أهداف تركيا في شرق الفرات السوري …

أهداف تركيا في شرق الفرات السوري

يحيى بوستان – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

أود لفت انتباهكم إلى زيادة الحديث حول مسألة منبج وشرق الفرات في الأيام الأخيرة، إذ بدأ العناصر الإرهابيين المنتمين لوحدات الحماية الشعبية بحفر الخنادق حول منطقة منبج، وكان تأكيد الرئيس التركي أردوغان على سعي القوات التركية للدخول إلى المنطقة يحمل أهمية كبيرة في السياق ذاته.

وإلى جانب ذلك هناك تيار دبلوماسي هام مُنطلق حول هذه المسألة، إذ اجتمع رئيس الأركان العامة التركي “ياشار غولير” بنظيره الأمريكي، وكان ممثل الرئيس الأمريكي ترمب المختص بالقضية السورية “جيفري” في أنقرة، هذا وقد اجتمع وزير الخارجية الأمريكي “بومبيو”  بأردوغان ووزير الخارجية التركي جاويش أوغلو، وعلى الرغم من أن محور هذا الاجتماع يدور حول مقتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” إلا أنه تم التصريح بتداول المسائل الأخرى أيضاً، وفي هذه النقطة بالتحديد يحب التذكير بأن القوات الأمريكية تبادر بعملية تدريب مشتركة مع القوات التركية من أجل التجهيز لعملية منبج.

ومن جهة أخرى صرّح رئيس الأركان الأمريكي “دونفورد” بأن بلاده ستبدأ عمليات تفتيش وتدقيق في هويات الأشخاص الموجودين في منبج، وهذا التصريح يُعتبر مرحلة من مراحل الخريطة المتأخرة للدخول إلى منبج، كذلك تتعلّق هذه المسألة بتشكيل القوات المحلية التي ستعمل على حماية منبج.

[ads1]

بطبيعة الحال هناك بعض الأسباب الواقعية لهذا التيار الدبلوماسي والتحرّكات في الحدود الجنوبية لتركيا، والأسباب كما يلي:

أعادت أنقرة تركيزها على المناطق التي تقع تحت سيطرة وحدات الحماية الشعبية بعد أن تم إيجاد حلول هامة لمسألة إدلب من خلال الاتفاق مع روسيا في اجتماع سوتشي.

وجّهت أنقرة لواشنطن رسالةً كان مضمونها: “لم نعد نستطيع تحمّل هذا التأخير وضياع الوقت” بسبب تأخر أمريكا في تنفيذ خطوات خريطة الطريق للدخول إلى منبج، وردّت أمريكا على هذه الرسالة بمشروع التدريب المشترك بين القوات التركية والأمريكية.

أدت عودة الراهب الأمريكي برونسون إلى بلاده بعد أن تم اعتقاله في تركيا إلى إزالة بعض المشاكل في إطار العلاقات التركية-الأمريكية، وبدأت الأخيرتان بالتجهيز لمرحلة جديدة في إطار العلاقات الثنائية، وبادرت أنقرة في التذكير بالخطوط الحمراء مع بداية هذه المرحلة الجديدة.

إذاً هل تشكّل مسألة منبج المشكلة الوحيدة في الوقت الحالي؟ أنقرة توضّح أن جميع المناطق التابعة لسيطرة وحدات الحماية الشعبية تشكّل مصدر خطر بالنسبة إلى الأراضي التركية، وبذلك يمكن القول إن الأولوية في هذا السياق ستكون لمناطق العرب التي سيطرت عليها وحدات الحماية الشعبية أثناء انشغال تركيا بمكافحة تنظيم داعش الإرهابي بعد بداية الحرب الداخلية في سوريا، وبناء على ذلك ربّما تبدأ أنقرة بإجراء المفاوضات في خصوص منطقة تل أبيض أيضاً إلى جانب منبج على المدى القريب.

[ads2]