موقف تركيا من الصراع الهندي الباكستاني
موقف تركيا من الصراع الهندي الباكستاني
قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده تشعر بالقلق إزاء التوتر العسكري بين باكستان والهند، وترغب في المساهمة من أجل خفضه.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها تشاووش أوغلو، الأربعاء، بالعاصمة التركية أنقرة.
وقال تشاووش أوغلو: “نشعر بقلق إزاء التوتر، وندعو الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالحكمة”.
وأضاف أن تركيا ترغب دائما في المساهمة بخفض التوتر بين الجانبين.
ودعا الوزير التركي إلى تجنب الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر.
تشاووش أوغلو أشار إلى أن نظيره الباكستاني شاه محمود قريشي، أطلعه على التطورات المتعلقة بالتوتر مع الهند.
وأكّد أن توتر اليوم وقع بسبب مشكلة “كشمير” التي تعد خلافًا جرى تجميد حلّه منذ أعوام.
وشدّد على ضرورة حل مشكلة كشمير في أقرب وقت وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، حتى تنتهي المشكلة التي تتسبب بتوترات متكررة بين البلدين.
وتابع الوزير التركي: “هذا الأمر مهم جدًا من أجل شعب كشمير أيضًا”.
واستطرد: “تركيا ترغب في المساهمة دائمًا من أجل خفض التوتر وحل هذه المشاكل، بما فيها كشمير”.
ولفت إلى أن بلاده مستعدة للقيام بما يقع على عاتقها في حل هذه المشكلة.
من جهة أخرى، قال تشاووش أوغلو إن التوتر بين الهند وباكستان يؤثر أيضًا على عملية السلام في أفغانستان.
وقال في هذا الصدد: “إذا كان هناك توتر في مكان ما، فإنه لا يمكن أن يقتصر تأثيره على البلدين فقط أو على كشمير.. إنه ينعكس على المنطقة وعلينا جميعًا”.
واعتبر أن تركيز العالم برمته منصب حاليًا على ما يجري بين الهند وباكستان.
اقرأ المزيد: الهند تعلن مقتل 300 شخص بقصف جوي داخل باكستان
وبيّن أن تركيا تقدّر الدور البنّاء الذي تؤديه باكستان في الأعوام الأخيرة من أجل حل مشكلة الإرهاب في أفغانستان.
وأوضح أن “باكستان كذلك عانت كثيرًا من خطر الإرهاب وهجماته، ونحن اليوم نترأس بشكل مشترك مع أفغانستان رئاسة مسار إسطنبول بهدف زيادة زخم العملية بأفغانستان (السلام) بشكل خاص”.
وأشار إلى أن بلاده ستحتضن اجتماعًا حول أفغانستان بعد الانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس/ آذار القادم، وفي وقت يحدده الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتابع: “سنعقد هذا الاجتماع بالتعاون بين تركيا وباكستان وأفغانستان، وقد توصلنا إلى تفاهم في هذا الصدد خلال زيارة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الأخيرة إلى تركيا”.
وكشف أن الرئيس أردوغان بحث هذه القضية أيضًا مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، وأن كلا الجانبين يؤيد انعقاد هذه القمة.
وأكّد تشاووش أوغلو أن أفغانستان تواجه في الوقت الراهن العديد من التحديات، وأنه ينبغي ألا تتأثر بالتوتر بين الهند وباكستان، وأن تركيا تولي أهمية لهذا الأمر.
الوزير التركي قال إن بلاده لم تتواصل بعد مع الهند، وهي منفتحة على الحوار وترغب في مناقشة هذه القضية مع الجانب الهندي.
وتصاعدت التوترات بين الجانبين منذ هجوم مجموعة مسلحة على دورية في “جامو وكشمير”، أسفر عن مقتل 44 جنديا هنديا، وإصابة 20 آخرين، يوم 14 فبراير/ شباط الجاري.
اقرأ أيضاً: على شفا الحرب وطبولها قُرعت.. الغرب يقف بجانب الهند ضدّ باكستان!
والثلاثاء شنت الهند غارة جوية على ما قالت إنه “معسكر إرهابي” في “آزاد كشمير” للمرة الأولى منذ حرب عام 1971.
واحتدم التوتر صباح اليوم مع إعلان الجيش الباكستاني أسر ثلاثة طيارين بعد إسقاط مقاتلتين تابعتين لسلاح الجو الهندي.
وخاضت باكستان والهند ثلاث حروب منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1947.