مدينة سورية تنتفض بوجه الأسد وتطرد حملته الإنتخابية

مدينة سورية تنتفض بوجه الأسد وتطرد حملته الإنتخابية

أفشل أهالي السويداء الحملة المزعومة التي تنظمها مخابرات نظام أسد بهدف الترويج لترشح رأس النظام بشار أسد للانتخابات الرئاسية المقبلة، ما أجبر القائمين على الحملة إلى وقفها والانسحاب من المدينة.

الحملة التي ينظمها النظام وأجهزته الأمنية تحت عنوان “جمع تواقيع لأطول رسالة حب ووفاء لبشار الأسد” وصلت السويداء أمس، وحاولت إقامة حفل انتخابي بمشاركة بعض الموظفين والطلاب وعبر صور و أغانٍ تمجد أسد وتنادي لترشيحه للانتخابات في الملعب البلدي وسط السويداء وفي شوارعها.

لكن مجموعة من شبان السويداء وقفوا في وجه الحملة المزعومة ورفضوا إقامة الاحتفالات والأغاني عبر مهـ.ـاجمة القائمين على الحملة في الملعب البلدي، ووصل الأمر لاشتـ.ـباكات بالأيـ.ـدي والتـ.ـوتر الأمـ.ـني بين الطرفين، ما أجبر الشـ.ـبيحة على إنهاء الحـ.ـملة وتوجهها إلى دمشق.

وقال مصدر محلي لأورينت نت (رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية) إن “الشبـ.ـيحة من جماعة بشار حاولوا وضع أغاني لبشار الأسد ويعملوا حفلة ضمن الملعب ويعملوا جولة بشوارع السويداء للترويج لرأس النظام وجمع التواقيع للانتخابات”

ويضيف المصدر: “لكن شبابنا وقفوا بوجههم ومنعوهم من الخروج خارج الملعب وإقامة جولات في الشوارع، كما منعوهم من إقامة احتفال أو حط أغاني أو أي شكل من أشكال الترويج للأسد بمسرحيات سخيفة”، مشيرا إلى اشتباك بالأيدي والتهديد بالسلاح وصل بين الشـ.ـبيحة القائمين على الحملة وبين شبان السويداء.

في تلك الأثناء شهدت المنطقة توترا أمنيا كبيرا بعد تهـ.ـديد الشبـ.ـيحة بالتصدي للأهالي بالسـ.ـلاح والتلـ.ـويح بالعـ.ـنف بمساندة ميليشيا أسد، حيث رد شبان المدينة بالرد على أي عـ.ـنف أو مواجهات والإصرار على وقف تلك المسرحية بجميع فصولها، ما دفع بالقائمين على الحملة للانسحاب من المدينة باتجاه العاصمة دمشق بعد فشـ.ـلهم بجمع التواقيع والترويج المطلوب لبشار أسد.

وأشار المصدر إلى أن المشرف على تلك الفعالية من قبل النظام شخص يدعى عدنان عزام ويلقب نفسه بـ (الرحالة) يرافقه نحو 15 شاباً على دراجات هوائية، إضافة للعربة المخصصة لجمع التواقيع وعليها صور بشار أسد وقماش أبيض ملفوف (رول) لوضع التواقيع عليه، وبرفقة شبيحة أسد من مخابرات وأعضاء حزب البعث والموظفين وطلاب المدارس المجبرين على المشاركة.

ولاقت تلك الحملة سخرية واسعة على مواقع التواصل من قبل أهالي السويداء الذي عبروا عن غضبهم وسخريتهم في آن من المسرحيات التي مازال نظام أسد يحاول افتعالها للترويج لرأس النظام رغم المجازر والدمار والخراب بكل أنواعه في سوريا على مدار عشرة أعوام، وعلق Wisam AN: “والله مسخرة العالم عبتموت من الجوع وهناك ناس منفصلة عن الواقع وشغلن بس تمسيح الجوخ، الحل كل واحد بيقعد يهدد الطلاب والموظفين بحضور هيك مناسبات يتم مسح كرامتو بساحة السير او على دوار المشـ.ـنقة خليهن عبرة”.

فيما قال Luai Wahab: “حي اصلكن رجال وابطال لا مكان للشبيحة والنبيحة في السويداء”، أما ثائر ثائر فكتب: “من وراء هذا الأمر تجهيز لإثارة فتنة داخل المحافظة من قبل القائمين على الاحتفال وأيضا من قبل الرافضين له بشكل ظاهري هناك من يريد أن يجر أهل البلد الواحد للاقتتال”، وعلقت Lole Azzam: “الله حي اصلكن عنجد شبعنا ذل ونفاقق وبيع اوهام ينقبرو يستحو ع حالن، بعد في ناس بهايم وما بتفهم ليش عم تشحدو من الناس تواقيع روحو نضبو واخجلوا من نفسكن”.

وأيضا كتب الدكتور خالد أبو شديد: “موقف شجاعة و كرامة . الله حي النشامى و يرد عنهم”، أما Mzher Ghanem فقال: “كلما زاد التطبيل والتمجيد كلما قل احترام السلطة لهذا الشعب، بينما علق Khaled Abu Assaf: “حيهن حيهن، معقول يجي اليوم اللي نشوف فيه كلاب الاسد هربانة من السويدا ؟”، فيما علق آخر: “بإمكان القائمين على هذه الفعالية الذهاب للقرداحة والاحتفال كما يشاؤون، لكن في جبل الدروز ليس لهم مكان، ما يجري هو عبارة عن مسرحية هزلية غير مقبولة”.

المسرحية التي يروج لها نظام أسد عبر الشبيحة والأجهزة المخابراتية وبعض الموظفين تهدف لجمع أكبر عدد من التواقيع التي تروج لترشيح بشار أسد للانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث انطلقت الحملة من العاصمة دمشق قبل أيام، واتجهت إلى محافظات الجنوب، وتأتي في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة في مناطق سيطرة النظام ورفض شعبي واسع لوجود أسد ونظامه في السلطة.

وكررت السويداء موقفها الرافض لنظام أسد ورأسه بشار، خلال الأشهر الماضية عبر حملات إعلامية شعبية ورسمية تؤكد مطالبها بإسقاط النظام وترفض الحملة الانتخابية لبشار أسد ضمن حملة (لاشرعية للأسد وانتخاباته)، تمثلت بشعارات وعبارات خطت على جدران المدينة وكان أبرزها “لا تترشح يا مشرشح” وعبارة “ظلك تاجر بالحشيش خلي أسماء تعيش”، وعبارات أخرى مهينة لأسد ونظامه، بالتزامن مع تحطيم صور بشار أسد في ساحات وأحياء المدينة.

وأكدت المحافظة، ذات الأغلبية الدرزية، منذ اندلاع الثورة السورية عبر جميع أطيافها وعلى رأسهم رجال الدين رفضها المشاركة بسفك دماء السوريين خلال المعارك التي تخوضها الميليشيات، كما تؤكد عبر الحملات الشعبية المتكررة رفضها لترشح أسد للانتخابات وتطالب بمحاسبته مع رموزه.