في دولة عربية.. اكتشاف أكبر كنوز العالم يضم 212 سبيكة ذهبية واساور واحجار كريمة وتماثيل
تعتبر الدول العربية أكثر الدول غناً بالثروات والكنوز ولعل من أبرز تلك الكنوز الدفائن والذهب التي خلفتها الحضارات المتعاقبة على هذه البلاد منذ ألاف السنين.
فعلى بعد حوالى 23 كيلومترا جنوب مدينة باريس التابعة لمحافظة الوادى الجديد، وتحديدا فى قرية دوش الأثرية وهو الاسم المحرف من كوش نسبة للإله كوش منذ حقبة العصر الرومانى.
حيث يقع أحد أهم المعابد الأثرية الذى كان على مدار قرون من الزمن يطوى تحت جدرانه أحد أغلى كنوز العالم والذى تم العثور عليه منذ حوالى 34 عام وتحديدا فى عام 1989م وتم عرضه لأول مرة للجمهور فى عام 2005م وابهر كل من شاهده نظراً لاحتوائه على كمية كبيرة من الذهب والأحجار الكريمة والتماثيل التى ترجع إلى العصر اليونانى الرومانى.
وترجع قصة اكتشاف هذا الكنز الفريد فى معبد دوش وهو من أهم الأماكن الأثرية الموجودة فى المحافظة، وهو مبنى من الحجر الجيرى ويحيط به سور مبنى بالطوب اللبن.
وتم بناؤه فى عهد الأباطرة دوميتيان، وهادريان، وتراجان، وجنوب مدينة الخارجة ويبعد عنها حوالى 113 كم وعن مدينة باريس 23 كم داخل الصحراء ويقع فى ملتقى درب الأربعين المؤدى إلى السودان ودرب إسنا الذى يربط مركز باريس بمنطقة إسنا وقد بنى هذا المعبد عام 117 م وعلى جدرانه نقوش وكتابات تحكى تاريخ تلك الحقبة الزمنية.
ويضم المعبد مبنى من الحجر الرملى، والحصن والسور والمبانى الإضافية والملحقة حولها مبنية من الطوب اللبن، والمعبد مخصص لـ”الثالوث العام” (أوزيريس – حورس – إيزيس)، ولكن فى هيئاتهم وصفاتهم الرومانية المعروفة بـ(سرابيس – حربوقراطيس – إيزيس)، ويقع على محور واحد.
يمتد من الشمال إلى الجنوب، وأقدم أجزائه المعروف بـ”قدس الأقداس” بُنى فى عهد الإمبراطور الرومانى “دومتيان”، ونقش الإمبراطور “هادريان” النقوش الخاصة بجدران المعبد، وكذلك الصالات من الداخل والخارج.
كما يحتوى المعبد على مناظر المعبودات المصرية التى تبرز تقديم الإمبراطور القرابين المختلفة لأرباب المعبد، كنوع من التقرب للمعبودات المصرية، وإرضاءً للكهنة وأهالى الواحات ومصر كلها، وكذلك للتقرب بين المعبودات ومعبوداتهم الخاصة فى بلادهم.
ويشبه فى تخطيطه وعمارته المعابد التى كانت تبنى فى مصر القديمة، من حيث وجود “بوابات” ثم “الصالات” التى تضم أعمدة على 3 صفوف تقود إلى “قدس الأقداس”، ويوجد فى نهاية الصالات سلم للصعود إلى الطابق الأعلى.
ويوجد على البوابة الرئيسية الأولى للمعبد النص التأسيسى من عصر الإمبراطور “تراجان”، والمذكور به اسم حاكم المنطقة وقتها، ووقت التشييد، دلالة على سيطرة الرومان على المنطقة قديمًا، حيث كانت منطقة الواحات عبارة عن حاميات تابعة للإمبراطورية الرومانية.
ويقع المعبد بجانب منطقة “عين مناور”، وبها معبد مخصص للمعبود “أمون رع” وثالوثه، مؤكدًا أهمية المنطقة، نظرًا لوجود “المناور”، العنصر المهم ومصدر المياه والرى للزراعة قديمًا.
ذو الشأن الأكبر عند الرومان، وأحد أبرز أنشطتهم فى الصحراء والواحات، وتم اكتشاف “كنز دوش” بها، وتم نقله إلى المتحف المصرى، وهو عبارة عن إكليل وأساور وقلادة ذهبية، حيث وجده عمال البعثة داخل إحدى الغرف بالحصن فى إناء فخارى.
ويتكون الكنز من 212 سبيكة ذهبية قام المرممون المصريون الذين عملوا على ترميم الكنز بتجميعها فى قلادتين إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة، ولوحتين من الفضة نقشت على إحداهما صورة الملكة “واجت” وهى تضع تاج مصر العليا وعلى الثانية صورة الملكة نفسها وهى تضع تاج مصر السفلى.
وتاج ذهبى من صفائح على شكل اوراق العنب تتوسطها سبيكة ذهبية تحمل تمثالا سرابيس داخل واجهة معبد صغير. وقد زينت الجهة اليمنى من التاج بشريط من ثمانى ورقات عنب تنتهى بازهار الخشخاش وفى الجهة اليسرى تسع ورقات عنب تنتهى بسلك ملفوف فى نهايته 11 حبة أسطوانية تمثل ازهار الخشخاش رمز الخصب، والطوق الحامل لكل هذه الأشياء على شكل ثعبان.
كما عثر على قلادة يجمعها سلك من الذهب على شكل ثعبان ويبلغ وزنها 493 غراما، ويضم الكنز أيضا سوارين تزينهما أوراق الشجر الذهبية يبرز فى الأول فص من العقيق البرتقالى المصقول وفى الثانى فص زجاجى أخضر، ويرجح الأثريون أن صاحبة السوارين قد تكون امرأة بدينة أو أن هذا النوع من الأساور كان يستخدم لتزيين أعلى الذراعين.
كما يضم الكنز أيضا رأس صقر من الذهب عيناه من حجر الابسيديان إضافة إلى عدد من التيجان الخاصة بالملكة وسلاسل ذهبية بها حليات للصدر وعدد من الخواتم والعقود والخلاخيل والأساور بأشكال مختلفة ومازالت حتى الآن وبعد آلاف السنين يقلدها ويستوحى منها عدد من المصممين للحلى وترتديها النساء فى عصرنا الحاضر.