كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة علم الأعصاب بعنوان “عبء السكتة الدماغية المرتبطة بدرجات الحرارة غير المثالية في 204 دول ومناطق”، أن الحرارة الزائدة ليست مجرد إزعاج صيفي عابر، بل قد تكون قاتلة. وفقًا للدراسة، تم تسجيل 12.2 مليون حالة سكتة دماغية في عام 2019، منها 6.5 مليون حالة انتهت بالوفاة. وكانت 521,034 من هذه الوفيات ناتجة عن سكتات دماغية مرتبطة بالحرارة. كما أن درجات الحرارة غير الطبيعية تسببت في فقدان 9.42 مليون سنة صحية يمكن أن تُقضى بدون أمراض.
الدكتور عبد الله أوزكارداش، رئيس قسم العلوم الطبية الباطنية وقسم علم الأعصاب، أوضح في حواره مع وكالة الأناضول أن حالات السكتة الدماغية المرتبطة بالحرارة تزداد في المناطق الأقل نموًا مثل شرق آسيا، أفريقيا وأمريكا الجنوبية. وبيّن أن لكل شخص مقاومة مختلفة للحرارة، ولكن عندما تتجاوز درجات الحرارة 35 درجة مئوية، يُعتبر الوضع خطيرًا. فقدان السوائل والمعادن في الجسم يؤدي إلى زيادة تركيز الدم وزيادة ميله للتجلط، مما يرفع من مخاطر السكتات الدماغية.
أشار الدكتور أوزكارداش إلى أن ليس فقط الحرارة، بل حتى البرودة يمكن أن تكون خطرًا. في درجات الحرارة المنخفضة، تتنبه الأعصاب الودية مما يزيد الضغط على القلب ويسبب عدم انتظام في ضربات القلب، وقد يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية نتيجة التجلط. وأكد على ضرورة اتخاذ الأشخاص في الفئات المعرضة للخطر، مثل كبار السن فوق 65 عامًا، الحوامل، والأطفال دون سن 16 عامًا، لإجراءات خاصة لحماية صحتهم.
وأكد أوزكارداش أن تغير المناخ لا يسبب فقط زيادة في السكتات الدماغية بل أيضًا يؤدي إلى تفاقم أمراض أخرى غير مميتة. وأشار إلى زيادة تواتر حالات شلل الوجه ومرض التصلب المتعدد (MS)، وهو مرض يتسبب في مشاكل في نقل الأعصاب ويؤدي إلى تآكل الأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي. ونصح مرضى التصلب المتعدد بتجنب التعرض لفترات طويلة تحت أشعة الشمس، والبقاء في أماكن باردة، وأخذ حمامات فاترة، والاهتمام باستهلاك السوائل.