أخبار العالم

الكشف عن اجتماع دولي كبير يقوده بايدن وخصصه للملف السوري

الكشف عن اجتماع دولي كبير يقوده بايدن وخصصه للملف السوري

وسيعقد الاجتماع على هامش مؤتمر التحـ.ـالف الدولي ضـ.ـد «د.اعـ.ـش» بمشاركة 83 عضواً في العاصمة الإيطالية، إذ فاجأ بلينكن نظراءه بتوسيع دائرة المدعوين للاجتماع الوزاري

بحيث لا يضم فقط «المجموعة المصغرة»، التي تشمل أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسعودية والأردن ومصر، بل إن الوزير الأميركي غيّر الصيغة، ووجه الدعوة إلى وزراء خارجية «السبع الكبار» و«المجموعة الصغيرة»، إضافة إلى تركيا وقطر والمبعوث الأممي غير بيدرسن.

وهذا الاجتماع، الذي يرأسه بلينكن ونظيره الإيطالي لويجي دي مايو، هو أقرب صيغة لـ«المجموعة الدولية لدعم سوريا» التي تولدت بعد عمـ.ـلية فيينا في نهاية 2015

باستثناء أنها لا تضم روسيا وإيران. كما أنه سيكون الأول بمشاركة وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، العضو المؤسس في مسار آستانة الثلاثي، مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف.

ولا تقتصر أهمية الاجتماع على كونه أول جهد سياسي مركز من إدارة بايدن حول سوريا وحسب، بل إن هذه الخطوة تأتي في خضم انقسـ.ـام فريق بايدن حول كيفية المضي قد.ماً بين «الواقعيين» الداعين إلى «نفض الأيادي» من هذا الملف بخفض سقف التوقعات، والاكتفاء بملف الممرات الإنسانية «عبر الحـ.ـدود»، ومحا.ربة «د.اعـ.ـش» والملف الكيماوي

والنظر إليه باعتباره ملحقاً لملفات أخرى، خصوصاً الاتفاق النووي مع إيران، وبين آخرين يريدون رفع سقف الموقف الأميركي أو الحفاظ على «حـ.ـده الأخلاقي»، وممـ.ـارسة الضغوط على موسكو ود.مشق في ملفات سياسية وعسـ.ـكرية في سوريا.

عليه، يمكن وضع هذا الاجتماع ضمن التموضع بين الفريقين، حيث سيكون مغذياً للمراجعة الحاصلة في المؤسسات الأميركية لتحـ.ـديد السياسة السورية: أهدافها، أدواتها وجداولها.

وتأتي مبادرة بلينكن بعد قمة بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف الأسبوع الماضي، حيث كان الملف السوري «هامشياً» على جدولها المعقد، من باب الوصول إلى «تفاهمات صغيرة»

تخص تمديد التفويض الأممي لملف المساعدات الإنسانية «عبر الحـ.ـدود»، واستمرار المسار العسـ.ـكري عبر مذكرة «منع الصدام» في شمال شرقي سوريا، والتعاون لتنفـ.ـيذ الاتفاق الثنائي الخاص بنزع السـ.ـلاح الكيماوي بموجب قرار مجلس الأمـ.ـن 2118 في عام 2013.

في الأشهر الماضية، أرسلت إدارة بايدن «حوافز» و«إشارات ضاغطة» على أمل أن تقوم موسكو باجتياز «الاختبار الأميركي» بالموافقة على تمديد قرار مجلس الأمـ.ـن لتقديم المساعدات «عبر الحـ.ـدود» من ثلاث بوابات: اثنتان بين شمال سوريا وتركيا، وواحـ.ـدة بين شرق الفرات والعراق.

«سلة الحوافز» شملت عد.م فـ.ـرض عقوبات على شخصيات وكيانات سورية، وتقديم استثناءات من العقوبات القائمة لصالح المواد الطبية والإنسانية، ومواجـ.ـهة جائحة «كـ.ـور.ونـ.ـا»

وعد.م شن حمـ.ـلة رفيعة المستوى ضـ.ـد الانتخابات الرئاسية السورية، وتجميد عقد لشركة أميركية لاستثمار النفط شرق الفرات، وإضافة عبارة في البيان الختامي للقمة الأميركية – الأوروبية نصت على تقديم المساعدات «عبر الحـ.ـدود» السورية و«عبر الخطوط» بين مناطق النفـ.ـوذ في سوريا، باعتبار أن الأخير هو مطلب روسي.

أما «رسائل الضـ.ـغط»، فشملت تلويحاً أميركياً باحتمال «العودة إلى مسار العقوبات» في حـ.ـال استخد.مت روسيا حق النقـ.ـض (فيتو) لدى بحث التمديد لقرار «المساعدات العابرة للحـ.ـدود» في مجلس الأمـ.ـن قبل انتهاء صلاحية القرار الحـ.ـالي في 11 من الشهر المقبل.

كما اتصل مسؤولون أميركيون بنظرائهم الأوروبيين لضمان استمرار «وحـ.ـدة موقف الاتحاد الأوروبي»، وعد.م قيام دوله بالتطبيع مع د.مشق بشكل منفرد أو إعادة فتح السفارات، بالتزامن مع تواصل دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين عبر الأقنية الدبلوماسية مع عواصم عربية لنقل رسالة مفادها أن القيام بخطوات تطبيعية مع د.مشق حـ.ـالياً «غير مفيد»

وأنه لا بد من وضع «شروط وطلبات معينة» مقابل أي خطوة تطبيعية، تشمل التقد.م في مسار الإصلاح وعمل اللجنة الدستورية، وإطـ.ـلاق سجـ.ـناء سياسيين، والسماح بعودة طوعية وآمنة للاجئين، إضافة إلى التزام وقف نـ.ـار شامل في البلاد.

صدى هذه «الرسائل» وصل إلى الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الدول العربية، إذ إنه على عكس التوقعات، لم يتم بحث معمق في المؤتمر الوزاري العربي في الدوحة، الأسبوع الماضي

لموضوع عودة د.مشق إلى الجامعة العربية ورفع قرار تجميد عضويتها المعلن في نهاية 2011. بل إنه لدى قيام وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، بطرح اهتمامه بعودة سوريا إلى «البيت العربي»

قوبل بكلمات عمومية من بعض الحاضرين، كما أنه لم يتم طرح جدي لاقتراح إعادة سوريا إلى الجامعة على جدول أعمال القمة العربية المقررة في الجزائر.

عليه، سيكون اجتماع روما السوري، مناسبة كي يقوم بلينكن بضـ.ـبط إيقاع حلفائه من «السبع الكبار» والمنطقة، مثلما سيكون مناسبة لتلمس موقف إدارة بايدن من هذا الملف، بانتظار نتائج «الاختبار الأميركي» لروسيا الشهر المقبل. أيضاً، سيكون الاجتماع فرصة كي يعرض بيدرسن تصوراً تفصيلياً لاقتراحيه:

مقاربة «خطوة مقابل خطوة» بين موسكو وشركائها من جهة وواشنطن وحلفائها من جهة، وتشكيل «مجموعة دولية – إقليمية» من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمـ.ـن واللاعبين الإقليميين… بعد انقشاع «الاختبار الأميركي» لموسكو و«الفحص الروسي» لواشنطن.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة ADBLOCK

مرحبا لا يمكن تصفح الموقع بسبب استخدام اضافة حظر الإعلانات الرجاء ايقاف تفعيلها من المستعرض