صحيفة فرنسية: الخطوط الجوية التركية أصبحت بوابة روسيا الى العالم

نشرت صحيفة “نوفال أوبس” (nouvel obs) الفرنسية تقريرا قالت فيه، أن القرار المتبادل بين الدول الأوروبية و وروسيا بحظر الطيار المدني فوق أراضي هذه الدول جعل الخطوط الجوية التركية بوابة روسيا الى العالم.

ونقلت الصحيفة عن بول تشامباريتو المتخصص في النقل الجوي بكلية إدارة الأعمال في مونبلييه اعتقاده بأن إغلاق الأجواء الأوروبية أمام الطائرات الروسية لن يغير الكثير بالنسبة لموسكو، مشددا على أن الارتباط بالدول الأجنبية هامشي للغاية في ضوء أهمية السوق الروسية.

ولفتت إلى أنه قبل الوباء شكلت السوق المحلية 70% من الرحلات المغادرة من روسيا، وقد ارتفع هذا الرقم منذ ذلك الحين إلى أكثر من 80%، فيما لم تمثل تركيا (الوجهة الأولى للروس خارجيا) قبل الوباء سوى 2.9% فقط من الرحلات المغادرة من روسيا.

وأكدت الصحيفة أن إغلاق الأجواء الأوروبية من شأنه أن يحرم روسيا -ولا سيما شركة الطيران الوطنية التابعة لها إيروفلوت (Aeroflot)- من أول سوق خارجي لها، ولكن -وفقا لتشامباريتو- فإن حجم الدولة يجعلها غير متأثرة كثيرا بالحصار حتى لو كان هذا يساهم في عزل روسيا على المستوى الدولي، مبينا أنه رغم ذلك لا تزال روسيا منفتحة على العالم عبر جناحها الجنوبي، ولا سيما عبر الخطوط الجوية التركية.

وأشارت إلى إغلاق المجال الجوي على روسيا سيؤدي إلى إطالة الرحلات إلى كالينينغراد (الجيب الروسي المحصور بين ليتوانيا وبولندا)، فحسب الوكالة الاتحادية للنقل الجوي “ستستخدم شركات الطيران الروسية الخطوط الجوية التي تمر عبر المياه المحايدة لبحر البلطيق”.

التداعيات على الدول الأوروبية

وبحسب الصحيفة، فإنه بالنسبة لأوروبا يمثل الوضع الحالي عودة إلى الوضع الذي ساد في سنوات الحرب الباردة، إذ يقول رئيس رابطة محترفي الطيران الفرنسية جيفروي بوفيت “قبل عام 1991 لم يكن مسموحا لنا بالتحليق فوق سيبيريا”، مضيفا -باستثناء التوقف في موسكو- “مررنا عبر أنكوريج في ألاسكا للوصول إلى اليابان، وعبر جنوب جبال الهيمالايا للوصول إلى بكين”.

وبناء على ذلك فإن الطيارين -حسب قوله- سوف يسلكون “الطريق القطبي” أو “الطريق الجنوبي” للوصول إلى كوريا أو اليابان أو الصين، وبالتالي يستغرق ذلك ساعة ونصف ساعة إضافية على الأقل للسفر.

وأضاف بوفيت أن طائرة “بوينغ 777” (Boeing 777) -التي غالبا ما تستخدم في مثل هذه الوجهات- تستهلك حوالي 8 أطنان من الوقود لكل ساعة طيران، مما يعني الكثير من التكاليف الإضافية التي تتحملها الشركات، والتي عادة ما تخصص ما يقارب ربع نفقاتها لشراء الوقود.

وأوردت الصحيفة أنه بعد تعليق دام لمدة 24 ساعة أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية يوم الاثنين أنها ستستأنف رحلاتها إلى بكين وسول وطوكيو في إطار “خطة طيران معدلة”.

وبحسب مصدر مطلع، فإنه للوصول إلى سول عاصمة كوريا الجنوبية ستحلق الطائرة فوق تركيا وكازاخستان على وجه الخصوص.

وأشار بول شامباريتو -كما نقلت الصحيفة- إلى أنه يمكن للشركات الخليجية -التي تعمل مطاراتها كمحاور بين أوروبا وآسيا- أن تحقق أداء جيدا وتستحوذ على جزء من العملاء، تماما مثل الخطوط الجوية التركية من إسطنبول.

وذكرت الصحيفة -في ختام التقرير- أن اليابان والصين لا تزالان من بين الدول التي تفرض قيودا صارمة على السفر بسبب كوفيد-19، فقد انخفض عدد الرحلات بين أوروبا وآسيا والمحيط الهادي بنسبة 44% في عام 2021 مقارنة بعام 2019، وشكلت هذه الرحلات 2.7% فقط من الرحلات المغادرة من مطار أوروبي، وذلك وفقا للمنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية “يوروكونترول” (Eurocontrol).

المصدر: الجزيرة