أزمة الشاورما في ألمانيا: البحث عن اسم جديد بعد تحرك تركيا

تسببت طلبات تركيا لتسجيل الشاورما في وضع المنتجين الألمان في مأزق. إذا تم اتخاذ القرار، سيضطر المنتجون الألمان إما لاستخدام وصفة أكثر تكلفة أو تغيير اسم الشاورما إلى “الشواية الدوارة”.

تقديم تركيا طلبًا إلى الاتحاد الأوروبي (EU) لتسجيل الشاورما كـ “اسم منتج تقليدي” (TGS) أدى إلى أزمة في ألمانيا. قدم الاتحاد الدولي للشاورما، ومقره إسطنبول ويمثل منتجي الشاورما في تركيا، طلب التسجيل الذي نُشر في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي في 24 أبريل. خلال فترة الثلاثة أشهر المخصصة لتقديم الاعتراضات، قدم المنتجون الألمان 10 اعتراضات.

يؤكد طلب التسجيل على أن الشاورما يجب أن تُقطع من الأعلى إلى الأسفل بواسطة سكين بطول 55 سنتيمترًا. كما يشترط أن يكون عمر الحيوان المستخدم في صنع “الشاورما اللحمية” 16 شهرًا على الأقل للبقر و6 أشهر على الأقل للخراف. كما تُحدد الوصفة تفاصيل حول محتوى التوابل.

وفقًا لتقرير دويتشه فيله التركية، وضعت هذه المعايير المنتجين الألمان في موقف صعب.

في ألمانيا، يمكن استخدام حيوانات أصغر عمرًا لصنع الشاورما. كما تختلف كمية اللحم المفروم، نسبة التوابل، وأنواع السكاكين المستخدمة في التحضير.

مخاوف من ارتفاع الأسعار

إذا تحقق تسجيل تركيا، فإن الوضع الجديد سيجبر الشركات الألمانية التي ترغب في الاستمرار في استخدام علامة “شاورما” على اتخاذ تدابير إضافية مكلفة. يقول الخبراء إن تكلفة تربية الحيوانات لفترة أطول وتكاليف الأعلاف الإضافية ستؤدي وحدها إلى زيادة كبيرة في التكاليف.

المنتجون الذين لا يرغبون في تغيير وصفاتهم قد يضطرون لإعطاء الشاورما اسمًا جديدًا. “الشواية الدوارة” هو أحد البدائل.

تأثير ثقافي واقتصادي

تسجيل الطلب لا يثير فقط زيادة التكاليف، ولكنه يثير أيضًا ردود فعل لأنه يُعتقد أنه سيؤثر سلبًا على الثقافة الألمانية. الشاورما هي جزء مهم من الحياة اليومية في ألمانيا وواحد من أكثر الأطعمة استهلاكًا.

في زيارة قام بها الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى تركيا في أبريل، اصطحب معه شيف شاورما تركي. قال شتاينماير في خطابه في إسطنبول: “الشاورما الكباب الذي طوره العمال الأتراك في برلين أصبح الآن الطبق الوطني لألمانيا. لا يُباع أي طعام سريع أكثر من الشاورما في ألمانيا، ولا يُستهلك أكثر منه، ولا يُصدّر أكثر منه”.

مؤشر اقتصادي

على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبح الشاورما أيضًا مؤشرًا مهمًا للاقتصاد الألماني. أصبح ارتفاع تكاليف المعيشة موضع نقاش بناءً على سعر الشاورما. في ألمانيا، يتم استهلاك 400 طن من الشاورما يوميًا، ويبلغ حجم القطاع السنوي 2.4 مليار يورو.