مغارة الملح في تركيا.. وجهة سياحية طبية تجذب السياح العرب
تعد مغارة الملح في ولاية جانقيري وسط تركيا، إحدى الجواهر الثقافية والسياحية والطبية والاقتصادية البارزة. تمتد المغارة على مساحة 18 ألف متر مربع وتتواجد على عمق 150 مترًا تحت سطح الأرض، وهي معروفة باسم “مدينة الملح تحت الأرض” لدى سكان المنطقة.
تأتي تسمية المغارة بـ “مدينة الملح” من احتوائها على احتياطات كبيرة من الملح، تكفي لتلبية احتياجات تركيا لمدة 400 عام، مما يجعلها ذات قيمة اقتصادية هائلة. عملية استخراج الملح من المغارة تمتد عبر العصور، حيث تبرز أهميتها التاريخية نظرًا لقيمة الملح كوسيلة تبادل في الحضارات القديمة.
من الناحية الثقافية، تضم المغارة مجموعة متنوعة من الحيوانات المحنطة والهياكل العظمية والأعمال الفنية، مما يعزز جاذبيتها كوجهة ثقافية فريدة.
في حديثه لوكالة الأناضول، أشار رئيس بلدية جانقيري، حقي أسن، إلى تطلعهم لتعزيز المغارة كوجهة للسياحة الطبية من خلال تنظيم فعاليات ثقافية. تعد مغارة الملح، وفقًا لأسن، مثالًا حقيقيًا لـ “السياحة البديلة” على مستوى تركيا والعالم.
أقامت البلدية أول فعالياتها في المغارة عام 2019 تحت اسم “مهرجان توزفست”، حيث بلغ عدد الزوار 50 ألف شخص في ذلك العام. وبينما استمرت الجهود في تعريف الناس بالمغارة وتنظيم الفعاليات، زاد عدد الزوار، وبلغ مليون زائر خلال مهرجان توزفست 2023 الذي استمر 14 يومًا.
وفي هذا السياق، قال أسن: “الملح له قيمة تاريخية، ولأجله اندلعت الحروب، ويُستخدم في 14 قطاعًا، ندرك أهمية هذه المغارة من خلال قيمة الملح في التاريخ. نعمل جاهدين لجعل المغارة مركزًا جاذبًا للسياح لولاية جانقيري”.
ويعتزم مجلس البلدية إنشاء مرافق جديدة في المغارة، مثل مركز للاستشفاء ومكان لعرض المنتجات والمأكولات المحلية، بغية تعزيز جاذبية المغارة كمقصد سياحي شامل. وأكد رئيس البلدية أن هدفهم الحالي هو جلب مليون زائر في العام، وأن المغارة تحمل أهمية اقتصادية وثقافية كبيرة في تطوير المدينة.