سفير تركيا السابق بدمشق يكشف عن دوافع أنقرة للتطبيع مع دمشق
قال عمر أونهون، آخر سفير تركي بدمشق، إن وضع اللاجئين وأنشطة تنظيم “YPG/PKK” شمالي سوريا، كانت أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت أنقرة ونظام الأسد للتقارب وتحسين العلاقات.
في مقال له، أوضح أونهون أن تركيا تواجه قضيتين رئيسيتين مرتبطتين بسوريا: الأمن واللاجئين السوريين. ويحمّل كثير من الأتراك، بما في ذلك أنصار حزب العدالة والتنمية، الرئيس أردوغان وحكومته مسؤولية السماح لملايين السوريين بدخول تركيا بموجب سياسة الباب المفتوح.
وأشار إلى أن “تركيا غيّرت نهجها، مدركة أن التعامل مع نظام الأسد ضروري لمعالجة قضية اللاجئين، لأنه يسيطر على دمشق ويمكنه المساعدة في تحديد خارطة طريق لعودة السوريين المتبقين”.
وتابع أونهون قائلاً: على الصعيد الأمني، تشعر تركيا بالقلق من أن “YPG” وفرعها المدني “الإدارة الذاتية الديمقراطية” لشمال وشرق سوريا، تهدف إلى إنشاء منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل ما يسمونه “جمهورية سوريا الديمقراطية”.
وعن موقف إيران من التقارب بين أنقرة ودمشق، قال الدبلوماسي التركي السابق إنه “من المرجح أن تحمي إيران، التي فقدت بعض نفوذها أمام تركيا في سوريا قبل أزمة عام 2011، بقوة الموقع المميز الذي استعادته خلال الحرب الأهلية، وربما توقفت عن تقديم الدعم الكامل لجهود التقارب التركية السورية”.
إلى ذلك، قال أونهون إن “المجتمع الدولي بات يشعر بالضجر من الحرب السورية الطويلة والمكلفة، مع إعطاء الأولوية للأزمات في أوكرانيا وغزة. ومع ذلك، فإن الأزمة السورية لم تنته بعد، وهناك عوامل عديدة يمكن أن تؤدي إلى تجدد الحرب الأهلية”.
واختتم بالقول: تظل الجهات الفاعلة الرئيسة مثل تركيا وإيران والولايات المتحدة وروسيا وبعض الدول العربية حاسمة في تحديد مستقبل سوريا. ومع ذلك، فإن مفتاح السلام الدائم يعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان الأسد على استعداد حقيقي لاتباع المسار المبيّن في قرار مجلس الأمن رقم 2254.