لماذا يقاس الارتفاع بمستوى سطح البحر ولماذا يتساوى منسوب المياه في كل البحار والمحيطات؟
منسوب البحار هو نقطة ثابتة، وتعتبر المنسوب صفر والذي يتم استخدامه لقياس الارتفاعات، وكذلك يتم استخدام منسوب سطح البحر بكثرة في الخرائط، وأيضًا عند تحديد ارتفاع الطيران.
وبدأ استخدام منسوب سطح البحر كمعيار لقياس الارتفاعات من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ومع ذلك فقد اكتشف العلماء حدوث زيادة بسيطة في منسوب سطح البحر بسبب التغيرات المناخية التي تحدث بمعدل عالي في الآونة الأخيرة، وكذلك لنشاط البراكين المستمر، حيث أن زيادة منسوب البحر تعني خطرًا كبيرًا على الكثير من المناطق الساحلية في العالم.
لذلك يجب تجنب استخدام أنواع الطاقة التي تزيد من قيمة الاحتباس الحراري، وفي هذا الموضوع نتحدث عن مستوى سطح البحر، وماذا يعني الارتفاع عن هذا المستوى؟، وسنتعرف على الأسباب وراء تساوي منسوب سطح البحر في المحيطات والبحار.
مستوي سطح البحر أو متوسط مستوى سطح البحر كما يعرف، هو متوسط سطح واحد أو أكثر من أسطح محيطات الأرض، والتي يمكن من خلالها قياس الارتفاعات، مستوى سطح الأرض هو خط وهمي رأسي، ويمثل الخط نقطة جيوديسية موحدة، تستخدم على سبيل المثال كمخطط رسم بياني في رسم الخرائط الملاحية والبحرية، أو في الطيران.
ومستوى سطح البحر القياسي يقاس فيه الضغط الجوي لمعايرة الارتفاع، وذلك لتحديد مستويات طيران الطائرات، والمعيار المتوسط والمستوى النسبي لمستوى سطح البحر هو نقطة الوسط بين متوسط منخفض ومتوسط ارتفاع المد في موقع معين. ويمكن أن تتأثر مستويات سطح البحر بعوامل كثيرة، ومن المعروف أنها قد اختلفت كثيرًا على نطاقات زمنية جيولوجية، ويمكن للقياس الدقيق للتغيرات في مستوى سطح البحر أن يقدم نظرة ثاقبة للتغير المناخي المستمر.
منسوب البحار أو مستوي سطح البحر يتغير من عام إلى آخر، حيث تحدث زيادة في مستوى سطح البحر من عام لآخر كما كشف بعض الباحثون وعلماء المساحة فما هي الأسباب وراء تغير منسوب سطح البحر؟
السبب الأول، هو التغير المناخي وما يحدث بسبب الاحتباس الحراري، إذ يؤدي ذلك لذوبانِ المياه الموجودة في القطبين الشمالي والجنوبي، وبالتالي تحدث زيادة في مستوى سطح البحر.
والسبب الثاني، هو البراكين والتغير الذي تحدثه تحت المياه، حيث تكون هذه البراكين جبالاً تحت هذه المياه، وتتسبب أيضًا في انهيار الجبال الموجودة على السواحل وغرق الجزر في مياه المحيطات والبحار، وبالتالي يحدث زيادة ملحوظة في مستوى سطح البحر.
ويجب أن نذكر كذلك أن مستوى البحار ارتفع حوالي 400 قدم(120 متر)، وذلك من آخر العصور الجليدية، وتتزايد هذه القيمة من عام لآخر في السنوات الأخيرة بمعدلات بسيطة من 3 إلى 4 مللي.
يعتبر منسوب البحار أو متوسط منسوب سطح البحر أهم مرجع لقياس الارتفاع، وتم اتخاذ متوسط مستوى سطح البحر كمقياس ومعايِر لقياس ارتفاع تضاريس الأرض، إذ يمثل مستوى سطح البحر الارتفاع صفر.
وتم استخدام منسوب البحار المتوسط من القرن الثامن عشر لقياس ارتفاعات دولة كاملة، وعلى الرغم من الفرقِ الذي يظهر في المد والجزر في بعض البلاد، والذي يتمثل في عدة أمتار، إلا أنه عن طريق الاستعانة ببعض القياسات يتم تعيين متوسط منسوب البحار المستخدم لقياس الارتفاع.
الارتفاع عن سطح البحر هو قيمة الارتفاع الذي يصل إليها التضاريس وغيرها من التكوينات الأرضية، وذلك قياسًا بمستوى ثابت وهو سطح البحر، والارتفاعات على الأرض من الممكن أن تأخذ قيم موجبة أو سالبة، إذ يوجد بعض المناسيب الأرضية التي تقع تحت منسوب الماء، وذلك يرجع للتناقضِ الموجود بين المحيطات ومساحات اليابسة.
يعتبر ارتفاع منسوب البحار مشكلة كبيرة على الكرة الأرضية، لأن ذلك يهدد العديد من المناطق البحرية بالغرق.
وكما ذكرنا أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى ذوبان الجليد الموجود على الكوكب نتيجة الاحتباس الحراري، وقياسات منسوب البحار تؤكد زيادة في المنسوب تصل إلى 2 مليمتر سنويًا.
وكان معدل زيادة ارتفاع منسوب البحار في السنوات بين 1993 و2003 قد وصل إلى 3.1 مليمتر في السنة، وترجع هذه الزيادات بسبب بعض الأنشطة البشرية التي تساهم في زيادة خطورة الاحتباس الحراري وذوبان الجليد.
ومن المتوقع أن تحدث زيادة في متوسط منسوب سطح البحر في القرن المقبل تساوى 1.3 متر، ويمكن لهذه القيمة أن تقل إذا تحكم البشر في استخدام الطاقة واعتمدوا على مصادر طاقة نظيفة.
منسوب المياه في البحار والمحيطات تقريبًا متساوٍ، وعلى الرغم مما اكتشف العلماء من حدوث زيادة بنسب معينة في مستوى سطح البحر، إلا أن مستوى سطح البحر يكاد يكون متساوٍ، فما هي الأسباب وراء ذلك؟
يرجع تساوي منسوب البحار في كل البحار والمحيطات إلى أن معظم المسطحات المائية الموجودة على كوكب الأرض متصلة ببعضها فحدوث أي زيادة أو نقص يؤثر على جميع المسطحات المائية، ولأن منسوب البحر هو المنسوب صفر، ويستخدم لقياس الارتفاع عالميًا، فتقريبًا المنسوب ثابت في البحار والمحيطات وذلك عند ثبات حركة الماء.
وهي حركة الماء المستمرة على وأسفل وأعلى سطح الأرض، فكمية الماء على سطح كوكب الأرض تبقى ثابتة مع مرور الوقت، الماء الموجود يتساقط من الأمطار على عدة أشكال كالثلج والضباب، والشمس هي المحرك الرئيسي لهذه العملية.
وبعد أن تتبخر المياه في المحيطات والبحار تتكون السحب، ومن ثم مع هبوط الأمطار تعود المياه مرة أخرى للمحيطات والمسطحات المائية ويبقي منسوب البحار في نفس المستوي تقريبًا.