بعد توتر العلاقات الدولية لتركية مع الكثير من الدول ومنها السعودية والإمارات ومصر و اسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى، أثرت العلاقات المتوترة بشكل سلبي على الاقتصاد التركي.
واتجهت تركيا لاحقا نحو اتخاذ سياسة صفر مشاكل مع دول العالم، لتبدأ بعدها المصالحات مع العديد من الدول ومنها الإمارات والسعودية واسرائيل ودول أخرى.
هل ستعود العلاقات بين تركيا والنظام السوري؟
من مصلحة تركيا أن تعيد العلاقات مع النظام السوري ، وذلك لأن القضية السورية تشكل نقطة خلاف مع العديد من الدول التي تريد تركيا أن لا يكون هناك مشاكل معها ومنها روسيا بحسب موقع ” ميدل إيست آي” البريطاني.
حيث سلط موقع ” ميدل إيست آي” البريطاني، في مقال له على المصالحة المحتملة بين نظام بشار الأسد في سوريا والحكومة التركية، وعن الفوائد التي ستحققها الأخيرة من هذا التقارب.
وذكر كاتب المقال، عمر أوزكيزيلجيك، وهو محلل يركز على القضية السورية والسياسة الأمنية في الشرق الأوسط، أنه لا ينبغي توقع أي اختراق دبلوماسي في وقت قريب، حسبما نقل موقع “الجزيرة”.
وأشار إلى أن التصريح المهم الذي أدلى به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي بأن تركيا لا تهدف إلى تغيير النظام، لكنها تركز على محاربة الإرهاب في سوريا.
ومنذ ذلك الحين قال جاويش أوغلو إن أنقرة مستعدة للتحدث مع دمشق دون أي شروط مسبقة. ويرى الكاتب أن هذه التصريحات تخدم هدفين رئيسيين: الاستجابة للضغوط الروسية، ومعالجة الاعتبارات السياسية المحلية.
وتصريحات المعارضة بأن المصالحة مع نظام الأسد ستسهل عودة اللاجئين إلى سوريا، وأن عناد الحكومة التركية هو العقبة الوحيدة، ويبدو أن الناخبين الأتراك يقبلون هذه الحجة.
فكرة المصالحة
يعتقد أولئك الذين يؤيدون فكرة المصالحة مع نظام الأسد في أنقرة أنها ستسهل عودة اللاجئين السوريين وتساعد في القتال ضد المليشيات الكردية، ويأملون في أن تدعم روسيا بصدق هذا التقارب، حيث تركز موسكو على أوكرانيا وتهدف إلى تجنب التعثر في سوريا.
لكن التذكير الأول بالحقائق في سوريا، كما يقول الكاتب، جاء من وزير خارجيتها فيصل مقداد، الذي اتهم تركيا بدعم الإرهاب وطالب بالانسحاب الكامل للقوات التركية من سوريا وإنهاء المساعدات للمعارضة السورية.
وبالنسبة للمراقبين للصراع السوري عن كثب، كانت هذه الملاحظات متوقعة تماماً، فقد سبق أن وصف نظام الأسد تركيا بأنها “أحد الرعاة الرئيسيين للإرهاب”، بسبب دعمها للمعارضة السورية.
وعلق الكاتب بأن التوقعات بين الجمهور التركي والمدافعين عن المصالحة يجب أن تخضع لتدقيق الواقع، الذي يقول إن آفاق المصالحة بين أنقرة ودمشق قاتمة.
وأضاف أنه عندما يتعلق الأمر بعودة اللاجئين السوريين، من المثير للاهتمام أن دعاة المصالحة يبدو أنهم تجاهلوا تجارب لبنان والأردن، وكلاهما قام بتطبيع العلاقات مع دمشق.
فمنذ عام 2019 عاد حوالي 40 ألف سوري فقط من لبنان إلى سوريا، بينما دخل آلاف اللاجئين الآخرين إلى الأردن، وتواجه الحكومة الأردنية الآن مشكلة تهريب المخدرات، حيث أصبحت حكومة الأسد منتجا ضخما للكبتاغون.
تهديد وجودي
وفي تركيا، تبدو فرصة عودة اللاجئين إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام غير مرجحة وسط اشتباكات عسكرية منتظمة قرب الحدود التركية، وفي المقابل تخضع المناطق القريبة من لبنان والأردن بالكامل لسيطرة نظام الأسد.
بالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع النظام إعالة ملايين السوريين الآخرين، وهو يعلم أن وجودهم في البلاد قد يؤدي إلى انتفاضة أخرى، فلماذا يجازف نظام الأسد بمثل هذه المخاطرة؟ ومن وجهة نظر نظام الأسد، تشكل المعارضة السورية تهديداً وجودياً، في حين أن الأكراد هي مشكلة داخلية يمكن حلها من خلال دمج قواتها مع ميليشيات الأسد وإعطاء بعض حقوق الحكم المحلي للأكراد السوريين. بالنسبة للأتراك، تشكل الميليشيات الكردية أولوية قصوى في سوريا؛ وبالنسبة لنظام الأسد فإن الأولوية هي المعارضة السورية المدعومة من تركيا، وفقاً للكاتب.
وأخيراً، الافتراض أن لروسيا مصلحة حقيقية في إيجاد حل سياسي في سوريا وسط حرب أوكرانيا هو تصور خاطئ، حسبما قال الكاتب، وبمعرفة الإستراتيجية الروسية وحملات المعلومات المضللة، من المحتمل أن ترغب موسكو في كسب الوقت ومنع عملية عسكرية تركية سورية أخرى أثناء انشغالها بأوكرانيا.
وختم الكاتب مقاله بأن روسيا تعرف أنها ستواجه كابوساً لوجستياً إذا أحدثت تصعيداً عسكرياً في سوريا، بعد أن أغلقت تركيا مضيق البوسفور والدردنيل ومجالها الجوي أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا، ومن المحتمل أن ترغب موسكو في تعطيل تركيا حتى تنخفض تكاليف الحرب في أوكرانيا، والوثوق بروسيا، التي ادعت مراراً وتكراراً أنها لا تنوي غزو أوكرانيا، سيكون مسعى أحمق.
المصدر: aramme
التعليقات مغلقة.