ضباط أمريكيون يضللون قيادتهم بتقارير مغايرة للواقع السوري

ضباط أمريكيون يضللون قيادتهم بتقارير مغايرة للواقع السوري

رأى باحث في الشؤون التركية والروسية إن مستشارين وضباطاً أمريكيين يضللون قيادتهم بتقارير مغايرة للواقع السوري، وهو ما ينعكس بتصريحات متضاربة بين هرم السلطة في واشنطن التي بدورها باتت كأنها تضلل حليفتها أنقرة.

جاء ذلك خلال حديث للباحث “باسل الحاج جاسم”، لصحيفة القدس العربي، تعليقًا على التطورات الأخيرة في الساحة السورية في ظل الإعلان عن إمكانية إنشاء منطقة آمنة على الحدود التركية السورية، وملف مدينة منبج السورية.

[ads1]

ويرى الحاج جاسم أنه من المبكر الحديث عن تفاهمات تركية أمريكية حول شرق سوريا وأيضا منبج، مشيرًا إلى أن خارطة طريق منبج مضى عليها أكثر من نصف عام دونما تقدم واضح.

وأضاف أن “مستشارين وضباطاً أمريكيين يضللون قيادتهم بتقارير مغايرة للواقع و هو ما ينعكس بتصريحات متضاربة بين هرم السلطة في واشنطن التي بدورها باتت كأنها تضلل حليفتها أنقرة”.

ورأى الحاج جاسم أن ترحيب أنقرة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الانسحاب من سوريا، وكذلك بطرحه اقامة منطقة آمنة قد يكون في سياق محاولة أنقرة احتواء التوتر الأخير المستمر مع واشنطن على خلفية دعمها الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني (PKK) المصنف على قوائم الإرهاب في الناتو و دول أخرى.

وكذلك الملاحظ أيضاً، حسب ما قاله غياب التصعيد الإعلامي والخطاب السياسي الحاد ضد واشنطن مثل ما حدث في أزمة القس الأمريكي، لكن دوماً الشيطان يكمن في التفاصيل ولا بد من انتظار بعض الوقت لتتضح الصورة أكثر عن كيفية ومدة الانسحاب الأمريكي من سوريا، ومن سيملأ الفراغ و كذلك طبيعة المنطقة الامنة المقترحة،

ويمكن النظر إلى زيارة السيناتور الأمريكي الجمهوري ليندسي غراهام والمعروف بقربه من ترامب إلى تركيا وتصريحاته عقب لقاء القيادة التركية بان حزب الاتحاد الديمقراطي و تفرعاته هي ذراع لحزب العمال الكردستاني الإرهابي، قد تكون في سياق إيجابي لصالح تركيا، حسب الحاج جاسم.

أما فيما يخص التفاهم التركي الروسي، فيستبعد أي تغيرات قد تطرأ على التفاهمات بين الجانبين كونها في أعلى مستوياتها، وفي هذا الاطار قال جاسم إن أنقرة نجحت في امتحان علاقتها مع موسكو في الملف السوري وذلك في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون.

[ads5]

فيما لا يزال امتحان علاقتها في سوريا بحليفتها واشنطن رهن كثير من الملفات وقد لا تكون منبج آخرها، ويبقى القول إنه من المفيد لتركيا بحث قضية المنطقة الامنة مع روسيا أكثر منه مع أمريكا.

في السياق قال مراقبون عسكريون إن الملفات الحساسة شمال شرقي سوريا، وعلى رأسها ملف مدينة منبج في ريف حلب، يجب أن يخضع لتوافقات يتم تمريرها عبر طاولة الحوار بين الأمريكيين والأتراك، أما في حال فشل التوصل لصيغة تفاهم مقبولة للجانبين حيال مستقبل المدينة، فلن يكون هنالك أي عملية عسكرية تركية ضد الوحدات الكردية.

المحلل العسكري المعارض، العميد أحمد رحال، اعرب عن قناعته التامة بتقويض أي تحرك لتركيا تجاه منبج طالما القوات الأمريكية تتمركز فيها.

وأضاف رحال: “من هنا نستخلص بأن العملية ستكون نتاج توافقات ثنائية، وصولاً إلى التفاهمات التركية الروسية على الجانب الآخر، والتي أشارت أنقرة من خلالها لرفضها دخول أي قوات للنظام السوري إلى داخل مدينة منبج”.

مشاركة الخبر