رئيس بلدية اسطنبول يغلق المساجد ويحارب اللحى!
بدأ اكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول باتخاذ قرارات متتالية شبيهة لنهج حزب الشعب الجهوري التي اتخذها بعملية 28 فبراير/شباط الأسود أثناء الانقلاب العسكري والتي تنتهك الحريات الدينية في تركيا، مثل إغلاق المؤسسات الدينية ومدارس الأئمة والخطباء وحظر الحجاب في الجامعات.
أمر أكرم أمام أغولو بإغلاق المسجد الذي يقع في محطة مترو أوزون تشاير في منطقة كاديكوي في إسطنبول والذي كان مفتوحًا طوال اليوم ليتمكن المواطنون من أداء صلواتهم حسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية عديدة.
أثار قرار إمام أوغلو غضب المواطنين على مواقع التواصل الإجتماعي حيث قال أصحاب المتاجر حول المسجد أنه كان مفتوحًا طوال اليوم لتقوم البلدية بإغلاقه لمدة 15 يوم باستثناء بعض الصلوات.
وأصدر أيضًا أكرم إمام أوغلو قرارًا يقيد به السائقين العاملين في محطة الحافلات العامة التابعة للبلدية بحلق لحيتهم ويستثني الذين لديهم أمراض جلدية ويقتضي تقديم تقرير طبي بذلك مما أثار غضب بعض السائقين وقدموا شكوى ضدّ هذا القرار.
وفي وقت سابق من هذا الشهر قام أيضًا رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بتغيير شعار قناة بلدية إسطنبول الذي يحتوي على مآذن واستبداله بشعارات ملونة تشبه شعار المثليين.
وتداول ناشطون أتراك منشورات تبين فيها تناقض إمام أغلو أثناء حملته الانتخابية حيث ظهر في مقطع فيديو وهو يقرأ سورة يس في إحدى مساجد إسطنبول وذلك لكسب أصوات المواطنين الأتراك المحافظين ولكن بعد تسلمه قد وجدوا بقراراته عكس ذلك.
وكان وزير الداخلية التركية سليمان صويلو قد دعى في وقت سابق رئيس بلدية إسطنبول إلى عدم إقحام نفسه في شؤون لا تعنيه
ودعا وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” بلهجة قوية رئيس بلدية إسطنبول المعارض “أكرم إمام أوغلو” للالتفات إلى أعماله وعدم إقحام نفسه في شؤون لا تعنيه.
وعبّر رئيس بلدية إسطنبول المعارض عن دعمه وتضامنه مع رؤساء البلديات المعنيين، كما انتقد إجراءات الحكومة المتخذة بحقهم، مشيراً إلى أن “اتهامها لهم بدعم الإرهـ.ـاب مبني على افتراء”.
وأضاف إمام أوغلو أنه “يشعر بالحزن إزاء المرحلة الراهنة للبلاد”، داعياً الحكومة لاحترام العملية الانتخابية التي ظفر من خلالها رؤساء البلديات المُقالين بمناصبهم بما يتناسب مع الدستور والقانون التركي”.
وعلّق وزير الداخلية التركي على انتقادات إمام أوغلو والصور الحميمية التي التُقطت له برفقة رؤساء البلديات المقالين بالقول: “تحدّث مطولاً وصاغ حديثه بعبارات معسولة، احتضنوا بعضهم البعض ودَبكوا سويةً، فليزيد الله من فرحكم وسعادتكم”.
وأضاف صويلو مخاطباً إمام أوغلو: “ليتك مررت خلال زيارتك لديار بكر على الأم هاجيرة (سيدة تركية تعتصم منذ أيام أمام مبنى حزب الشعوب الديمقراطي بعدما اختطف تنظيم “ب ك ك” ولديها)، واستمعت منها كيف اختطف الإرهابيون أحد أولادها وأعدموا الآخر، أم أن مسؤولي التغطية الإعلامية لم يلقّنوك هذا الأمر”.
