في محاولة لتعزيز الوعي البيئي وتعزيز الحفاظ على فقمة البحر الأبيض المتوسط والنظم البيئية البحرية، تم إطلاق “مشروع مراقبة فقمة الراهب المتوسطي والتوعية به” مؤخرًا في الوجهة السياحية الصاخبة موغلا في تركيا. يسعى هذا المشروع الطموح إلى تثقيف طلاب المدارس الابتدائية والثانوية، وكذلك الأطفال المقيمين في الفنادق، حول أهمية حماية فقمة البحر الأبيض المتوسط، ومروج الأعشاب البحرية، والنظام البيئي البحري الأوسع.
المشروع، الذي تم تصوره في البداية في فبراير وهو الآن في مرحلة التنفيذ، هو جزء من برنامج “TUI Sea the Change”، وهو تعاون بين جمعية الحفاظ على البحر الأبيض المتوسط ومؤسسة TUI Care. ومن خلال اتباع نهج شامل، يهدف البرنامج إلى الوصول إلى إجمالي 600 طالب في ثلاث مدارس ابتدائية وثلاث مدارس ثانوية تقع في منطقة أورتاجا في موغلا. وسيخضع هؤلاء الطلاب لتدريب توعوي باستخدام أدوات جذابة مثل بطاقات الألعاب والأنشطة الفنية وأفلام الرسوم المتحركة. ويتضمن المشروع أيضًا دراسات ميدانية لتوفير تجارب عملية للأطفال.
ومن الجدير بالذكر أن المشروع يوسع نطاق وصوله إلى الأطفال المقيمين في الفنادق في جميع أنحاء موغلا، مما يسمح لهم بالوصول إلى هذا التدريب الأساسي، وتعزيز فهم أوسع لفقمة الراهب في البحر الأبيض المتوسط والحفاظ على النظام البيئي البحري.
الهدف الأساسي للمشروع هو جمع بيانات مهمة بشأن فقمة البحر الأبيض المتوسط ومروج الأعشاب البحرية من خلال دراسات الرصد، ومن المتوقع الانتهاء منه في أوائل عام 2025.
وشدد إزجي صيدام، منسق برنامج فقمة الراهب المتوسطي وعالم الأحياء البحرية التابع لجمعية الحفاظ على البحر الأبيض المتوسط، على أهمية المشروع، مشيرًا إلى أنه لا يوجد سوى حوالي 800 فقمة راهب متوسطي في جميع أنحاء العالم، مما يجعل بقاءهم على قيد الحياة غير مؤكد بشكل خطير. وتعد تركيا موطنًا لحوالي 100 من هؤلاء الأفراد، مما يزيد من الدور الحاسم الذي تلعبه البلاد في الحفاظ على هذه الحيوانات.
وشدد صيدم على أهمية فقمة البحر الأبيض المتوسط كمؤشر على صحة النظام البيئي البحري والحاجة إلى مواصلة جهود الحفاظ عليها. ويهدف المشروع إلى اكتساب فهم أعمق لاستخدام الفقمات للكهوف وتحديد الأفراد الذين يسكنون هذه المساحات. علاوة على ذلك، فهو يتضمن أنشطة توعية للتخفيف من الضغوط البشرية، التي تشكل تهديدًا كبيرًا للأنواع.
وفي حديثه عن الجانب التعليمي للمشروع، أوضح صيدم: “نحن نخطط لتقديم عروض تقديمية إعلامية ولعب ألعاب الورق في المدارس المحلية حتى يتمكن الأطفال من قضاء وقت ممتع والتعلم. لقد قمنا أيضًا بإعداد رسوم متحركة جميلة جدًا ونهدف إلى الوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص من خلال عرضها في كل من الفنادق والمدارس. سنذهب إلى الفنادق ونمارس الرياضات المائية والغوص والمزيد، بهدف الاجتماع مع الأقسام وتقديم معلومات حول فقمة الراهب في البحر الأبيض المتوسط ومدى حساسية هذه الأنواع للضغط البشري. سنشرح لهم ما هي السلوكيات التي لا ينبغي عليهم الانخراط فيها”.
وسيؤكد المشروع أيضًا على الدور الحاسم لمروج الأعشاب البحرية، بالإضافة إلى فقمة البحر الأبيض المتوسط. وستشمل الجهود التعليمية زيارات للمدارس الابتدائية والثانوية، حيث سيتم إجراء أنشطة التوعية القائمة على التعليم حول الفقمات وموائلها والنظام البيئي للبحر الأبيض المتوسط ومروج الأعشاب البحرية. يستخدم البرنامج أدوات تعتمد على الألعاب ويهدف إلى رفع مستوى الوعي العام مع تعزيز احترام الحياة البحرية والموائل.
وتمتد هذه المبادرة إلى ما هو أبعد من التعليم، حيث أبرمت اتفاقية حسن النية مع القوارب السياحية في المنطقة لتعزيز حماية فقمة الراهب في البحر الأبيض المتوسط. يمثل المشروع خطوة مهمة نحو تثقيف جيل الشباب والمجتمع الأوسع حول أهمية الحفاظ على النظم البيئية البحرية وسكانها.
التعليقات مغلقة.