“تركيا تسـ.ـحب سفـ.ـينة التنقيب (أوروتش رئيس) من شرقي المتـ.ـوسط استجابة لأوامـ.ـر أمريكية”، بهذه الجملة تروج وسائل إعلام عربية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أمس السبت، لخبـ.ـر أن “تركيا خضـ.ـعت للأوامـ.ـر الأمـ.ـريكية وسحـ.ـبت سفنـ.ـها من شرقي المتوسط”.
وصورت تلك الوسائل والحسابات العائدة لمسؤولي ما بات يعرف بـ”الذباب الإلكتروني” أن “تركيا تراجعت عن مواقفها تحت الضغط الأمريكي وأوقفت عمليات التنقيب وخضعت لليونان”.
ولم تكلف تلك الوسائل الإعلامية وتلك الحسابات الذبابية نفسها عناء البحث والتحقق من هذه الكذبة، بل عملت على نشر الإشاعة كما تفعل عادة تجاه تركيا، وفي كل مرة يظهر للجميع مستوى كذبها ونشرها للإشاعات التي لا تؤثر أصلا على التحركات التركية لا السياسية ولا العسكرية ولا الاقتصادية.
وحقيقة الأمر، أن تركيا سحب سفينة “أوروتش رئيس” من شرقي المتوسط مع السفن العسكرية التي كانت تحميها لأن مهام هذه السفينة انتهت فعلا أمس السبت، وليس استجابة لـ”أي أوامر”.
وكانت تركيا قد أعلنت فعلا في 31 آب/أغسطس الماضي أن مهام سفينة “أوروتش رئيس” تنتهي يوم 12 أيلول/سبتمبر 2020 (الجاري)، وبالتالي أكملت السفنية كل مهامها العلمية كما كان مخطط لها دون أي تراجع.
وفي هذا الصدد قال مصدر مطلع لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “مهام (أوروتش رئيس) انتهت فعلا أمس السبت لذلك تم سحبها إلى ميناء ولاية أنطاليا جنوب غربي تركيا، ولو احتاجت تركيا لمزيد من الأبحاث حاليا لقامت بتمديد مهام السفينة دون الالتفاء لأي جهة خارجية”.
ولفت إلى أنه “كذلك تم سحب السفن العسكرية التي كانت ترافق (أوروتش رئيس) فما الحاجة أن تبقى هذه السفن هناك طالما أن السفينة التي كانت تحميها (أي أوروتش رئيس) انتهت مهامها!”.
وأكد المصدر أن “سفينة (أوروتش رئيس) قد تعود للعمل مجددا في نفس المنطقة أو منطقة أخرى شرقي المتوسط إذا اقتضت الحاجة العلمية لذلك”، مشددا أن “عمليات التنقيب التركية في الجرف القاري التركي مستمرة وستستمر.. وتركيا لن ترضح لأي تهديدات في هذا المجال لأنها صاحبة الحق المسلحة بالقوانين الدولية والاتفاقيات الثنائية ومسلحة بقوتها التي تحمي حقوقها”.
وحول سؤال أن “سحب سفينة (أوروتش رئيس) أتى استجابة للأوامر الأمريكية”، اكتفى المصدر بالضحك.
وفي 31 آب/أغسطس الماضي، مددت تركيا مهام سفينة “أوروتش رئيس” التركية للأبحاث والتنقيب عن النفط شرقي البحر المتوسط حتى 12 أيلول/سبتمبر (الجاري).
وأطلقت “أوروتش رئيس” إعلان “نافتيكس” جديد من أجل إجراء مسوح اهتزازية في منطقة شرقي المتوسط 11 يوما إضافياً، من 2 أيلول/سبتمبر ولغاية 12 من الشهر نفسه (أمس السبت).
وكانت السفينة التركية قد مددت مهامها في وقت سابق من 27 آب/أغسطس الماضي حتى 1 أيلول/سبتمبر الجاري.
وإخطار “نافتيكس” هو اختصار لمصطلح “الرسائل النصية البحرية”، وهوو عبارة عن جهاز يرسل إشعارات ورسائل دولية للبحارة، من أجل التنبيه والتواصل مع السفن المبحرة في عرض البحر، كما يبعث رسائل حول الحوادث وتوقعات الأرصاد الجوية وأنشطة البحث والإنقاذ.
وتستطيع سفينة “أوروتش رئيس”، إجراء عمليات سيزمية ثلاثية الأبعاد يصل عمقها 8 آلاف متر، وعمليات سيزمية ثنائية الأبعاد يصل عمقها 15 ألف متر.
وفي 13 آب/أغسطس الماضي، أعلن وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، بدء سفينة “أوروتش رئيس”، أعمالها شرقي المتوسط، متمنيا النجاح لها في مهامها، مضيفا أنها “بدأت بالمسح السيزمي ثنائي الأبعاد في البحر المتوسط”.