الأمور تتجه للأسوء.. توقعات مسار الليرة التركية مع انطلاق العام الجديد 2024
تشهد الليرة التركية تحديات جسيمة، حيث يتوقع الخبراء انخفاضًا يقدر بنحو الثلث مقابل الدولار في العام المقبل. هذا التوقع يعكس تحولات في السياسات الاقتصادية التركية وتأثيراتها على الليرة، ويسلط الضوء على التحديات التي تواجهها البلاد في مجال الاقتصاد.
رغم زيادة أسعار الفائدة بشكل كبير لكبح التضخم وتحسين وضع الليرة، يظهر أن هذه الخطوة لا تلقى إقبالًا واسعًا. يرى البعض أن زعماء تركيا يروّجون لفكرة أن ارتفاع أسعار الفائدة هو السبب وراء التضخم، وليس الحلاقته. تدهورت الليرة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وهو ما أثار تساؤلات حول فعالية السياسات الاقتصادية.
في ظل توقعات بتراجع الليرة، يترقب المتابعون فترة ولاية محافظ البنك المركزي التركي حافظ جاي إركان. مع استمرار تأثير السياسات الاقتصادية غير التقليدية، يعتبر تحديد الاتجاه الذي سيسلكه البنك المركزي قرارًا حيويًا لمستقبل الليرة والوضع الاقتصادي بشكل عام.
انخفضت الليرة بنسبة 93% أمام الدولار خلال العقد الماضي، وهو تراجع ضخم يعكس التحديات الاقتصادية التي تواجهها تركيا. تضخم يصل إلى 85.5% في أكتوبر 2022 أضاف ضغوطًا إضافية، وتراجع الاحتياطيات الدولية وفرض متطلبات مرهقة على البنوك، مما يعكس معقولية الأوضاع الاقتصادية الحالية.
ترى السلطات أن رفع أسعار الفائدة هو العلاج، ولكنها تواجه تحديات متزايدة بسبب التدخل السياسي. يعزو زعماء حزب العدالة والتنمية ارتفاع التضخم إلى ارتفاع أسعار الفائدة، مما يعقّد المشهد الاقتصادي.
مع اقتراب الانتخابات المحلية في 2024، يتزايد عدم اليقين حول سياسات الفائدة وتأثيرها على الليرة. ينظر المستثمرون إلى مؤشرات متنوعة، من توجهات البنك المركزي إلى السياسات الحكومية، لفهم توجهات الليرة في المستقبل.
رغم رفع أسعار الفائدة، يستمر الليرة في التراجع، مما يجعل توقعات السوق غير واضحة. من المحتمل أن تشهد الليرة تقلبات إضافية، ويرى بعض الخبراء أنها قد تستمر في التراجع إلى مستويات أدنى مع احتمال تأثير سلبي على النمو الاقتصادي.
تظل تركيا أمام تحديات اقتصادية كبيرة، ويعتبر استقرار الليرة وتحسين وضع البلاد مسؤولية مشتركة بين السلطات والمؤسسات المالية. مع استمرار التغيرات والتحديات، يترقب العالم الاقتصادي مستجدات الأوضاع في تركيا بشكل دقيق.