أخبار العالم

هل ستبدأ تركيا بعمل عسكري كبير شمالي سوريا بعد لقاء أردوغان بـ بايدن؟ (تقرير)

هل ستبدأ تركيا بعمل عسكري كبير شمالي سوريا بعد لقاء أردوغان بـ بايدن؟ (تقرير)

ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع نظيره الأمريكي جو بايدن، عددا من الملفات الهامة والقضايا الخلافية بين البلدين من بينها الملف السوري، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية لتنظيمات PKK/PYD/YPG الإرهـ .ـابية في شمالي العراق وسوريا.

لقاء أردوغان ـ بايدن عقد على هامش قمة زعماء حلف شمال الأطلسي الـ”ناتو”، المنعقدة في العاصمة البلجيكية بروكسل.

ويعد دعم واشنطن لتنظيم PKK/PYD الإرهـ .ـابي شمالي سوريا، أحد أبرز الملفات الشائكة في تحديد العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم دعما ماليا وعسكريا للتنظيم، الذي يواصل باستمرار استـ .ـهداف المدنيين الأبرياء في الشمال السوري، ما دفع أنقرة للتهديد بشنّ عملية عسكرية جديدة تستـ .ـهدف معاقل التنظيم في شمالي العراق وسوريا على حد سواء.

إمكانية شّن عمل عسكري تركي شمالي سوريا

أكد أردوغان في عدة تصريحات له، أن تركيا لن تتردد بشن عملية عسكرية جديدة ضد معاقل التنظيم شمالي سوريا والعراق حتى القضاء على آخر عنصر يتبع له، فيما يواصل الجيش التركي استـ .ـهداف معاقله شمالي العراق بعد أن أطلق العديد من العمليات العسكرية ضده من أبرزها “المخلب النمر” و”المخلب البرق”.

كما انتقد أردوغان الدعم الأمريكي للتنظيم، مشددا أنه “على أمريكا ألا تقف بجانب الإرهـ .ـابيين وعليها أن تتوقف عن ذلك”.

وفي هذا الإطار، قال العميد الدكتور عبد الله الأسعد، رئيس مركز رصد للدراسات الاستراتيجية، إن “العلاقات التركية الأمريكية، شهدت توترا خلال الفترة الماضية، ويرجع السبب في ذلك لدعم واشنطن لتنظيم PKK/PYD الإرهـ .ـابي على كافة المستويات بشكل غير محدود، الأمر الذي تراه أنقرة مزعجا”.

ولفت الأسعد في تصريح لـ”وكالة أنباء تركيا” إلى أن “واشنطن قامت خلال الفترة الماضية بإنشاء وتوسيع مطارات من أجل استقبال طائرات شحن أمريكية من أجل دعم التنظيم الإرهـ .ـابي في المنطقة، ما دفع تركيا للتدخل دبلوماسيا والضغط على أمريكا للتعهد بسحب الأسلحة من التنظيم”.

وأشار إلى أن “الولايات المتحدة تعتبر تنظيم PKK/PYD الإرهـ .ـابي الذراع الوحيد لها في المنطقة الشرقية لحماية آبار النفط والقواعد الأمريكية المتواجدة في سوريا”.

ونوّه الأسعد إلى أن “لنظام الأسد دور كبير في إنشاء ودعم التنظيم الإرهـ .ـابي على الجغرافيا السورية بتنسيق من مدير المخابرات العامة علي مملوك”.

وحول مدى قدرة تركيا على شنّ عملية عسكرية شمالي سوريا، قال الأسعد إن “تركيا دخلت إلى المناطق السورية سابقا وتمكنت من تحقيق نطاق أمني على حدودها الجنوبية، وتركيا ليست كأي دولة إقليمية إذ إنها قوة عسكرية على المستوى العالمي، فهي تمتلك نحو 650 ألف جندي وهي ثاني قوة في الـ(ناتو) بعد الجيش الأمريكي ولديها ميزانية مرتفعة للدفاع”.

وتابع “كما أنها تحتل المرتبة الـ 15 في النطاق العسكري، وأمريكا تحسب حسابا لقوتها الإقليمية في هذه المنطقة الاستراتيجية، إذ إنها محاذية لسوريا وتعتبر بوابة لأوروبا، وقوة ليست بالسهلة في المنطقة”.

وأضاف الأسعد أن “الولايات المتحدة لديها علاقات تاريخية مع تركيا وتمتلك قاعدة إنجرليك على أراضي تركيا فمن غير الممكن لها أن تستغني عنها أبدا، إذ إنه سيكون من الخطأ التخلي عن تركيا على حساب دعم تنظيم متهالك مثل PKK/PYD الإرهـ .ـابي”.

وأردف أن “اللقاء الذي سيجري بين الزعيمين سيكون له تأثير قوي ومثمر وسيعطي نتائج إيجابية من الناحية السياسية والعسكرية، وستقدر أمريكا أن لتركيا الحق في حماية أمنها القومي الذي تهدده وجود مليشيات مثل PKK/PYD الإرهـ .ـابي”.

واستطرد أن “تركيا قادرة على القيام بعملية عسكرية شمالي سوريا بكل معنى الكلمة، فعندما قامت بعمليات (غصن الزيتون) و(نبع السلام) و(درع الفرات) كان قرارها العسكري حاسما، وذلك يحسب بالإضافة إلى إرادة القتال الموجودة لدى إرادتها السياسية”.

