يني شفق التركية : معركة من أجل إدلب أم صراع على غاز المتوسط؟
أكثر من 7 سنوات مضت على الحرب السورية ولم يقم العالم بشيء ملموس يوقف حمام الدم هناك، ولم يرَ الشعب السوري من الأمم المتحدة سوى القلق والشجب ليبقى متروكًا يعيش القتل أو الإعاقة أو الاعتقال أو التهجير واللجوء والنفي. الآن ومع اقتراب شنّ حملة عسكرية يقودها نظام الأسد بدعم روسي وإيراني على محافظة إدلب شمالي سوريا؛ تبرز الدول العظمى على الساحة مجدّدًا تعيد تصفية الحسابات فيما بينها، مدّعية أنّ الهدف هو تجنيب إدلب معركة دامية.
حيث لا يمكن غض البصر عن الزخم العسكري الموجود شرقيّ البحر الأبيض المتوسط، بشكل أشبه بحرب عالمية جديدة ولكنها هذه المرة على ثروة الطاقة “الغاز الطبيعي”.
[ads1]
الولايات المتحدة تحشد قواها نحو البحر المتوسط بحجة التطورات السورية، تليها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها والكل مستعد لبدء أعمال التنقيب والاستخراج ومن ثم التصدير والتحكم بالسوق العالمية لا سيما الأوربية التي تستورد الغاز.
ونفوذ الروس على الغاز يواجهه رغبة أمريكية بالغة باتت واضحة جلية في الآونة الأخيرة، ومن ناحية أخرى لا يمكن لتركيا غضّ الطرف عن الانتهاكات القبرصية الرومية والمصرية خلال التنقيب عن الغاز في المتوسط، وهو ما صرّح به وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، معلنًا أن تركيا ستبدأ بأعمال التنقيب عن الغاز في المتوسط قريبًا.
وبينما روسيا تريد استغلال ورقة إدلب بحجة وجود إرهابيين فيها تريد القضاء عليهم، ومن ثمّ تنفرد بالنفوذ المطلق في سوريا المطلة على البحر المتوسط؛ فإن الولايات المتحدة وحلفاءها حشدت قواها نحو المتوسط بحجة مخاوفها من وقوع مجازر بحق المدنيين في إدلب، والحقيقة أن الهدف هو “الغاز” فحسب أما إدلب والمدنيون وسوريا عامة ليست مهمة لتلك القوى.
في هذا السياق قال رئيس تحرير صحيفة يني شفق، إبراهيم قراغول في مقاله اليوم الأربعاء “أنّنا عندما نركز على ما يحدث في إدلب سندرك أن أكبر أزمة في تاريخ منطقة شرق البحر المتوسط على وشك أن تندلع. إن إدلب في طريقها للخروج من كونها قضية سورية والتحول إلى قضية شرق متوسطية”.
[ads2]
وعن موقف تركيا مما يجري قال قراغول “ستكون هذا الأزمة أكبر من حرب سوريا واحتلال العراق، فهي أزمة باعثة على القلق بالنسبة لتركيا بقدر كل تلك الأزمات؛ إذ إن منطقة شرق المتوسط تعتبر مركز الأمن الإقليمي بالنسبة لنا.”.
وأشار قراغول إلى أنّ الدور التركي سيكون قويًّا بالتعاون مع جمهورية شمال قبرص التركية، في تلميح إلى التنقيب عن الغاز معًا مقابل التحالف اليوناني الإسرائيلي في التنقيب عن الغاز، وتابع قراغول “إننا اليوم أمام تصفية حسابات في منطقة شرق المتوسط تأتي بعد احتلال العراق وحرب سوريا. فالمنطقة تضم بعضا من أغنى حقول الغاز الطبيعي في العالم، ولهذا فنجد الجميع متمركزًا هنا، الولايات المتحدة ودول أوروبا وآسيا. الأمر أشبه بالتجهيز لمعركة يوم القيامة. ولهذا فإن جمهورية شمال قبرص التركية ستلعب دورا حيويا لإنقاذ تركيا، فالمكاسب الجيوسياسية التي حققتها عملية السلام عام 1974 بدأت تظهر اليوم”.
وعن أهمية التواجد التركي العسكري في إدلب قال قراغول “إن وجودنا في إدلب هو موقع مهم للغاية في تصفية حسابات شرق المتوسط. لكن لو قلنا إدلب فقط، فنكون قد أعمينا أبصارنا. ذلك أن علينا أن ننظر إلى مساحة أوسع ونتخذ تدابير أشمل ونستعد بشكل أكبر ونتمركز في المنطقة على المدى الطويل”.