تركيا تعلن عن اكتشاف تاريخي مثير شرقي البلاد عمره يزيد عن 500 عام
في إطار أعمال التنقيب التي تُشرف عليها رئاسة متحف أخلاط في قلعة بيتليس، تم هذا العام اكتشاف أنابيب مياه قديمة (قنوات مائية) بطول يقارب 100 متر. تُلقي هذه الحفريات، التي بدأت منذ عام 2004، الضوء على التاريخ العريق للمنطقة.
بُنيت قلعة بيتليس بأمر من الإسكندر الأكبر في عام 312 قبل الميلاد، وتُعد واحدة من أهم المعالم التاريخية في المدينة التي صمدت عبر القرون.
كشفت التنقيبات عن أنابيب مياه تمتد من القصر إلى حمام سنان بيه التاريخي، إلى جانب العثور على عملات معدنية، وأحجار غليون، وأوانٍ فخارية، وهياكل معمارية، ومصابيح، وقطع سيراميك، وأوانٍ زجاجية ومعدنية وعظمية.
بدأت عمليات التنقيب في عام 2004 من قبل جامعة باموق قلعة في دنيزلي، واستمرت حتى عام 2015 تحت إشراف جامعة فان يوزونجو يل. وتُجرى أعمال التنقيب لهذا العام بمشاركة فريق من 5 خبراء و15 عاملاً، بإشراف رئاسة متحف أخلاط وبالتعاون مع جامعة بيتليس إيرين، تحت قيادة الأستاذ المشارك الدكتور يونس إمري قراسو.
أنابيب مياه عمرها 500 عام قدّم مدير الثقافة والسياحة، علي فؤاد إيكر، معلومات حول الحفريات المخطط لإكمالها خلال خمس سنوات، حيث قال:
“في نهاية عام 2023، وقعنا اتفاقية رعاية مع شركة إيرين القابضة، ما ساهم في تسريع وتيرة أعمال التنقيب. وقد أكملنا العام الأول من هذه الاتفاقية التي تمتد لخمس سنوات.
بدأنا هذا العام بأعمال التنقيب في منطقة القصر، حيث تم العثور على مجموعة متنوعة من الأدوات المرتبطة بالحياة اليومية، بما في ذلك العملات المعدنية.
وكان الاكتشاف الأبرز لهذا العام هو نظام الأنابيب، الذي كشف عن نظام توزيع المياه في تلك الفترة.
كانت هناك روايات عديدة حول مصدر المياه النقية الذي يغذي القلعة، لكن هذا الاكتشاف ساهم في إثباته علمياً. فقد تم جلب المياه النقية من مصدر دواف عبر أقواس مائية، ومن ثم نقلها إلى الخزانات القريبة من القصر وحمام سنان بيه لتلبية احتياجات القلعة من المياه. وقد أثبتنا ذلك من خلال أعمال التنقيب هذا العام.
أما فيما يتعلق بتاريخ هذا النظام، فمن المرجح أنه يعود إلى الفترة ما بين 1530-1540، وهي الفترة التي تم فيها بناء حمام سنان بيه.”