الجدة التركية خديجة.. نجت من الموت 4 مرات ومن الزلزال المدمر لتحتفل بذكرى ميلادها الـ 111
الجدة خديجة: رمز للصمود والإرادة في تركيا
في عالم مليء بالتحديات والمصاعب، قد يبدو أن الحياة قاسية ومريرة. لكن هناك من يثبتون أن الحياة جميلة ومعجزة، وأن الإنسان قادر على التغلب على أصعب الظروف بالإيمان والأمل. إحدى هؤلاء الأشخاص هي الجدة خديجة، التي تعيش في مدينة أنطاكيا التركية، والتي تحتفل بعيد ميلادها الـ 111 هذا العام.
من هي الجدة خديجة؟
الجدة خديجة هي أكبر معمرة في تركيا، وربما في العالم. ولدت في عام 1913، في زمن الحرب العالمية الأولى، وشهدت تاريخ القرن العشرين بعينيها. تزوجت في سن الـ 16، وأنجبت 9 أبناء، منهم 5 ما زالوا على قيد الحياة. لديها أيضاً 50 حفيداً و100 من الأحفاد الأصغر سناً.
الجدة خديجة تعيش في منزل بسيط مع ابنها الأصغر وزوجته وأحفادهم. تحب القراءة والكتابة والحياكة والطبخ. تقول إن سر عمرها الطويل هو الصلاة والصيام والصدقة والابتسامة. تحب أن تقضي وقتها مع عائلتها وأصدقائها، وتشاركهم قصصها ونصائحها.
ما هي المحن التي مرت بها الجدة خديجة؟
رغم أن الجدة خديجة تتمتع بصحة جيدة نسبياً، إلا أنها واجهت العديد من المحن في حياتها، ونجت منها بإعجوبة. هذه بعض منها:
– في عمر 91 عاماً، أصيبت بنزيف في الدماغ، ودخلت في غيبوبة لمدة شهر. لكنها استعادت وعيها وتماثلت للشفاء.
– في عمر 105 أعوام، سقطت أثناء تركيب الستائر في منزلها، وأدى ذلك إلى كسر عظم الورك. خضعت لعملية جراحية، وتمكنت من المشي مرة أخرى بعد فترة من العلاج الطبيعي.
– في عمر 110 سنوات، دُفنت تحت أنقاض زلزال ضرب مدينة أنطاكيا في 6 فبراير 2023، وبلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر. بقيت تحت الركام لمدة 12 ساعة، حتى تم إنقاذها من قبل فرق الإغاثة. لم تصب بأي إصابات خطيرة، وقالت إنها كانت تستمع إلى القرآن وتدعو الله أثناء تلك الفترة.
– في عمر 111 سنة، تعرضت لالتهاب رئوي حاد، نُقلت على إثره إلى العناية المركزة في المستشفى. خضعت للعلاج الطبي والتنفس الاصطناعي، وتماثلت للشفاء من جديد. احتفلت عائلتها بعيد ميلادها 111 في 15 يناير 2024، وقالت إنها تشعر بالسعادة والامتنان.
ما هي الرسالة التي تريد أن توصلها الجدة خديجة؟
الجدة خديجة هي رمز للصمود والإرادة في تركيا، وقد حظيت باحترام وتقدير الكثيرين. تريد أن توصل رسالة للأجيال الجديدة، وهي أن الحياة هي نعمة من الله، وأنه يجب علينا أن نحافظ عليها ونستمتع بها. تقول إنه يجب علينا أن نكون متفائلين ومتعاونين ومحبين للخير. تقول إنه لا يهم كم نعيش، بل كيف نعيش. تقول إنها تتمنى للجميع السلام والسعادة والصحة.
في هذا المقال، تعرفنا على قصة الجدة خديجة، وكيف تغلبت على الصعاب في حياتها. تعلمنا منها أن الحياة جميلة ومعجزة، وأن الإنسان قادر على التغلب على أصعب الظروف بالإيمان والأمل. نأمل أن تكون قصتها مصدر إلهام وتحفيز لنا جميعاً.