يشهد سوق العقارات في تركيا تحولات هامة وتحديات كبيرة، حيث تواجه الأسعار ارتفاعًا مستمرًا يجعلها غير ملائمة للعديد من الأفراد الذين يسعون لامتلاك منازلهم. خضعت مشتريات المساكن لتذبذبات خلال الفترة الأخيرة، وفقًا لتصريحات خبراء العقارات ومراقبي السوق.
تأتي هذه الزيادة الكبيرة في أسعار العقارات بعد فترة مميزة من انخفاض الاهتمام بشراء المنازل، حيث ظلت المشتريات عند مستويات منخفضة لفترة تتراوح بين أربعة إلى خمسة أشهر، وفقًا لتقارير صحفية.
تجسدت التحديات في ارتفاع أسعار الفائدة على الرهن العقاري، التي بلغت ذروتها في الأشهر الأخيرة من عام 2023، مما أدى إلى تعقيد الوضع المالي للمواطنين الراغبين في شراء منزل. وبالتالي، تأثرت المشتريات بانخفاض بنسبة 20% في نوفمبر 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
أما فيما يتعلق بتوقعات عام 2024، فإن زيادة كبيرة في أسعار الفائدة تظل تشكل تحديًا رئيسيًا. حيث قام العديد من الأفراد الذين استفادوا من سياسة الفائدة المنخفضة في السابق بالتخلي عن هذه السياسة بسبب ارتفاع الفائدة على القروض، مما أثر سلبًا على قدرتهم على تحمل التكاليف المالية.
تسببت الأسعار الفائقة للفائدة السنوية على القروض العقارية، التي بلغت 58% في البنوك العامة، في تعقيد الوضع المالي، حيث ارتفعت أقساط القروض على مدى 120 شهرًا إلى مستويات قياسية، مما جعل شراء المنازل أمرًا صعبًا.
من جهة أخرى، عبّر أحمد بويوكدومان، الخبير في التثمين العقاري، عن توقعاته لعام 2024، حيث أكد أنه لا يتوقع انخفاضًا في أسعار المساكن. وأوضح أن انخفاض الأسعار غير متوقع نظرًا للتضخم المستمر، ورغم ذلك، فإنه يرى أن الأسعار قد تظل دون معدل التضخم في المستقبل. وبالرغم من ارتفاع الفائدة، لا يتوقع أن يتسبب ذلك في انهيار سوق الإسكان.
يُشدد بويوكدومان على ضرورة مراعاة الأساسيات الاقتصادية عند اتخاذ قرار شراء المنزل، ويشجع على استغلال فرص الخصم على المنازل الجديدة. يُفضل اختيار المنازل الجديدة بدلاً من المستعملة للحصول على حصة أكبر من الخصم، ويعزو ذلك إلى توقعات بأن المالكين سيكونون عرضة لتقديم تخفيضات لتحفيز عمليات البيع.
في الختام، يظهر الوضع الراهن أهمية فهم التحولات في سوق العقارات واتخاذ قرارات استنيرة تأخذ في اعتبارها التوقعات والتحديات المستقبلية.