تركيا تبدأ بتنفيذ مشروع القطار فائق السرعة بين أنقرة واسطنبول (يختصر المسافة إلى 85 دقيقة)
تركيا تبدأ بتنفيذ مشروع القطار فائق السرعة بين أنقرة واسطنبول (يختصر المسافة إلى 85 دقيقة)
في خطوة نحو تعزيز التطوير وتعزيز دورها الاستراتيجي، أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، عن انطلاق “مشروع القطار الفائق السرعة” بين العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول. وأكد أن هذا المشروع سيشهد تحقيق سرعة تصل إلى 350 كيلومترًا في الساعة، مما يمكنه من قطع مسافة تبلغ 344 كيلومترًا في حوالي 80 دقيقة.
تحدث أورال أوغلو خلال مشاركته في “منتدى إعادة بناء أوكرانيا” الذي جمع رؤساء وزراء وزراء البنية التحتية من دول مختلفة، حيث قام بتسليط الضوء على الإنجازات والمشاريع الجارية والمستقبلية. وأثنى على دور تركيا في العلاقات التجارية الدولية، حيث أوضح أنه بفضل موقعها الاستراتيجي يمكن الوصول منها إلى 67 دولة في غضون 4 ساعات جوية، وأشار إلى أهمية الاستثمار في تحسين وسائل النقل والتواصل.
وأكد أورال أوغلو على أهمية تركيا كمركز حيوي في الممرات اللوجستية ووسائل النقل وممرات التجارة الدولية. وقال: “تركيا تحتل مكانة حيوية في قلب الممر الوسطي، وتتمتع بفرص استراتيجية هائلة.” وأشار إلى أهمية تنمية الطرق وتحسين وسائل النقل لتعزيز تدفق التجارة والتبادل الاقتصادي.
في سياق متصل، ألقى الضوء على تحديات النقل والتجارة الدولية، حيث قدم رؤيته لتحسين نقل البضائع من الصين إلى أوروبا. وقدم مشروع “طريق التنمية”، الذي يمتد على مسافة 1200 كيلومتر ويربط ميناء فيف في العراق بتركيا عبر السكك الحديدية، ويوفر ربطًا بين موانئ البحر الأسود وبحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط. يتوقع أن يحقق المشروع تقدمًا كبيرًا خلال العام الحالي، مما يعزز التبادل التجاري بين تركيا ودول المنطقة.
صرح وزير النقل والبنية التحتية، أورال أوغلو، بأن الحكومة قامت بإجراء استثمارات ضخمة تصل إلى 250 مليار دولار في مجالات النقل والاتصالات خلال الـ21 سنة الماضية، حيث كان اللفتة الأبرز هي توجيه جزء كبير من هذه الاستثمارات إلى شبكة الطرق البرية. ومع ذلك، يتطلعون إلى مستقبل أفضل حيث يخططون لتوجيه المزيد من الاستثمارات نحو تطوير شبكة السكك الحديدية.
من بين المشاريع الرئيسية التي تعكس هذه الرؤية هو مشروع القطار فائق السرعة بين أنقرة واسطنبول، الذي أعلن عنه أورال أوغلو. سيتيح هذا المشروع التقدم التكنولوجي في مجال النقل، حيث يتوقع أن يصل القطار إلى سرعة 350 كيلومترًا في الساعة، مما سيقلل بشكل كبير من الزمن اللازم للتنقل بين المدينتين إلى حوالي 80 دقيقة. مما يجعل النقل السريع والفعال بين المدن التركية أكثر إمكانية ويعزز التنمية الاقتصادية.
وفي مجال الطيران، أكد أورال أوغلو على أهمية مطار اسطنبول الذي يحتل المرتبة الأولى في أوروبا والسابعة عالميًا. يعتبر هذا المطار، وكذلك مطاري أنطاليا وصبيحة جوكجن، من الأصول الكبيرة لتركيا في مجال الطيران. وفي هذا السياق، أعرب عن طموحهم في زيادة عدد الركاب المستقبلين إلى 200 مليون راكب في اسطنبول، وهم حاليًا يعملون على خطط لتحقيق هذا الهدف الطموح.
تطرق أورال أوغلو أيضًا إلى تقدم تركيا في مجال الفضاء، حيث يعتزمون إرسال قمر صناعي وطني إلى الولايات المتحدة في عام 2024. هذه الخطوة ليست فقط تعزيزًا للقوة التكنولوجية لتركيا، ولكنها أيضًا تبرز التزامها في استكشاف وتطوير مجالات جديدة.
وأكد رئيس اتحاد المقاولين التركيين، إردال إيرن، أن أوكرانيا تشكل شريكًا موثوقًا وذا أهمية خاصة في قطاع المقاولات، حيث نوه بأن السلطات الأوكرانية نجحت حتى الآن في تنفيذ حوالي 301 مشروع بالتعاون مع الشركات التركية، بقيمة إجمالية قدرها حوالي 10 مليارات دولار.
وفي إطار التعاون المستمر بين البلدين، أشار إيرن إلى أن هناك اتفاقًا تم توقيعه في مدينة لفيف في أوكرانيا في 18 أغسطس 2022، يتعلق بإنشاء “فريق عمل مشترك لإعادة بناء أوكرانيا”. وأكد أن هذا الاتفاق يشكل أساسًا للجهود الجماعية التي تهدف إلى دعم عمليات إعادة البناء في أوكرانيا.
يتضمن الاتفاق أيضًا توقيع “أسس التنفيذ لفريق عمل إعادة البناء التركي الأوكراني” على مستوى الوزارات، حيث سيتمثل اتحاد المقاولين التركيين كفرع ميداني لهذا الفريق. ومن خلال هذا التوجيه، تعبر الشركات التركية عن استعدادها واستعدادها للمشاركة في مشروعات البنية التحتية والعلوية المتنوعة التي تلبي احتياجات أوكرانيا.
وفي ختام حديثه، أكد إيرن أن خدمات المقاولات تُعد من القطاعات الرئيسية التي اكتسبت تركيا قوة تنافسية فيها لأكثر من خمسين عامًا، حيث تشارك شركات المقاولات التركية كمستثمرين في مجموعة واسعة من المجالات مثل إنتاج مواد البناء والطاقة والسياحة والصحة والنقل. ويرى إيرن بفخر أن الشركات التركية تحمل حاليًا محفظة ضخمة تتجاوز 12 ألف مشروع بقيمة إجمالية تبلغ 502 مليار دولار في 135 دولة حول العالم.