ما حكم الصيام بدون سحور بحسب الشؤون الدينية التركية

السحور الوجبة التي يأكلها الصائم ليلاً قبل الإمساك.وقام النبي صلى الله عليه وسلم بالسحور وأوصى به أمته.

ومع ذلك ، فإن عدم القدرة على السحور ليس عذراً في الفطر و ترك الصيام. وينبغي لمن لا يستطيع القيام للسحور أن ينوي صيامه مع الاستمرار في الصيام.

حكم الصيام بدون سحور بحسب الشؤون الدينية التركية

يصح الصيام بدون سحور.. ولكن يكره للصائم ترك السحور لأنه خلاف ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ” تسحروا فإن في السحور بركة ” متفق عليه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ” فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر ” رواه مسلم وأحمد .

فضائل السحور

أولا: حصول البركة؛ لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تسحروا فإن في السحور بركة “([1])، وقال: ” إن السحور بركة أعطاكموها الله فلا تدعوها”([2])، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن سماه بالغداء المبارك، فقال: “هلم إلى هذا الغداء المبارك”([3]).

ثانيا: أن فيه مخالفة لأهل الكتاب؛ لحديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور”([4]) .

قال الخطابي: “كان أهل الكتاب إذا ناموا بعد الإفطار لم يحل لهم معاودة الأكل والشرب، وعلى مثل ذلك كان الأمر في أول الإسلام، ثم نسخ الله عز وجل ذلك، ورخّص في الطعام والشراب إلى وقت الفجر بقوله: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) البقرة:187”([5]).

ثالثا: صلاة الله وصلاة الملائكة على المتسحرين؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “السحور بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء؛ فإنّ الله وملائكته يصلون على المتسحرين”([6])

فصلاة الله عليهم تعني رحمته بالعباد، وصلاة الملائكة عليهم بمعنى: استغفارهم لهم، لأن وقت السحور هو وقت القرب من الله سبحانه وتعالى؛ حيث ينزل الله إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله فيقول: “هل من سائل يُعطى؟ هل من داعٍ يستجابُ له؟ هل من مُستغفرٍ يغفرُ له حتى ينفجر الصبح؟”([7])

رابعا: تقوية العبد على العبادة: ويدل على هذا الفضل؛ حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: “تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة”([8]).

قال النووي رحمه الله: “أجمع العلماء على استحبابه (أي: السحور)، وأنه ليس بواجب، وأما البركة التي فيه فظاهرة؛ لأنه يقوي على الصيام وينشط له وتحصل بسببه الرغبة في الازدياد من الصيام لخفة المشقة فيه على المتسحر”([9]) .

وفي الختام أحمد الله تعالى الذي وفقني في هذا المقال الذي تحدثت فيه عن بعض ما ورد في فضل السحور من أحاديث نبوية صحيحة، من غير استقصاء، والله تعالى أسأل أن يتقبل مني هذا الجهد المتواضع، وأن ينفع به إنه مجيب.

المصادر:

([1]) رواه البخاري في صحيحه (2 /36)، كتاب: الصوم، باب: بركة السحور من غير إيجاب، برقم: (1923)، ومسلم في صحيحه (1 /488)، كتاب: الصيام، باب: فضل السحور وتأكيد استحبابه، برقم: (1095).

([2]) رواه أحمد في مسنده (38 /218) برقم: (23142) وصححه الألباني. صحيح الجامع الصغير (ص: 337)، برقم: (1636).

([3]) رواه أحمد في مسنده (28 /371-372) برقم: (17143)، وصححه الألباني. صحيح الجامع الصغير (752)، برقم: (4081).

([4]) رواه مسلم في صحيحه (1 /488)، كتاب: الصيام، باب: فضل السحور وتأكيد استحبابه، برقم: (1096).

([5]) عون المعبود (6 /336).

([6]) رواه أحمد (17 /150) برقم: (11086)، وحسنه الألباني. صحيح الجامع (ص: 686)، برقم: (3683).

([7]) رواه مسلم في صحيحه (1 /342)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، برقم: (758).

([8]) رواه البخاري في صحيحه (2/35-36)، كتاب: الصوم، باب: قدر كم بين السحور وصلاة الفجر، برقم: (1921).

([9]) المنهاج شرح صحيح مسلم (7 /206).