واشنطن – قبل 3 سنوات، فوجئ العديد من الأميركيين المسلمين بصورة للمرشح الرئاسي الديمقراطي آنذاك جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، مصحوبة بالآية القرآنية “إن مع العسر يسرا” مصحوبة بآية قرآنية: “إن مع العسر يسرا” الترجمة الإنجليزية، وتتصدر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي مثل منصة X والفيسبوك. وتأتي هذه الخطوة في إطار مغازلة بايدن للناخبين المسلمين قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات التي أجريت في 3 نوفمبر 2020، والتي فاز بها بفارق ضئيل أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب. ومثلت مغازلة بايدن هدفا مشروعا لاقى ترحيبا من الناخبين المسلمين بسبب سياسات إدارة ترامب التمييزية ضد المهاجرين والمسافرين من عدة دول إسلامية، بالإضافة إلى تبنيه لصفقة القرن، التي اعترف بموجبها بسيادة إسرائيل على مدينة القدس واعتبرتها عاصمتها الدائمة والموحدة، ولم تهتم بأي حقوق للشعب الفلسطيني. مفاجأة صادمة: منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، ومقتل أكثر من 8000 مدني بريء وإصابة أكثر من 30 ألفاً آخرين، بالإضافة إلى الحصار الخانق للقطاع، يرفض بايدن دعوة إسرائيل لوقف إطلاق النار، وتصنف ما تقوم به في إطار حقها في الدفاع عن النفس. وجاء موقف بايدن بمثابة مفاجأة صادمة للمسلمين والعرب الأميركيين. ويقارن المسلمون الأميركيون موقف بايدن الداعم الكامل لإسرائيل بموقف الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول. وكان بوش قد زار المسجد الكبير في واشنطن بعد 6 أيام فقط من الهجمات التي أودت بحياة 3000 أميركي، وقال من داخل المسجد ومحاطا بزعماء المسلمين الأميركيين: “يجب أن نتحدث علناً ضد التعصب ضد المسلمين في أعقاب الهجمات الإرهابية، و وأن وجه الإرهاب ليس هو الوجه الحقيقي للإسلام”. الإسلام دين السلام”. في المقابل، التقى بايدن في البيت الأبيض مع 5 زعماء مسلمين أميركيين الأسبوع الماضي دون التقاط أي صور معهم أو بث الحدث عبر التلفزيون، على غرار ما حدث مع زعماء يهود أميركيين. النائبة الديمقراطية براميلا جايابال وحذر النائب، من ولاية واشنطن، الرئيس بايدن من مغبة خسارة أصوات الناخبين المسلمين، وقال في مقابلة مع برنامج “ميت برس” الأحد الماضي، إن “رد الرئيس بايدن على حرب إسرائيل ضد حماس قد يكلفه أصوات مسلمو أمريكا.” وعندما سئل عما إذا كان موقف بايدن من الصراع قد يضعف فرصه في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، أجاب جايابال: “لقد كنت أحد أكبر مؤيدي الرئيس. كنت فخوراً بكوني شريكاً لأنه كان شجاعاً وقوياً على الجبهة الداخلية. يجب على بايدن أن يتحلى بالشجاعة.” “وبالمثل في هذه القضية حتى نحافظ على الوحدة داخل بلادنا.” وأضافت: “أعتقد أنه سيواجه تحديًا لشرح قضية بهذه الأهمية الأخلاقية للشعب الأمريكي، الذي لديه اهتمام كبير للغاية”. رأي مختلف عن موقف الرئيس وحتى موقف أغلبية الكونجرس فيما يتعلق بإسرائيل وغزة.” وذكر النائب الذي يصنف على أنه تقدمي داخل الحزب الديمقراطي أن الأمريكيين يؤيدون حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن وجودها. لكنهم لا يؤيدون جريمة حرب تحل محلها جريمة حرب أخرى، وأعتقد أن على الرئيس بايدن الحذر من ذلك.