فقدت وارتفع ثمنها! البنك المركزي السوري يقرر حرمان السوريين من المشروب الشعبي المتة – مصدر الخبر طيف بوست
كشفت مصادر محلية تفاصيل جديدة حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ارتفاع أسعار مادة المتة وقلة تواجدها في الأسواق السورية في الآونة الأخيرة، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه سعر صرف الليرة السورية انخفاضاً متواصلاً مقابل الدولار وبقية العملات الأجنبية.
وأشارت المصادر إلى أن البنك المركزي التابع للنظـ.ـام السوري هو المسؤول الأول عن ارتفاع سعر المتة في الأسواق السورية وقلة تواجدها مؤخراً، وذلك لعدة عوامل.
وأوضحت المصادر في حديث خاص لموقع “طيف بوست” أن مصرف سوريا المركزي يريد أن يضع يده على جزء من العوائد المتعلقة باستيراد مادة المتة التي تعتبر المشروب الشعبي الأول لدى السوريين.
ونوهت ذات المصادر أن البنك المركزي يعاني من شح كبير في توفر القطع الأجنبي لديه، لذلك يحاول بشتى الوسائل الحصول على الدولار الأمريكي، سواءً عبر الحملات على المحال التجارية ومصادرة أموالهم بحجة التعامل بغير الليرة السورية، أو من خلال وضع يده على جزء من عوائد بيع المستوردات، لاسيما تلك التي تباع بسرعة ويطلبها السوريون بكثرة مثل المتة.
كما أشارت المصادر إلى أن الصعوبات التي يفرضها البنك المركزي على الشركات والتجار ورجال الأعمال السوريين الذي يرغبون في استيراد مادة “المتة” تجعل المستوردين يعرضون عن استيرادها على اعتبار أنهم لن يجنوا الأرباح المتوقعة والمنتظرة من استيراد هذه المادة.
ولفتت إلى أن الإجراءات المعقدة التي يفرضها مصرف سوريا المركزي لاستيراد مادة “المتة” ورغبته بالحصول على جزء من الأرباح جعل الكثير من رجال الأعمال والتجار يبتعدون عن استيراد هذه المادة بالتحديد والتوجه نحو استيراد مواد أخرى تحقق لهم أرباح أكبر ولا يتدخل البنك المركزي في بيعها واستيرادها.
وفي ذات السياق، أكد محللون وخبراء في مجال الاقتصاد أن البنك المركزي يعتبر المسؤول الأول عن ارتفاع كافة الأسعار في الأسواق السورية مؤخراً وليس فقط ارتفاع سعر المتة وانقطاعها.
وأرجع المحللون ذلك إلى استمرار مصرف سوريا المركزي في سياسته التي يحصر فيها الاستيراد بفئة محددة من التجار ورجال الأعمال، وهو الأمر الذي يساهم في احتـ.ـكار المواد ورفع سعرها من قبل التجار الذين يستوردون السلع من الخارج.
كما لفت المحللون إلى أن ارتفاع سعر المتة في الأسواق السورية له أسباب أخرى أيضاً تتعلق بارتفاع أجور الشحن عالمياً، مشيرين أن شركات الشحن بدأت مؤخراً تطلب مبالغ كبيرة لشحت السلع والبضائع إلى سوريا، وذلك بسبب ارتفاع أسعار التأمين على البواخر بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية.
تجدر الإشارة إلى أن سعر نصف كيلو المتة يباع حالياً لدى بعض المحال التجارية في أسواق العاصمة السورية دمشق بنحو 18 ألف ليرة سورية.
ويأتي ما سبق في الوقت الذي وصل فيه سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات قياسية جديدة أمام الدولار الأمريكي في بعض الأسواق في البلاد اليوم صباحاً، حيث سجل أرقاماً عند حدود الـ 5500 ليرة سورية في المنطقة الشرقية وحوالي 5400 في إدلب ونحو 5300 في أسواق دمشق.
المصدر: طيف بوست