عفرين السورية.. حركة إعمار بسواعد تركية (تقرير)
بفضل المشاريع الخدمية التركية، شهدت منطقة عفرين السورية (شمال غرب)، حركة إعمار لافتة لتوفير الخدمات للسكان، حيث أعيد بناء المستشفيات والمدارس والمساجد والطرقات، التي دمّرها تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي.
وعملت تركيا خلال عام ونصف العام، على إقامة مجموعة من الاستثمارات الخدمية للاجئين السوريين العائدين إلى عفرين، بعد أن تمكنت القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر، من تحريرها بالكامل من قبضة تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” الإرهابي، في مارس/ آذار 2018.
وركزت المشاريع التركية على محو آثار الدمار الذي خلفه إرهابيو “ي ب ك/ بي كا كا”، ولا سيما البنى التحتية والمرافق الخدمية، فضلا عن توفير المواد الغذائية والملابس لسكان عفرين.
وتمكن مستشفى عفرين الذي يضم قرابة 80 موظفا من أطباء وممرضين و4 وحدات لغسيل الكلى، من تقديم خدماته لنحو 30 ألف شخص، وتأمين احتياجاتهم الطبية.
ويوفر المستشفى الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 60 سريرا، دواء مجانيا لمرضى عفرين، كما شهد منذ إعادة ترميمه وتزويده من قبل تركيا بجميع المعدات والأجهزة الطبية المتطورة، ولادة 69 طفلا حتى الآن.
وفي هذا الإطار، افتتحت تركيا مركزا طبيا باسم “عيادة اللاجئ الصحية”، في مخيم المحمدية بناحية جنديرس في عفرين، بطاقة استيعابية قادرة على تقديم خدمات طبية لنحو 100 مريض يوميا.
وتمكنت العيادة التي تضم 10 موظفين بين أطباء وممرضات، من إجراء فحوص طبية مختلفة لنحو ألفي مواطن.
وتم إصلاح مستشفى كبير و4 مراكز صحية في عفرين، بدعم من منظمات غير حكومية، وتوفير أجهزة طبية متطورة والموارد البشرية اللازمة لهذه المؤسسات.
** معبر “غصن الزيتون”
وفي نهاية عام 2018، أعلنت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان، دخول معبر “غصن الزيتون” الجمركي الحدودي مع عفرين حيز الخدمة.
وقد ساهم افتتاح المعبر مع عفرين في تطوير العلاقات التجارية للمنطقة مع تركيا، وتوفير جميع متطلبات السكان المحليين، وتمكين قوافل المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المنطقة.
وبفضل المشاريع الخدمية التي تنفذها تركيا في عفرين، جرى بناء طريق يصل بين ولاية هطاي ومركز مدينة عفرين بطول 35 كيلومترا، وفتح طريق بين ناحية جنديرس ومدينة عفرين.
وفي إطار المشاريع الخدمية التركية، جرى إصلاح 180 كيلومترا من الطرقات التي تربط عفرين بـ 4 بلدات رئيسية، وترميم أخرى تربط المدينة بالقرى المجاورة.
كما تم تجديد شبكات مياه الشرب الممتدة من سد ميدانكي إلى بلدات وقرى منطقة عفرين، من أجل تلبية احتياجات السكان من المياه، فيما بلغ طول شبكة المياه المجددة 110 كيلومترات في جميع أنحاء المنطقة.
** مد يد العون
وفي إطار مد يد العون لسكان المنطقة الذين عانوا تسلط التنظيم الإرهابي، تعمل القوات المسلحة التركية على توزيع الطعام بشكل يومي على 100 ألف شخص.
وبالتعاون مع المؤسسات المحلية، تعمل القوات المسلحة التركية على توزيع نحو 200 ألف رغيف خبز يوميا للمحتاجين من سكان المنطقة.
كما قامت الجهات التركية المختصة بترميم قرابة 20 مدرسة تضررت بفعل “ي ب ك/ بي كا كا”، وتجديد 5 أخرى، وفتحت للخدمة.
ومن بين المساجد التي تضررت وأغلقها التنظيم، تم إصلاح 100 مسجد في عموم منطقة عفرين، وفتحها أمام المصلين.
كما تم دعم 25 ورشة للنسيج ومحلات خياطة صغيرة في عفرين، وتنظيم 50 دورة تدريبية في المنطقة للسكان المحليين.
وشملت المشاريع التركية، ترميم وتطوير المرافق الاجتماعية في مدينة عفرين وبلداتها، حيث جرى افتتاح ملعبين لكرة القدم وصالتين رياضيتين.
ومنذ بدء عملية “غصن الزيتون” لتحريرها من قبضة تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” العام الماضي، أرسلت المؤسسات العامة والمنظمات غير الحكومية التركية إلى المنطقة 80 ألف طن من المساعدات الإنسانية.
** شكرا تركيا
وقال علي حمرو، من سكان مدينة عفرين، للأناضول، إن الحركة التجارية في عفرين توقفت خلال فترة سيطرة مسلحي “ي ب ك / بي كا كا” على المنطقة، بسبب انعدام الأمن.
وأشار أن النشاط التجاري عاد إلى عفرين على مدار 24 ساعة، عقب تنفيذ عملية “غصن الزيتون”، مشيدا بالخدمات التي توفرها تركيا للسكان المحليين.
وشكر حمرو، تركيا حكومة وشعبا، وخاصة الرئيس رجب طيب أردوغان، قائلا: لقد قامت المؤسسات التركية بافتتاح المستشفيات والمدارس، نشكر الرئيس أردوغان، لقد اهتم بنا أكثر من أي دولة عربية.
بدوره، قال المزارع أحمد الخطاب، إن الواقع الخدمي في عفرين شهد تحسنا كبيرا عقب دحر التنظيم من خلال عملية “غصن الزيتون”.
وأضاف: بعد تنظيف المنطقة من الإرهابيين بدعم تركي، بدأت عجلة العمل بالتحرك، وبدأ الناس يفتحون محالهم التجارية، الحمد لله بات في عفرين أحدث المستشفيات والمدارس.
وفي 24 مارس 2018، تمكنت القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر، في عملية “غصن الزيتون”، من تحرير منطقة عفرين بالكامل من قبضة تنظيم “ي ب ك / بي كا كا”، بعد 64 يوما من انطلاقها.