قرب الحدود السورية.. اكتشاف كنز تاريخي على مساحة 100 متر مربع تعود إلى العصر الروماني وقيمتها المادية تفوق ملايين الدولارات
في محافظة ماردين التركية، تم اكتشاف فسيفساء فريدة تحمل رسومات لكائنات بحرية في إحدى المناطق المخصصة لحفريات الإنقاذ بمدينة قضاء قرية قزلتبا. تعود هذه الفسيفساء إلى عصر الرومان، وهي جزء من آثار فيلا تم استكشافها أثناء جهود الحفريات.
قامت السلطات المحلية بإجراء فحوصات بناءً على إخطار بالقيام بحفريات غير قانونية في المنطقة المعروفة باسم “كيلا خانما”، أو قلعة السيدة، والتي تبعد نحو 30 كيلومترًا عن مركز القضاء. خلال هذه الفحوصات، تم تحديد التلف البنية المعمارية للموقع وتسجيل وجود العديد من حفر الحفر غير القانونية.
في استجابة لهذا الاكتشاف، قاد عبد الغني تاركان، رئيس متحف ماردين، جهودًا للتعامل مع الوضع. بالتعاون مع أثريين متخصصين وخبراء في تاريخ الفن، تم بدء حملة حفريات إنقاذ في المنطقة بتاريخ 2 أكتوبر، شارك فيها أيضًا عدد من العمال وفرق من مديرية ترميم وحفظ المناطق في ديار بكر.
تم الكشف خلال هذه الحفريات عن أرضيات الفيلا الريفية التي ترجع إلى عهد الرومان، والتي تتكون من هيكل مركزي وهياكل صغيرة تمتد حوله. وكانت هذه الفيلا موطنًا للطبقة الحاكمة في ذلك الوقت، وتوجد بها غرف صغيرة للخدم وغرف للجنود.
تميزت الفسيفساء التي تم اكتشافها بأنها تحمل أشكالًا فنية متنوعة، من بينها قشور السمك، وثلاثة مثلثات متجاورة، ورموز السواستيكا داخل مربع، ورسوم تعبيرية للأشكال المستديرة والأشجار والطيور المائية والأخطبوط والأسماك والبلح والفقاعات والثعابين البحرية والنباتات المائية.
ركز تاركان على أهمية هذا الاكتشاف الفريد، حيث قال: “إن هذا الاكتشاف ليس فقط محدودًا بمجرد الفيلا الريفية، بل هناك مناطق أخرى على السفح الجنوبي تحتوي على آثار معمارية مختلفة ومنطقة نقوبوليوس، وهي مكان دفن للقتلى. إن هذه المنطقة تعود إلى القرنين الخامس والسابع، وتُظهر كونها فيلا ريفية كانت تستخدم من قبل العائلة التي كانت تحكم في هذا الوقت على تلة تطل على المنطقة.”
وفيما يتعلق بالفسيفساء، أشار تاركان إلى أن مساحتها تقدر بحوالي 100 متر مربع، وأنها تعود إلى فترة بايزنطية مبكرة – الرومان المتأخرين. كما أوضح أن هذه الفسيفساء تحمل لوحات كثيفة للحيوانات، وأكد أن هذا الاكتشاف هو تجربة فريدة في المنطقة.