في كشف أثري مثير، تم العثور على صندوق أثري يعود تاريخه إلى 2,200 عام يحمل نقشًا يقول: “يعقوب ابن يوسف، شقيق عيسى”. يُعتقد أن هذا الصندوق يحتوي على عظام يعقوب، أحد أبرز الشخصيات في تاريخ المسيحية المبكرة، والذي تولى قيادة الكنيسة الأولى في القدس بعد صلب عيسى. هذا الاكتشاف قد يمثل أقدم دليل مادي على وجود النبي عيسى، إلا أن الجدل حول أصالة الصندوق لا يزال قائمًا.
الصندوق مصنوع من الحجر الجيري، وهو معروض حاليًا في مدينة أتلانتا بالولايات المتحدة الأمريكية. النقش المكتوب عليه هو ما جعله محورًا لنقاش واسع في الأوساط الأثرية والدينية. في عام 2002، تم اتهام مالك الصندوق، عوديد غولان، بتزوير النقش، إلا أنه حصل على البراءة بعد محاكمة استمرت عشر سنوات. رغم ذلك، لم تُحسم الشكوك حول أصالة الصندوق ونقشه بشكل كامل.
كان من المعتاد في ذلك العصر أن يقوم اليهود بدفن موتاهم في كهوف، ثم يجمعون عظامهم لاحقًا في صناديق حجرية خاصة. إذا تأكدت صحة هذا الصندوق، فسيكون أقدم دليل مادي على حياة النبي عيسى وعائلته.
يعقوب، الذي يُعتقد أن الصندوق يحتوي على عظامه، كان شخصية محورية في المسيحية الأولى. بعد صلب عيسى، تولى قيادة الكنيسة في القدس. تختلف الروايات حول وفاته؛ حيث تُشير بعض المصادر إلى أنه رُجم حتى الموت عام 62 ميلاديًا، بينما تذكر أخرى أنه أُلقي من الهيكل وتعرض للضرب حتى الموت عام 69 ميلاديًا.
في عام 2015، أشارت دراسات إلى وجود صلة بين هذا الصندوق ومقبرة طاليبوت، التي يُعتقد أنها تخص عائلة النبي عيسى. تحتوي المقبرة على صناديق أخرى تحمل أسماء أفراد عائلته، مثل مريم ويوسف، وقد أظهرت التحليلات الكيميائية تشابهًا كبيرًا بين هذه الصناديق والصندوق المكتشف.
يُذكر أن الصندوق الآن فارغ، والعظام التي كانت بداخله مفقودة. هذا الأمر أثار مزيدًا من التساؤلات حول مصير هذه البقايا. كما أن بعض رجال الدين، خاصة الذين يؤمنون بأن السيدة مريم ظلت عذراء طوال حياتها، ينظرون إلى هذا الاكتشاف بريبة، مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى الجدل الدائر.