قصة أم حرمتها الحدود بين تركيا وسوريا من أولادها أكثر من عام
كسكين عبيد، البالغة من العمر 53 عامًا، عاشت تجربة مؤلمة بعد أن ذهبت إلى سوريا كعروس قبل 35 عامًا. الآن، لم تتمكن من العودة إلى رأس العين من تركيا بعد أن جاءت لإجراء اختبار الحمض النووي، مما جعلها تعيش بعيدًا عن أطفالها الستة منذ حوالي عام، وتذهب إلى الحدود كل يوم باكية.
قصة كسكين عبيد
في عام 1989، تزوجت كسكين من قريبها إسماعيل عبيد واستقرت في رأس العين، محافظة الحسكة السورية. كسكين تحمل جنسية كل من تركيا وسوريا، وأنجبت سبعة أطفال، ثلاثة بنات وأربعة أولاد. خلال فترة إقامتها في رأس العين، كانت تزور عائلتها وأقاربها في تركيا من حين لآخر. وبعد عملية نبع السلام، ذهبت وجاءت عدة مرات.
العودة الأخيرة التي لم تحدث
في آخر زيارة لها إلى تركيا، جاءت كسكين لإجراء اختبار الحمض النووي الذي طلبته المحكمة التركية من أجل جنسية ابنها خالد عبيد. لكن بعد إجراء الاختبار، لم تتمكن من العودة مع ابنها خالد. يوميًا، تذهب كسكين إلى الحدود وتحاول تخفيف شوقها لأطفالها محمد، فاطمة، سميه، حسن، نسيرين، وحسين بالنظر إلى رأس العين، وتبكي بحرقة.
نداء من خلف الأسلاك الشائكة
تقول كسكين وهي تطلب المساعدة من المسؤولين للقاء أطفالها: “لم أعد أتحمل. أولادي يشتاقون لي. منذ حوالي عام وأنا هنا في حالة يرثى لها. هناك أسلاك شائكة بيني وبين أولادي، أرجوكم اسمحوا لي بالذهاب”.
حزن ودموع من وراء الحدود
تذهب كسكين كل يوم إلى الحدود وتنظر إلى مدينة رأس العين حيث يعيش أطفالها وتغني أغاني حزينة. تقول باكية: “أولادي، أريد أن أتي ولكنهم لا يسمحون لي. والله أنا أشتاق لكم كثيرًا. أرجوكم دعوني أذهب، أولادي هناك في حالة سيئة، أرجوكم دعوني أذهب”.
أمل في لم شمل العائلة
حسين كسكين، شقيق كسكين، يوضح مدى معاناتها قائلاً: “أختنا متزوجة من إسماعيل عبيد، وهو قريب لها، في رأس العين بمحافظة الحسكة السورية منذ عام 1989. هي مواطنة تركية، ولديها أطفال من إسماعيل عبيد. بعد عملية نبع السلام، جاءت إلى تركيا عدة مرات بسبب مشاكل صحية، وأيضًا بسبب وفاة شقيقها، وجاءت للتصويت في الانتخابات. آخر مرة جاءت فيها كانت بسبب طلب الجنسية لابنها خالد عبيد. طلبت المحكمة إجراء اختبار الحمض النووي لخالد عبيد، وتم إرسال استدعاء المحكمة إلى سوريا. جاءت إلى تركيا بناءً على استدعاء المحكمة لإجراء اختبار الحمض النووي. بعد الاختبار، تقدمت إلى وحدة سادكوم في الولاية ولكن تم رفض طلبها. رغم أنها جاءت وذهبت عدة مرات من قبل، إلا أن هذه المرة تم رفضها رغم أنها جاءت بناءً على استدعاء المحكمة. لذلك، تعاني أختنا كثيرًا. لديها زوج وأطفال في الجهة الأخرى. تم فصل عائلة. نطلب الدعم من الوالي والمسؤولين لجمع شمل هذه العائلة”.
نفس الحزن على الجانب الآخر
في مدينة رأس العين، يعيش إسماعيل عبيد نفس الحزن. يأخذ أحفاده وأولاده ويذهب إلى الحدود منتظرًا قدوم زوجته. يدعي إسماعيل أن الحكومة المحلية في رأس العين سمحت لزوجته بالقدوم ولكن تركيا لم توافق، وطلب المساعدة من المسؤولين الأتراك لكي تلتقي زوجته به وبأطفالها.