مع عدم انسحاب قسد أردوغان يعلن مواصلة عملية نبع السلام العسكرية شمالي سوريا
مع عدم انسحاب قسد أردوغان يعلن مواصلة عملية نبع السلام العسكرية شمالي سوريا
أكد الرئيس رجب طيب أردوغان، الجمعة، أن تركيا ستواصل عملية “نبع السلام” حتى طرد آخر إرهابي من المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة خلال عودته من زيارته للمجر، حسب بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية.
وأشار أردوغان إلى أن الإرهابيين لم يخرجوا من المنطقة بعد مهلة الـ120 ساعة التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، ووزير الخارجية مايك بومبيو إلى تركيا.
وأضاف أنه بنفس الشكل، تلقت تركيا وعودا بخروج الإرهابيين من المنطقة خلال 150 ساعة بموجب اتفاق سوتشي الذي تم التوصل إليه مع روسيا.
وتابع: “لم يتم تنفيذ ذلك، حيث أننا لا نزال نواجه العديد من المشاكل هنا، وهناك بعض التطورات التي لا تتناسب مع شراكتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة تزعجنا بشكل كبير، ولذلك أعتقد أن هذه الزيارة (المرتقب أن يجريها إلى الولايات المتحدة) هامة للغاية من أجل تجاوز ذلك”.
ومشيرا إلى تصريح نظيره الأمريكي دونالد ترامب بأنهم يستعدون بشكل جيد للزيارة المزمعة في 13 من الشهر الجاري، قال إن هذا التصريح “يحمل مغزى”، لافتا إلى أنهم هم أيضًا سيستعدون جيدًا وسيتوجهون إلى الولايات المتحدة.
وأعرب عن أمانيه أن تكون زيارة ناجحة، مؤكدًا أنهم اتخذوا قرار إجراء الزيارة بعد الاتصال الهاتفي مع ترامب.
وأوضح أنهم سيبحثون، خلال الزيارة، قضايا المنطقة الآمنة في سوريا، وعودة اللاجئين إلى أراضيهم، ومسائل شراء تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية “إس-400″، ومشروع مقاتلات “إف-35″، فضلًا عن التبادل التجاري، وتنظيم “غولن” الإرهابي.
وفي ما يتعلق بمدينتي تل أبيض ورأس العين شمالي سوريا، أكد أردوغان سيطرتهم على المنطقتين، مشيرًا إلى وجود إرهابيين في منطقة تل تامر جنوب رأس العين، يقومون دائمًا بتحرشات على حدود تركيا.
ولفت إلى أن الإرهابيين في تل تامر نفذوا هجومًا ضد الجيش الوطني السوري، الذي رد بدوره على الهجوم وقتل أكثر من 10 إرهابيين.
وشدد على أن “الكفاح متواصل بهذا الشكل، وسننقل كل هذه الأمور للجانب الأمريكي خلال الزيارة، ولكن الجنود الأمريكيين يقومون بدوريات مع التنظيم الإرهابي في المنطقة من شرق رأس العين وحتى مدينة القامشلي، ونحن قمنا بدوريتين مع روسيا وهي متواصلة”.
وفي رده على سؤال: “بهذا الوضع، هل يمكننا القول إن عملية نبع السلام ستتواصل؟”، قال أردوغان: “بالتأكيد، سنواصل العملية حتى طرد آخر إرهابي من المنطقة، كما أننا لن ننسحب من هنا لعدم انسحاب الدول الأخرى، فنحن مع وحدة سوريا، ولا نريد أبدًا تقسيمها، وإذا كانت باقي الدول مؤيدة لهذا، فعليها إثبات ذلك”.
وشدد على أن تركيا ستواصل موقفها بموجب الصلاحية التي تمنحها إياها اتفاقية أضنة.
وبخصوص العلاقات مع المجر، أكد عزمهم على رفع حجم التجارة البالغ نحو 2.5 مليارات دولار في 2018، إلى 6 مليارات دولار.
ولفت إلى أنهم استعرضوا خلال الاجتماع مع 15 رجل أعمال تركي ومثلهم من المجر، الاستثمارات الممكن القيام بها ثنائيًا أو مع أطراف ثالثة.
وأعرب عن امتنانه لعدم إدانة المجر عملية “نبع السلام”.
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن تركيا رحّلت 7 آلاف و550 أجنبيا، إلى جانب حبس 201 عنصرا في إطار مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأوضح أن القوات التركية حيّدت أكثر من 3 آلاف و500 إرهابي من “داعش” ضمن عملية “درع الفرات” شمالي سوريا، إلى جانب إلقاء القبض على عدد من المقربين لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في منطقة اعزاز السورية.
ولفت إلى أن الجهات المعنية التركية تواصل التحقيق مع المقبوض عليهم بتهمة الانتماء لـ”داعش”، مؤكدا أنه ما من دولة تكافح التنظيم كما تفعل تركيا.
وأعرب أردوغان عن إدانته للقاء المسؤولين الأمريكيين مع الإرهابي فرحات عبدي شاهين الملقب باسم مظلوم كوباني، مشيرا أن هذا الإرهابي قيادي في صفوف منظمة “بي كا كا” الإنفصالية، ومطلوب من قبل الشرطة الدولية بالنشرة الحمراء.
وعن الرسالة التي تلقاها أردوغان الشهر الماضي من نظيره الأمريكي، شدد الرئيس التركي على أنه سيعيد الرسالة إلى ترامب في لقائه المرتقب معه الأربعاء.
وأشار إلى أن ترامب بعث الرسالة إليه ظنا منه أنه بإمكان تركيا الجلوس على طاولة المفاوضات مع الإرهابي عبدي شاهين، مؤكدا أنه قال لترامب في اتصال هاتفي سابق “أنا لا أحاور إرهابيا أو منظمة إرهابية”.
وبيّن أن فرحات عبدي شاهين ضالع في العديد من الهجمات الإرهابية في تركيا، مضيفا: “سأقدم للسيد الرئيس (ترامب) هذه المعلومات مع الرسالة”.
ونوّه بأن تركيا قوضت محاولة إنشاء دويلة إرهابية على حدودها الجنوبية، مؤكدا أنه “لا يمكننا التضحية بحدودنا الجنوبية إكراما لعيون شخص ما”.
وحول عمليات “المخلب” التركية ضد إرهابيي “بي كا كا” الإنفصالية شمالي العراق، قال أردوغان إن بلاده تواصل كل حزم عمليات “المخلب” في المنطقة.
وأكد أن الاحتجاجات الراهنة العراق لن تؤثر على سير هذه العمليات.
وعن الجيش الوطني السوري، قال أردوغان إن المنتسبين إلى الجيش الوطني السوري يقاتلون جنبا بجنب مع القوات المسلحة ضد التنظيمات الإرهابية، ويدافعون عن بلادهم.