المملكة العربية السعودية والبنك الدولي يبحثان مجالات التعاون

الرياض: شدد الخبراء في مبادرة مستقبل الاستثمار التي بدأت في الرياض يوم الثلاثاء على ضرورة اعتماد نهج جديد للحوكمة العالمية والتنمية الاقتصادية لأنهم يعتقدون أن النظام التقليدي لم يعد يعمل. توافد قادة من عالم المال والاستثمار إلى العاصمة السعودية لاستعراض التحديات والفرص في بيئة عالمية سريعة التطور. ويعد هذا الحدث، الذي يقام تحت شعار “البوصلة الجديدة”، برنامجًا تفاعليًا مصممًا لمساعدة المستثمرين في إعادة ضبط وسائل جديدة لشركاتهم وللاقتصاد العالمي. وقال ريتشارد أتياس، الرئيس التنفيذي لمعهد مستقبل الاستثمار، في بيان شرح فيه موضوع المؤتمر: “كرمز للتوجيه والتوجيه، تمثل البوصلة الترابط بين جميع الاتجاهات”. شهد اليوم الأول عدة جلسات وحلقات نقاش ركزت على تسخير البيانات الضخمة والتحليلات المتقدمة، واستخدام ذكاء الطاقة المعتمد على الذكاء الاصطناعي في تحسين استهلاك الطاقة وطرق تعزيز كفاءة الطاقة بشكل عام. من المقرر أن تلعب الكهرباء دورًا محوريًا في السعي العالمي لإزالة الكربون، مما يوفر طريقًا نحو مستقبل طاقة أنظف وأكثر استدامة. ومع ذلك، فإن هذا التحول لا يخلو من التحديات، حيث أن دمج مصادر الطاقة المتجددة، والحفاظ على استقرار الشبكة، وضمان الوصول الموثوق للمستهلكين، وخاصة في سياق السيارات الكهربائية، تظل عقبات رئيسية يجب التغلب عليها. ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن ترتفع حصة الكهرباء في إجمالي استهلاك الطاقة النهائي من 20 في المائة في عام 2022 إلى أكثر من 27 في المائة في عام 2030 في إطار سيناريو صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050. ويؤكد هذا التحول على الأهمية المتزايدة للكهربة في مشهد الطاقة العالمي. تشرع المملكة العربية السعودية، وهي منتج ومصدر رئيسي للطاقة، في رحلة تحويلية طموحة تشمل استثمارات كبيرة في البنية التحتية للشبكات والطاقة المتجددة وإنتاج السيارات الكهربائية. ولا تؤدي هذه الجهود إلى تحويل قطاع الطاقة في المملكة فحسب، بل تمتلك أيضًا القدرة على تقديم مساهمات كبيرة في الجهود العالمية لإزالة الكربون. واتفق المتحدثون في اليوم الأول على أن قطاع الطاقة يمر بتحول عميق، مدفوعًا بالحاجة الملحة لمكافحة تغير المناخ وتقليل بصمتنا البيئية. ويعتقد الخبراء أيضًا أن الذكاء الاصطناعي قد ظهر كأداة واعدة لتسهيل هذا التحول. وقالوا إن ذكاء الطاقة المدعوم بالذكاء الاصطناعي هو نهج متطور يستفيد من الإمكانات الهائلة للبيانات الضخمة والتحليلات المتقدمة لإعادة تشكيل كيفية توليد الطاقة وتوزيعها واستهلاكها. وفي حالة المملكة العربية السعودية، فقد تبنت نموذجًا لا يتناسب مع احتياجات المستهلك فحسب، بل أيضًا احتياجات المزودين. واليوم، تمتلك المملكة أرخص توليد للطاقة بسعر دولار واحد لكل كيلووات. وقد نشرت المملكة بالفعل أكثر من 1.4 جيجاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتخطط لإضافة 20 جيجاوات أخرى بحلول عام 2030. موارد الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية هائلة، مع إمكانات تقدر بأكثر من 100 جيجاوات من الطاقة الشمسية و 60 جيجاوات من طاقة الرياح. وتستكشف المملكة أيضًا تقنيات أخرى للطاقة المتجددة، مثل الطاقة الحرارية الأرضية والكتلة الحيوية. وركز العديد من الخبراء على أسواق الطاقة وذكاء الطاقة المعتمد على الذكاء الاصطناعي والذي يعد في طليعة تحول قطاع الطاقة، وتحسين الاستهلاك، والتنبؤ بأنماط الطلب، وتعزيز كفاءة الطاقة في ظل الشؤون العالمية والإقليمية الحالية. إن دمج الذكاء الاصطناعي في تحليلات بيانات الطاقة يمكّن من اتخاذ قرارات مستنيرة ويساعد أصحاب المصلحة في صياغة سياسات الطاقة القائمة على الأدلة والتي تتماشى مع أهداف الاستدامة والمناخ. على الرغم من التقدم الكبير الذي حققته المملكة العربية السعودية، حدد الخبراء بعض التحديات التي يجب معالجتها من أجل دمج الطاقة المتجددة بشكل كامل في الشبكة وضمان الانتقال السلس إلى اقتصاد منخفض الكربون. وقالوا إن هناك حاجة لتطوير طرق أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة لتخزين الطاقة المتجددة. وقال الخبراء إن التحدي الآخر هو الحاجة إلى تطوير تقنيات جديدة لإدارة الشبكة لدمج الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية في الشبكة بطريقة موثوقة وفعالة.

مشاركة الخبر