وتحدثت الجزيرة نت مع عدد من الناخبين العرب الذين أجمعوا على عدم التصويت في انتخابات 2024 الانتخابات لبايدن، أبدى نصفهم عزمهم التصويت للمرشح الجمهوري، فيما كشف الباقون عن نيتهم عدم التصويت لبايدن وإبطال أصواتهم بدلا من التصويت للمرشح الجمهوري. نائب ديمقراطي يحذر بايدن من مغبة خسارة أصوات الناخبين المسلمين (فرنسي) فقدان الثقة. وقال علي الجوهر، ناخب أمريكي من أصل مصري -للجزيرة نت- “أنا عن نفسي قررت عدم التصويت لبايدن، وسأفسد صوتي، وبالتأكيد لن أصوت لترامب”. وقال الناخب محمد البكري: “علينا كعرب ومسلمين أن ننظر في كيفية التصويت في هذا الظرف”. صعب. كثير من الأشخاص الذين أعرفهم لن يصوتوا للديمقراطيين في الفترات المقبلة”. وأكد ناخب مسلم آخر من فرجينيا: “الأمر المؤكد هو أن بايدن فقد شعبيته الكبيرة بين المسلمين والعرب في الأسابيع الأخيرة. يبدو أنه يتعين علينا الاختيار بين مرشحين شريرين. وليس من الصعب التأكيد على أن فوز بايدن في انتخابات 2020 لم يكن ليتحقق لولا أصوات الناخبين المسلمين في عدة ولايات. ولا يُعرف على وجه اليقين عدد المسلمين في الولايات المتحدة، ولا من منهم له حق التصويت. وتحظر القوانين الأمريكية جمع معلومات الانتماء الديني في إحصاءها العام الرسمي، لكن تقديرات الخبراء تشير إلى أن نسبة المسلمين تتراوح بين 1% و2% من إجمالي سكان الولايات المتحدة، الذين يبلغ عددهم 335 مليون نسمة، أي ما يقدر بنحو 3.3%. مليون و6.6 مليون نسمة. وينتشر المسلمون في جميع الولايات الأمريكية. يشار إلى أن دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث قدرت أن 13% فقط من المسلمين يعتبرون أنفسهم جمهوريين، بينما يرى 20% منهم أنفسهم مستقلين، و66% من المسلمين الأميركيين يعتبرون أنفسهم ديمقراطيين. أصوات مهمة، وذلك بحسب تحليل أجرته مؤسسة إيمدج (Emgage)، وهي مجموعة مدنية إسلامية أمريكية. أدلى ما يقرب من 1.1 مليون ناخب مسلم بأصواتهم في انتخابات عام 2020، وقد خرجوا بأعداد كبيرة بما يكفي لتغيير السباق الرئاسي في الولايات الحاسمة الرئيسية مثل جورجيا وبنسلفانيا وأريزونا وويسكونسن. وأظهر استطلاع حديث أجرته شركة استطلاع الرأي أن الديمقراطي غرينبرغ كوينلان روزنر استطلعت أبحاثه في أواخر سبتمبر/أيلول 2019 آراء 3000 ناخب، أن بايدن وترامب كانا متقاربين بنسبة 50% لكل منهما في 3 ولايات فاز بها بايدن في عام 2020، وهي ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن. ومن ثم فإن بايدن سيواجه انتخابات أكثر صعوبة عما كان عليه الحال في عام 2020. وكان بايدن قد فاز بولاية ويسكونسن بفارق 0.63%، أي 21 ألف صوت، على ولاية جورجيا بفارق 0.24%، أي 12 ألف صوت. وولاية بنسلفانيا بفارق 1.16% أي 80 ألف صوت، وولاية أريزونا. بفارق 0.31% أي 10.000 صوت. وبحسب التحليل نفسه، فقد ذهب 71% من الناخبين المسلمين المسجلين في الولايات المتحدة إلى صناديق الاقتراع، وهي نسبة أعلى بأربع نقاط من مستوى الإقبال على المستوى الوطني. وبحسب الدراسة، فقد صوت أكثر من 61 ألف ناخب مسلم في ولاية جورجيا، كما صوت أكثر من 125 ألف ناخب مسلم في ولاية بنسلفانيا. ومن المتوقع أن تكون انتخابات 2024 متقاربة بغض النظر عن هوية المرشحين، وإذا لم يتمكن بايدن من الاستجابة لمخاوف الناخبين المسلمين، فإن مرشح الحزب الجمهوري -على الأرجح ترامب- سيكون لديه فرصة أكبر للفوز بالرئاسة البيضاء. منزل.
التعليقات مغلقة.