صفقة اس 400 القشة التي ستخرج تركيا من الناتو ؟
نشرت شبكة تلفزيون الصين الدولية على موقعها مقالا للمحلل السياسي، دافيد لي، تناول فيه المواجهة بين تركيا وحلف الناتو بسبب صفقة شراء منظومة الصواريخ الروسية المتطورة، وما قد تؤدي إليه في النهاية من طلاق بين أنقرة والناتو.
ويشير لي في مقدمة مقاله إلى أنه في الوقت الذي تشتبك فيه الولايات المتحدة مع الحلفاء الأوروبيين حول الإنفاق الدفاعي، كان هناك انقسام أكثر خطورة بين تركيا وبقية المجموعة، مما جعل التحالف الذي يبلغ من العمر 70 عامًا يبدو أكثر هشاشة وضعفا.
وأضاف أن المواجهة بين أنقرة والولايات المتحدة حول صفقة الصواريخ الروسية أصبحت فيما يبدو في طريق مسدود، فبعد أن حذر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، تركيا من مغبة مواصلة الصفقة، رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوبيخ بنس، وأعلن الاستمرار في الصفقة وأنه لا تراجع عنها.
ولفت إلى أن الجمود الحالي بين تركيا وحلف الناتو ينبغي النظر إليه من منظور تاريخي، موضحًا أن تركيا عندما انضمت إلى الحلف كانت في نظر الغرب “تلميذًا نموذجيًا للدول الإسلامية” قاوم التسلل الشيوعي تحت ظلال الستار الحديدي المظلمة.
ولكن مع نهاية الحرب الباردة وفي ظل عدم وجود عدو شرير مثل الاتحاد السوفياتي، دفعت ديناميات جديدة تركيا بعيدًا عن حلفائها في الناتو. ومنذ تولي رجب طيب أردوغان قيادة تركيا إما كرئيس للوزراء أو كرئيس، شهدت العلاقات بين تركيا وحلف الناتو كراهية أكثر من الحب.
وبين أن تركيا أجرت في نيسان/ أبريل 2009 تركيا مناورات عسكرية مشتركة مع سوريا التي توصف في الغرب بأنها دولة عميلة وتابعة لروسيا. وفي عام 2011 كانت تركيا أكثر ترددًا في دعم حملة الناتو المناهضة للقذافي في ليبيا. وفي عام 2012، أصبحت تركيا شريكًا للحوار مع منظمة شنغهاي للتعاون.
وأضاف أن تركيا أعلنت في عام 2013 عن اختيار شركة صينية لبناء أول نظام دفاع جوي ومضاد للصواريخ بعيد المدى، لكنها اضطرت إلى إلغاء الصفقة المقترحة بسبب احتجاجات الناتو.
ويشير الباحث الصيني إلى أن استراتيجيي الناتو طالما شككوا في جدارة تركيا بالثقة في عهد أردوغان الذي وُصف بأنه “قومي واستبدادي”. وفي المقابل لم يخش أردوغان انتقاد حلف شمال الأطلسي أو الولايات المتحدة.
ويتساءل الباحث الصيني في ختام مقاله: هل ستكون صفقة S-400 القشة الأخيرة التي تنهي علاقة تركيا بالناتو؟ ويجيب بأنه في حين يتجنب المحللون الحكماء إغراء تقديم أي تنبؤات، فمن الواضح الآن أن أساس العلاقات بين تركيا وحلف شمال الأطلسي يختفي.
ويضيف أن الموقف التركي الرسمي إذا كان يعترف في الظاهر بالدور المركزي لحلف الناتو في الأمن، فمن الصعب رؤية أي توافق بين الناتو وتركيا على أي جبهة استراتيجية رئيسية، سواء في سوريا وإيران وروسيا وحتى الصين.
ويخلص إلى أنه قد يتعين على تركيا وحلف الناتو أن يستعدا للحساب عاجلًا أم آجلًا، بعد أن تؤدي خطوات تدريجية من العداء إلى المواجهة.