وبيّن أن “أي قرار عسكري في الدخول بمعركة لا بد من دراسة جوانبه السياسية المحيطة والمتزامنة، وبالطبع لا مجال للمقارنة بين الجيش التركي وجيش النظام السوري وما يوجد من مليشيات متهالكة في الشمال السوري”.

وأكد أنه “في ميزان القوة العسكرية، فإن تركيا قادرة على القيام بعمل عسكري وهجـ .ـوم بري كاسح بالإضافة إلى القوى الجوية التي تمتلكها والأنظمة التقنية الحديثة، حيث من المحقق أن يكتب له النجاح”.

ولفت الأسعد أن “نظام الأسد وتنظيم PKK الإرهـ .ـابي لديهم تاريخ مشترك في تهديد الأمن القومي التركي منذ عهد الأسد الأب، فهما جناحان مشتركان وأشقاء بالإجرام”.

واشنطن تخشى علاقة تركيا بروسيا

شكّلت الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا خلال السنوات الماضية، دافعا لدى تركيا لتقوية علاقاتها على مختلف الصعد مع روسيا، وقد تجلى ذلك من خلال صفقة شراء منظومة S-400 للدفاع الجوي الروسية، فضلا عن التنسيق في العديد من ملفات المنطقة، الأمر الذي تخشاه واشنطن من أن يؤثر على مصالحها في المنطقة، ما يدفعها للتقارب مع تركيا، وفق العديد من الخبراء والمحللين السياسيين.

وفي هذا الإطار، قال العقيد أحمد حمادة في تصريحات لـ“وكالة أنباء تركيا”، إن “العلاقات بين أنقرة وواشنطن شهدت فتورا خلال الفترة الماضية، بسبب سحب الولايات المتحدة لمنظومة الباتريوت ودعمها لتنظيم PKK/PYD الإرهـ .ـابي، وسلبية واشنطن في تطبيق اتفاق منبج ومنع تزويد تركيا رغم شراكتها بطائرة F-35”.

وأوضح أنه “على الرغم من ذلك فإن تركيا تبقى دولة محورية في الـ(ناتو) وهناك قواعد عديدة لأمريكا فيها، لذا فإن أمريكا تسعى لتحسن العلاقات لأنها لا تريد للروس ملئ الفراغ”. وأضاف “هناك أيضا تصريحات تركية حول إيجابية التعاطي مع ملف S 400”.

ولفت حمادة أنه لا يتوقع “أن تكون تركيا طرفا مهاجما في إدلب فالوضع يحكمه اتفاق مع الروس.. لكن هناك مؤشرات أن تركيا ستدافع عن المنطقة في حال هجـ .ـوم للنظام على إدلب، والولايات المتحدة إن كان لها رغبة بأن تكون في هذه المنطقة (سوريا) فلن يكون لها أفضل من تركيا في مواجهة بلطجة الروس والتمدد الإيراني”.

وأشار إلى أن “تركيا بنت خطا دفاعيا في جبل الزاوية وفي جنوبي إدلب ونشرت قوات من مختلف الصفوف، وقبل فترة قصيرة ردت على اعتداءات النظام بضرب وإسكات مصادر نيرانه وهي طرف ضامن للمعارضة”، لافتا أن “أي عملية لنظام الأسد ستزيد مأساة اللاجئين وستدفع المزيد منهم باتجاه تركيا، لذا ستقف الأخيرة في وجه أي هجـ .ـوم على المنطقة بالانطلاق من اتفاق سوتشي والتفاهمات التي جرت في 5 آذار/مارس العام الماضي”.

وفي 15 آذار/مارس 2021، وبالتزامن مع الذكرى العاشرة للثورة السورية، دعا أردوغان “إدارة بايدن للوفاء بوعودها والعمل معا لإنهاء المأساة في سوريا”.

وأضاف أردوغان أن “الشعب التركي يؤمن بأن إقامة نظام سياسي قادر على تمثيل جميع السوريين ضروري لإحلال السلام والاستقرار مجددا”.

وأوضح أن “إعادة تأسيس السلام والاستقرار في المنطقة (سوريا) مرتبط بالدعم الغربي الأمين لتركيا”. مضيفا أنه “ينبغي على الغرب أولا أن يتخذ موقفا واضحا من تنظيم PKK/PYD الإرهـ .ـابي الذي يعتدي على المناطق الآمنة (في سوريا) ويساند النظام الدموي”.

إلى ذلك، ما تزال مناطق ”درع الفرات” و” غصن الزيتون” تتعرض لأعمال تفجير متكررة بواسطة سيارات ودراجات نارية مفخخة وعبوات ناسفة وقصف مدفعي، تستهدف بشكل مباشر الأحياء السكنية والأسواق، والتي يقف خلفها تنظيم PKK/PYD الإرهـ .ـابي، وخلايا تابعة للنظام السوري وتنظيم “داعش” الإرهـ .ـابي.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة ADBLOCK

مرحبا لا يمكن تصفح الموقع بسبب استخدام اضافة حظر الإعلانات الرجاء ايقاف تفعيلها من المستعرض