ودعا صويلو بلهجة حادة وصريحة إمام أوغلو للالتفات إلى أعماله وعدم إقحام نفسه في شؤون لا تعنيه، مشيراً إلى أنه سينال منهم ما يجعل حاله رثاً فيما إذا استمر بإقحام نفسه بشؤون خارج صلاحياته.
يقاوم أتباع حزب العدالة والتنمية قرارات عمدة مدينة اسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو، خاصة ما يتعلق بوقف تمويل بلديته الجمعيات الخيرية.
وكان مجلس بلدية منطقة غونغورين الذي يسيطر حزب العدالة والتنمية الحاكم على غالبيته قد سمح بصرف نحو 87 ألف دولار لصالح بعض الجمعيات ذات “القيم الوطنية والمشتركة”، بحسب صحيفة “إفرنسل” المعارضة.
القرار يأتي مخالفا لجهود عمدة إسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو العضور في حزب الشعب الجمهوري المعارض، والذي ألغى تمويلات لصالح ست مؤسسات أهلية على صلة بحزب العدالة والتنمية الحاكم، في إطار التحقيق حول مصروفات الإدارة السابقة للبلدية.
وكانت الإدارة السابقة لبلدية اسطنبول قد أنفقت على المؤسسات الدينية والتعليمية المرتبطة بالعدالة والتنمية، مبالغ تصل إلى 61.2 مليون دولار، بحسب موقع T24 الإخباري التركي.
لكن، عملية التغيير تبقى معقدة وليست سهلة نظرا لطبيعة قانون البلديات التركي، وفق الصحفي المتخصص في الشأن التركي أحمد يحيى.
وقال يحيى لموقع “الحرة” إنه و”بحسب قانون البلديات التركي لا يوجد مخالفة لما قام به مجلس بلدية منطقة غونغورين المشكل أغلبيته من حزب العدالة والتنمية، والذي فاز في معظم بلديات إسطنبول”.
وأضاف الصحفي المقيم بإسطنبول أن المشكلة التي تواجه إمام أوغلو هي أن حزبه لم يستطع تشكيل أغلبية بمجلس البلدية في إسطنبول.
ومنذ تولي إمام أوغلو منصب رئيس بلدية إسطنبول، تحدث أكثر من مرة عن الإنفاق المبالغ فيه من قبل رئاسة البلدية السابقة بقيادة العدالة والتنمية، والمبالغ الهائلة التي تم تحويلها إلى المؤسسات الخيرية خلال فترة من حكم العدالة والتنمية.
ونشر إمام أوغلو تغريدة الثلاثاء عبر تويتر، قال فيها إنه أعاد 375 مليون ليرة تركية (61 مليون دولار) إلى خزينة البلدية، كان يتم توجيهها إلى جمعيات خاصة.
ويمنح القانون التركي مجالس البلديات الكبرى وظائف وصلاحيات واسعة بالمناصفة مع عمدة المدينة، في مجال خدمات البلدية المجتمعية، مثل ما جاء في المادة السابعة من القانون رقم 5216 والمتعلق بإنشاء المراكز الصحية، والمستشفيات، ومراكز الصحة المتنقلة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يصطدم فيها إمام أوغلو بمسؤولي العدالة والتنمية، فمنذ فوزه بمنصب عمدة المدينة، دخل إمام أوغلو في سجالات مع بعض رموز العدالة والتنمية، كان آخرهم وزير الداخلية التركي.
وقد هدد وزير الداخلية سليمان صويلو الأسبوع الماضي “بتدمير” إمام أوغلو بسبب دعمه لرؤساء بلديات ديار بكر وفان وماردين الذين تمت إقالتهم.
“هناك شد وجذب بين العدالة والتنمية وإمام أوغلو، إذ اتهمت الحكومة عمدة إسطنبول قبل أيام بترك المدينة تغرق أثر الأمطار الغزيرة، والتنزه في مدينة بودروم الساحلية، في حين اتهم إمام أوغلو الحزب الحاكم بالإسراف في استخدام الأموال العامة”، يقول يحيى.
المصدر: يني شفق ووكالات