منوعات

العثور على جمجمة وحش بحري عمره يفوق 150 مليون سنة ويملك فك يفوق بقوته فك التمساح بمرتين

العثور على جمجمة وحش بحري عمره يفوق 150 مليون سنة ويملك فك يفوق بقوته فك التمساح بمرتين

تم العثور على جمجمة ضخمة لوحش بحري يعود إلى ما يقرب من 150 مليون عام على سواحل جوراسيك في دورست بجنوب إنجلترا، مما يعتبر اكتشافًا هامًا يسلط الضوء على الحياة البحرية في الزمن الجوراسي.

الجمجمة تعود إلى سحلية بحرية تعرف باسم “البليوصور”، وتعتبر هذه الحفرية واحدة من أكثر الأمثلة اكتمالًا على هذا النوع من السحليات التي عاشت في المحيطات قبل ملايين السنين. يقول الباحث إنها “واحدة من أفضل الحفائر التي عملت عليها حتى الآن، وما يميزها هو اكتمالها.”

تظهر الجمجمة، التي يبلغ طولها حوالي 2 متر، تفاصيل دقيقة تكشف عن تشابك الفك السفلي وجمجمة الأعلى بشكل مثير للاهتمام. وفي مستوى عالمي، تعد هذه الحفرية من بين القليل التي تتمتع بهذا المستوى من التفاصيل، وتميزها أن جميع العظام موجودة رغم الميل البسيط.

بفضل هذا الاكتشاف، يمكن الآن الحصول على فكرة أدق عن حجم هذا الكائن البحري الضخم الذي يتجاوز طوله العديد من البشر. تتميز أسنان الجمجمة، البالغ عددها 130، بحافة حادة يمكنها قتل الفريسة بلمسة واحدة، مما يشير إلى طبيعة هذا الكائن كمفترس عظيم في المحيط.

الدكتور أندري رو، باحث في جامعة بريستول، يصف البليوصور بأنه “نوع من تيرانوصور تحت الماء”، مما يلفت الانتباه إلى حجمه وسطوعه كمفترس في البيئة البحرية.

هناك أيضًا أدلة تشير إلى أن هذا الكائن كان يتغذى على فريسته، والتي قد تشمل أقاربها من السحالي ذوي الأعناق الطويلة والسحالي البحرية، مما يكشف عن تنوع تغذيته ودوره في النظام البيئي البحري.

الاكتشاف نفسه كان مثيرًا، حيث تم العثور على الجمجمة بصدفة أثناء تجوال هاوي الحفريات فيل جاكوبس على الشاطئ. الجمجمة كانت ثقيلة جدًا لحملها، مما استدعى مساعدة الباحث ستيف إيتشز واستخدام نقالة مؤقتة لنقل الحفرية إلى مكان آمن.

تم استخدام طائرة بدون طيار لتحديد موقع الجزء الباقي من الحفرية، وبالرغم من صعوبة استخراجها من جرف عالي يبلغ ارتفاعه 15 مترًا، إلا أنها ستسهم في توفير معلومات قيمة حول كيف عاشت هذه السحالي وكيف كانت تتفاعل مع البيئة البحرية.

بروفيسور إيميلي رايفيلد، البيولوج الباليو، قامت بدراسة الفجوات الدائرية الكبيرة في الجمجمة، والتي تعطي فكرة عن حجم العضلات التي تدير فكي السحلية والقوة التي تظهر عند إغلاق الفم لسحق فريستها. وفي مقابل قوة تصل إلى 33,000 نيوتن، يظهر أن فكي هذا الكائن القديم قادرة على أداء وظائف قوية لتمزيق اللحوم والعظام بفعالية.

من المقرر عرض الجمجمة في متحف مجموعة إيتشز في كيميريدج العام المقبل، ويعتبر الباحث ستيف إيتشز أن استخراج البقية من الحفرية أمرًا ضروريًا لتجنب فقدان هذه الفرصة الفريدة لفهم حياة هذا الكائن البحري في عصور ماضية.

المصدر: تركيا عاجل

مشاركة الخبر