA). أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا، محمد فاتح قاجار، أن الحاسوب الفائق سيبدأ في تقديم خدماته في الأيام القادمة تحت مظلة مؤسسة البحوث العلمية والتقنية التركية (TÜBİTAK).

التصنيف العالمي:

بمجرد تشغيل هذا الحاسوب الفائق، ستنضم تركيا إلى “Top500″، القائمة العالمية التي تُصدر لأفضل الحواسيب في العالم. وحالياً، لا يوجد أي حاسوب من تركيا في هذه القائمة، ولكن يوجد حاسوب يُعرف باسم “MareNastrum” يشترك فيه تركيا وبعض الدول الأوروبية، ويتم استضافة مركز الخوادم الخاص به في إسبانيا.

تشهد تركيا حاليًا على الخطوات الأخيرة لتفعيل حاسوبها العظيم الذي يُعدّ طفرة في عالم التكنولوجيا. لقد استمرت عمليات الاختبار لهذا الحاسوب لفترة من الزمن، ومن المتوقع أن تكتمل التجارب النهائية قبل نهاية عام 2023، حيث سيتم تشغيل هذا العملاق التكنولوجي في بداية عام 2024. يُتوقع أن يُحدث هذا الحاسوب تحولًا نوعيًا في مجال تخزين البيانات ومعالجة البيانات الكبيرة في البلاد.

في حين يعتمد الحواسيب المحمولة عادةً على 4 أو 8 أنوية، يتميز الحاسوب العظيم بـ 56,448 نواة معالجة قوية للغاية. سيكون لديه أيضًا ذاكرة بسعة 126 تيرابايت، وستتم عملية التبريد باستخدام الماء بدلاً من الهواء بسبب الطاقة الهائلة التي يولدها.

هذا الحاسوب العملاق يتألف من أكثر من 504 خادمًا، ويمتلك القدرة على إجراء آلاف العمليات في الثانية الواحدة. سيكون له تأثير كبير في مجالات الأبحاث الأكاديمية والصناعية، والمشاريع التنافسية، وأبحاث الذكاء الاصطناعي، وحتى في المشاريع التي تتطلب تكنولوجيا عالية كمجال صناعة الدفاع.

من الممكن، على سبيل المثال، استخدام هذا الحاسوب لحساب التكنولوجيات الجديدة التي تتطلب اختبارات آلاف المرات بشكل تقليدي بشكل دقيق وفعال. كما يمكن إنشاء نماذج رقمية للأشياء، مما يسمح بإجراء حسابات مثالية لمقاومة الهواء حول طائرة جت، وبذلك يُمكن تجنب إهدار كبير للموارد والوقت في العديد من التطبيقات. يُشكل هذا الحاسوب قفزة نوعية في التكنولوجيا التركية، ومن المتوقع أن يلعب دورًا هامًا في تطور الابتكار والبحث العلمي في المستقبل.