تركيا تسعى الى تأمين مطار كابول في أفغانستان فما السبب لذلك؟
عرضت تركيا عبر الرئيس رجب طيب أردوغان تأمين مطار كابول الدولي خلال القمة الأخيرة لحلف شمال الأطلسي.
وأكد وزير الخارجية الأفغاني، محمد حنيف أتمر، على أهمية الدور التركي في تأمين مطار “حامد كرزاي” الدولي بالعاصمة كابل، عقب انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للأناضول، على هامش مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي تستضيفه ولاية أنطاليا التركية بين 18 و20 يونيو/ حزيران الحالي.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أعلن في تصريحات صحفية على هامش اجتماعاته مع قادة حلف شمال الأطلسي “ناتو”، في بروكسل، أن بلاده تسعى إلى مشاركة باكستان والمجر في المهمة الجديدة بأفغانستان، بعد مغادرة قوات الحلف والولايات المتحدة.
وأفادت تقارير إعلامية بأن تركيا، التي لم تنخرط قواتها بالقتال في أفغانستان، عرضت تأمين مطار “حامد كرزاي” الدولي.
ورحّب أتمر برغبة تركيا في مواصلة تأمين مطار كابل بتقنيات فائقة وقدرات كبيرة، مبينا ضرورة ذلك من أجل استمرارية الوجود الدبلوماسي الدولي في أفغانستان ونيل الأخيرة ثقة المجتمع الدولي.
كما أعرب الوزير الأفغاني عن ترحيبهم بالمقترح التركي لإشراك بلدان إقليمية أخرى، في مساعي أنقرة لترسيخ السلام والاستقرار في أفغانستان.
وفي سياق متصل، شدد أتمر على أهمية الدور الباكستاني خلال مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
وأردف قائلا: “نرحب بمقترح تركيا الشقيقة لإشراك بلدان إقليمية، وخاصة باكستان، في مساعي تحقيق السلام والاستقرار (في أفغانستان).”
وأضاف: “سنعمل مع باكستان أيضا، خلال عملية السلام.”
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، حدد 11 سبتمبر/ أيلول المقبل، موعدا نهائيا لانسحاب جميع قوات بلاده من أفغانستان.
وشدد أتمر على رغبة كابل في التعاون مع أنقرة، لافتا إلى أهمية الدور الإقليمي والدولي لتركيا، من أجل عملية السلام الأفغانية.
وأشار إلى مساعي تركيا لاستضافة مؤتمر للسلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، معربا عن ترحيب كابل بهذه الخطوة أيضا.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قد أعلن في وقت سابق، تأجيل مؤتمر إسطنبول بشأن أفغانستان الذي كان مقررا في 24 أبريل/نيسان الماضي.
وثمّن الوزير الأفغاني الدور التركي في المجال الأمني، والدعم الذي ستقدمه أنقرة لبلاده عبر تأمين وتشغيل مطار كابل الدولي، وتزويده بالمعدات اللازمة.
وفي سياق آخر، تطرق الوزير الأفغاني إلى الاجتماع الثلاثي الذي استضافته ولاية أنطاليا، صباح الأحد، وجمعه مع نظيريه التركي، مولود تشاووش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف.
وقال أتمر إن الاجتماع شهد إجراء مباحثات والتوصل لاتفاقات حول 3 قضايا هامة، هي عملية السلام، والملف الأمني ومكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة، فضلا عن التعاون الاقتصادي بين أنقرة وطهران وكابل.
واستطرد: “اللقاء شهد تقديم مقترحات بنّاءة من قبل الشركاء الـ 3، وتوصلنا لاتفاق جيد (دون ذكر تفاصيل أخرى)”.
وأشار إلى تأكيد الأطراف الـ 3، التزامهم بعملية السلام، والتعاون فيما بينهم.
وأعلن أتمر عن توصلهم خلال اللقاء الثلاثي، لتفاهمات حول خطوات لتعزيز التعاون على أرض الواقع، مستدلاً على ذلك بالاتفاق على فتح ممر يربط أفغانستان بتركيا، عبر الأراضي الإيرانية.
وفي معرض رده على سؤال حول رؤيته لمستقبل عملية السلام الأفغانية، قال أتمر إن أعمال العنف المتصاعد مؤخراً في عموم بلاده، تشير إلى مدى التزام حركة طالبان بتعهداتها.
وأشار إلى عدم وفاء طالبان بالتعهدات التي قدمتها والمتمثلة في إحراز تقدّم بمباحثات السلام مع الحكومة الأفغانية، ووقف إطلاق النار شرط انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، وإفراج الحكومة عن أعضاء الحركة.
وأردف: “طالبان لم تفِ ولا بواحدة من تعهداتها هذه. في الوقت الذي تنفّذ فيه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والحكومة الأفغانية، ما تم التوصل إليه في اتفاق الدوحة، فإن طالبان لم تفِ بأيّ من التزاماتها التي تعهدت بها.”
ودعا حركة طالبان إلى وقف العنف والانخراط في مباحثات السلام مع الحكومة الأفغانية، بحسن نية.
ولفت إلى أن طالبان لا تحارب القوات الأجنبية في الوقت الحالي، بل تحارب ضد الشعب الأفغاني تحت مسمى الجهاد.
وفي يناير الماضي، تسلمت تركيا رئاسة قوة المهام المشتركة عالية الجاهزية، التابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، لمدة عام كامل.
وتعتبر قوة المهام المشتركة عالية الجاهزية، إحدى فروع قوة الرد لـ “الناتو”، حيث تضم قيادة لواء المشاة الـ66 التابع لها نحو 4200 جندي.
وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم “طالبان”، لارتباطها آنذاك بتنظيم “القاعدة” الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه في الولايات المتحدة الأمريكية.