اكتشافات

في مياه دولة عربية.. اكتشاف كنز أثري غارق يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد

في مياه دولة عربية.. اكتشاف كنز أثري غارق يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد.

في إطار جهودها المستمرة للحفاظ على تراثها الثقافي والتاريخي، أعلنت السلطات المصرية عن اكتشاف أثري هام في مياه البحر المتوسط قبالة سواحل مدينة العلمين شمال مصر. وقد كان هذا الاكتشاف الرائع بمثابة نافذة تاريخية تفتح على ماضٍ غني ومجهول في تجارة وحياة البحر الأبيض المتوسط.

الاكتشاف وتحليله:

وفقًا لإعلان وزارة الآثار المصرية، عثرت البعثة الأثرية المصرية على بقايا سفينة غارقة وجرارات في موقع غارق بالبحر المتوسط، على بُعد حوالي 650 مترًا من ساحل منطقة العلمين. يعود تاريخ هذه السفينة إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وتُظهر الأدلة أنها كانت تستخدم في التجارة البحرية في تلك الفترة الزمنية.

أهمية المكان:

تسلط هذه الاكتشافات الأثرية الجديدة الضوء على أهمية منطقة العلمين والساحل الشمالي لمصر في القرن الثالث قبل الميلاد. كانت تلك المنطقة مركزًا حيويًا للتجارة والأنشطة الاقتصادية والعلمية. وتعتبر الأواني الفخارية، مثل الجرارات “الأمفورات” التي وُجِدت، دليلاً على التجارة الناجحة بين مصر ودول البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت.

سبب الغرق:

أظهرت الدراسات الأولية أن السفينة الغارقة كانت سفينة تجارية، ومن المرجح أن سبب غرقها كان ارتطام قاعها بجزيرة غارقة بالقرب من الموقع. يُعتبر هذا الاكتشاف مؤشرًا جديدًا على التحديات التي كان يواجهها الملاحون في تلك الفترة.

الأثر التاريخي والاقتصادي:

تعكس هذه الاكتشافات الأثرية أهمية مصر في التجارة القديمة وتواجدها البحري القوي على طول السواحل الشمالية. كما تبرز الأدلة الاقتصادية والثقافية على تبادل السلع والثقافة بين مصر والمناطق المجاورة، مما يلقي نظرة جديدة على تاريخ المنطقة في ذلك الوقت.

خطوات مستقبلية:

في إطار جهود الحفاظ على هذا الكنز الأثري، تقوم السلطات بدراسة سيناريوهات التعامل مع المكتشفات الأثرية وخطط لاستكمال الحفريات تحت الماء لاستكشاف المزيد من الأدلة والتحف الأثرية. من المتوقع أن تكون هذه الجهود مستمرة خلال الموسم المقبل، مما سيساهم في إثراء فهمنا للتاريخ المصري البحري وتعزيز مكانتها كمركز ثقافي عريق في المنطقة.

يعد هذا الاكتشاف الأثري في مياه البحر المتوسط فرصة لفهم عمق التاريخ المصري وربطه بالتجارة البحرية القديمة. ومع استمرار الأبحاث والحفريات، يمكن أن يكون لهذا الكنز الأثري دور هام في تسليط الضوء على حقبة مهمة من تاريخ المنطقة وتأثيرها على التطور الاقتصادي والثقافي لمصر.

مشاركة الخبر