الدراسة بالجامعات التركية.. علم وثقافة ولغة (تقرير)
الدراسة بالجامعات التركية.. علم وثقافة ولغة (تقرير)
على مدار 10 سنوات تواصل تركيا مسيرتها على قدم وساق، لخلق البرامج الدراسية المتنوعة والمميزة، ملتزمة بجودة التعليم العالمية.
وبعد أن كانت أعداد الطلاب الأجانب بضعة آلاف في العقد الماضي، وصلت إلى 40 ألفا العام 2015، لتتجاوز أعدادهم 148 ألف طالب أجنبي نهاية 2018، حسب إحصاءات مجلس التعليم العالي التركي.
ويتصدر الطلاب العرب غالبية المقبلين على الدراسة في الجامعات التركية، إضافة إلى طلاب من دول البلقان.
ويجمع الطلاب والمعنيين بالأمر على وجود 6 أسباب رئيسية تجذب الطالب للدراسة في تركيا:
** أولًا الجودة العالية في التعليم:
إذ توفر الجامعات التركية إمكانيات ضخمة للتدريس، نظراً للعديد من الأسباب، أهمها عراقة بعض الجامعات التركية، التي يرجع عمر بعضها إلى 500 سنة، كجامعة إسطنبول.
وتعتبر الشهادات الممنوحة من الجامعات التركية معترف بها في جميع أنحاء العالم نظرا لجودة التعليم، أما عددها فقد وصل إلى أكثر من 208 جامعة تركية، ما بين خاصة وحكومية.
** تنوع وشمولية التخصصات:
أعداد الجامعات التركية الكبيرة أدى بشكل كبير إلى إيجاد مساحة كبيرة من التنوع في التخصصات التي تطرحها؛ حيث ازدادت أعداد الجامعات التركية في العشر سنوات الأخيرة بنحو 32 جامعة، ما بين حكومية وخاصة.
** البيئة التركية:
تعتبر البيئة التركية خصبة للحياة المعيشية؛ فلا يوجد بها التعقيدات القانونية الكبيرة مقارنةً مع غيرها من الدول، كالحصول على الإقامة أو القبول الجامعي.
علاوةً على التنوع الثقافي الذي تمتاز به البلاد بغناها الثقافي والحضاري؛ حيث تعتبر امتداداً تاريخياً للعالم الإسلامي، بالإضافة إلى التنوع العرقي فيها من الأتراك والعرب والأكراد والشركس وغيرها من العرقيات، فهي مزيج ما بين الشرق والغرب.
** حياة معيشية رخيصة:
تعتبر الحياة في تركيا رخيصة جداً إذا ما قورنت مع الدول الأوربية والشرقية، وهذه التكاليف ساهمت إلى حد كبير في الإقبال على التعليم في تركيا.
** الاستقرار السياسي والاقتصادي:
لعل الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تعيشه البلاد، أحد أهم أسباب توجه الطلاب الأجانب لتركيا، لاسيما بعد الحالة السياسية المتردية التي تعيشها العديد من البلدان العربية.
يقول عبد الله رفاعي، رئيس شركة “بيت الطالب للخدمات الطلابية”، إن “التعليم في تركيا تقدم بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، والاهتمام بالتعليم على المستوى الرسمي يسير بمنحى جيد.
ويضيف، في حديث للأناضول، “نشهد في كل فترة زمنية افتتاح جامعات جديدة، والجامعات قامت بالانفتاح على اللغات الأجنبية الأخرى، كالعربية والإنجليزية، ما ساهم بفتح الباب أمام الطالب الأجنبي للدراسة هنا”.
ويوضح رفاعي: “نلاحظ أن نظام التعليم يتطور بتركيا؛ فاليوم أصبحت هناك تخصصات تعليمية حديثة لم تكن موجودة من قبل، لذلك جودة التعليم في تركيا عالية”.
ويرى أن توافد الطلبة للدراسة في تركيا ينبع من تطور الدراسة وحصول الجامعات التركية على اعترافات أكثر في دول العالم، وأيضاً لرغبة الطلبة في التعرف على الحياة بتركيا.
ويشير إلى أن الطالب القادم للدراسة في تركيا، يستطيع أن يطور من مداركه، من خلال الأنشطة التي يقوم بها؛ لأن تركيا فرصة جيدة لتعلم لغة وثقافة جديدة.
بدوره، يصف محمد حسن، المدير التنفيذي لشركة “الأطلس التعليمية”، تركيا بـ”نقطة وصل بين الشرق والغرب”؛ لذلك من يعيش في تركيا فكأنه عاش في العالم كله.
ويعتبر التعليم في تركيا بمثابة تجربة فريدة من نوعها تساهم في إقبال الطلبة العرب إلى تركيا، علاوةً على الخدمات المميزة التي تقدمها الحكومة للطلبة، كالتأمين الصحي وبطاقة المواصلات والإقامة وبطاقة مخفضة لزيارة الأماكن السياحية وغيرها.
ونوه بأن تركيا تتميز بسكن طلابي مميز، وغير موجود مثله في الدول الأخرى؛ حيث يُوفر للطلاب خدمات متكاملة، من مكان مريح للنوم إلى طعام جيد ونادي رياضي وأمن وخدمات تنظيف الملابس بحيث ينشغل الطالب فقط في دراسته.
ويلفت إلى أن إقبال الطلاب يشهد ازديادا مضطردا، بفضل التسهيلات القانونية للطلاب الأجانب، إضافة إلى التسهيلات التي تقدمها الجامعات الخاصة لهم.